ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    وفي السماء رزقكم وما توعدون (قصة الأصمعي والأعرابي)

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    وفي السماء رزقكم وما توعدون (قصة الأصمعي والأعرابي) Empty وفي السماء رزقكم وما توعدون (قصة الأصمعي والأعرابي)

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين سبتمبر 28, 2015 8:29 am

    قال الأصمعي: (أقبلت ذات يوم من مسجد الجامع بالبصرة فبينا أنا في بعض سككها إذ أقبل أعرابي جلف جاف على قعود له، متقلدا سيفه، وبيده قوس، فدنا وسلم
    وقال: ممن الرجل ؟
    فقلت: من بني الأصمع
    فقال لي: أنت الأصمعي ؟
    قلت: نعم.
    قال: من أين أقبلت ؟
    قلت : من موضع يتلى فيه كلام الرحمن فيه.
    قال: أو للرحمن كلام يتلوه الآدميون؟!
    فقلت : نعم يا أعرابي.
    فقال: اتل علي شيئا منه.
    فقلت: انزل من قعودك، فنزل؛ وابتدأت بسورة الذاريات ذروا حتى انتهيت إلى قوله تعالى : (وفي السماء رزقكم وما توعدون)
    قال الأعرابي: هذا كلام الرحمن؟
    قلت : إي والذي بعث محمدا بالحق إنه لكلامه أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
    فقال لي: حسبك، فقام إلى ناقته فنحرها بسيفه، وقطعها بجلدها
    وقال: أعني على تفرقتها
    فوزعناها على من أقبل وأدبر، ثم كسر سيفه، وقوسه، وجعلها تحت الرملة، وولى مدبرا نحو البادية وهو يقول (وفي السماء رزقكم وما توعدون) يرددها ، فلما تغيب عني في حيطان البصرة ؛ أقبلت على نفسي ألومها
    وقلت : يا أصمعي، قرأت القرآن منذ ثلاثين سنة ومررت بهذه وأمثالها وأشباهها فلم تتنبه لما تنبه له هذا الأعرابي، ولم يعلم أن للرحمن كلاما.
    فلما قضى الله أمري ما أحب، حججت مع هارون الرشيد أمير المؤمنين
    فبينا أنا أطوف بالكعبة إذا أخبرنا بهاتف يهتف بصوت رقيق: تعال يا أصمعي، تعال يا أصمعي
    قال فالتفت؛ فإذا أنا بالأعرابي منهوكا مصفارا، فجاء وسلم علي، وأخذ بيدي وأجلسني خلف المقام
    فقال : اتل من كلام الرحمن الذي تتلوه فابتدأت ثانية بسورة الذاريات، فلما انتهيت إلى قوله (وفي السماء رزقكم وما توعدون) صاح الأعرابي
    وقال: قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا
    ثم قال: يا أصمعي ، هل غير هذا للرحمن كلام؟
    قلت: نعم يا أعرابي، يقول الله عز وجل (فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون)
    فصاح الأعرابي عندها؛ وقال: ياسبحان الله ، من ذا أغضب الجليل حتى يحلف؟! أفلم يصدقوه حتى ألجؤوه إالى اليمين؟! قالها ثلاثا وخرجت نفسه
    أورده البيهقي في شعب الإيمان 378/3، والقرطبي في تفسير القرطبي 42/17 ، وأضواء البيان 6/8.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 1:26 am