ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    تعريف الصرف و موضوعه و أغراضه

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    تعريف الصرف و موضوعه و أغراضه Empty تعريف الصرف و موضوعه و أغراضه

    مُساهمة من طرف أحمد السبت أغسطس 02, 2014 1:17 am

    تعريف الصرف و موضوعه و أغراضه وأهم مصادره
    تعريف الصرف
    لغة
    الصَّرْفُ: التغيير و التقليب من حال إلى حال،و هو مصدر الفعل (صَرَفَ) ؛ من صرف الزمان . و صروفه و تصاريفه ؛ أي :تقلباته. و تصريف الرياح تحويلها من وجه إلى وجه ،و من حال إلى حال. والصَّرْفُ: التقلُّبُ والحيلة، يقال: فلان يَصْرِفُ ويتصَرَّفُ ويصطَرِفُ لعياله: أي يكتسب لهم. وصَرْف الكلمة: إِجراؤها بالتنوين..و تصريف الآيات: تبيينها. {ولقد صَرَّفنا الآيات}: بيّناها.
    اصطلاحا
    واصطلاحًا بالمعنى العَمَليّ: تحويلُ الأَصلِ الواحدِ إلى أبنيةٍ مختلفةٍ، لِمعانٍ مقصودة، لا تحصُل إلا بها، كاسمَيْ الفاعلِ والمفعولِ، واسمِ التفضيلِ، والتثنيةِ والجمعِ، إلى غير ذلك.
    وبالمعنى العِلْمِيّ: علمٌ بأصول يُعْرَف بها أحوالُ أبنيةِ الكلمةِ، التي ليست بإعرابٍ ولا بناءٍ.
    والأبنيةُ: جمعُ بناءٍ، وهى هيئةُ الكلمةِ الملحوظةِ، من حركةٍ وسكونٍ: وعددِ حروفٍ، وترتيبٍ.
    للكلمات العربية حالتان: حالةُ إفرادٍ وحالة تركيب.
    فالبحثُ عنها، وهي مُفردةٌ، لتكون على وزن خاصٍّ وهيئة خاصة هو من موضوع "علم الصرف".
    والبحثُ عنها وهي مُركبةٌ، ليكونَ آخرُها على ما يَقتضيه مَنهجُ العرب في كلامهم - من رفعٍ، أو نصبٍ، أو جرّ، أو جزمٍ، أو بقاءٍ على حالةٍ واحدة، من تَغيُّر - هو من موضوع "علم الإعراب" أو ما يسمى علم النحو .
    أغراض علم التصريف
    للتصريف غرضان :
    الأول معنوي ؛ و هو جعل الكلمة على صيغ مختلفة لضروب من المعاني ، نحو: ضَرَبَ و ضَرَّبَ ، و تَضَرَّبَ ، و تَضارَبَ ، و اضْطَرَبَ. فالكلمة التي هي مكونة من ضاد و راء و باء نحو (ضَرَبَ) قد بُنيت منها هذه الأبنية المختلفة لمعايير مختلفة . و من ذلك تغيير المفرد إلى المثنى و الجمع و تصريف الفعل إلى مجرد و مزيد و إلى ماضٍ و مضارعٍ و أمر ، و اشتقاق اسم الفاعل و اسم المفعول و الصفة المُشَبَّهة و صيغة المبالغة و اسم التفضيل و اسم الآلة و اسم الزمان و اسم المكان و النسب و التصغير و جمع التكسير و غير ذلك.
    الثاني لفظي ؛ و هو تغيير الكلمة عن أصلها من غير أن يكون ذلك التغيير دالاً على معنى طارئ على الكلمة ، كما يحدث في القلب ؛نحو: (قَوَلَ) إلى (قال) و (بَيَعَ) إلى (باعَ) ،و النقص ؛نحو (وَصْل)إلى (صِلَة)، و الإبدال ؛ نحو (اضْتَرَبَ) إلى (اضْطَرَبَ) و(اِوْتَسَمَ) إلى (اِتَّسَمَ) ، و النقل الحرفي؛ نحو (شاوِك) إلى (شاكٍ) و(لاوِث) إلى (لاثٍ) ، والنقل الحركي ؛نحو (يَقْوُلُ) إلى (يَقُوْلُ) و (يَرْدُدُ) إلى (يَرُدُّ) ، و الإدغام ، و الإمالة ، و تخفيف الهمزة ، و قلب التاء هاء في الوقف ، و غير ذلك.
    موضوع علم الصرف و اختصاصه:
    موضوع علم الصرف :الألفاظ العربية ، و اختصاصه:بـ
    1. الأفعال المتصرفة ؛ أي الأفعال التي تُشتق منها صيغ الفعل المختلفة.
    2. الأسماء المتمكنة ؛ أي الأسماء المعربة.
    و هذا يعني أن علم الصرف لا يتناول بالدراسة كلّاً من:
    1. الحروف.
    2. الأفعال الجامدة ؛ مثل : نِعْمَ و بِئسَ و عسى و ليس.
    3. الأسماء المبنية ؛ كالضمائر و أسماء الاستفهام و أسماء الشرط و الأسماء الموصولة و الظروف المبنية و غيرها.

    المؤلفات الصرفية
    لم يكن الصرف ـ في بداية التأليف اللغوي ـ مستقلاً عن النحو ، بل كان جزءاً منه كما في كتاب سيبويه و المقتضب للمبرد ، و غيرها، و أول مَن ألّف فيه منفصلاُ عن النحو هو المازني (ت249هـ) في كتابه (التصريف). وبقي كثير من العلماء يدمجونهما حتّى عهدٍ قريب .
    و من المصادر و المراجع الصرفية الآتي :
    1- »التصريف«: لأبي عثمان المازني (ت249هـ)، وصل إلينا بشرح ابن جنيّ المسمى المنصف«.
    2- »التكملة«: لأبي علي الفارسي (ت377هـ)، وهو الجزء الثاني من كتاب »الإيضاح«.
    3- »التصريف الملوكي«: لأبي الفتح ابن جنيّ (ت392هـ).
    4- »المفتاح في الصرف«: لعبد القاهر الجرجاني (ت471هـ).
    5- »الوجيز في علم التصريف«: لأبي البركات الأنباري (ت577هـ).
    6- »التتمّة في التصريف«: لابن القبيصي (ت في أوائل القرن السابع).
    7- »نزهة الطرف في علم الصرف«: للميداني (ت518هـ).
    8- »الممتع«: لابن عصفور (ت669هـ).
    9- »الشافية«: لابن الحاجب (ت646هـ).و عليه شروح كثيرة.
    10 ـ »مراح الأرواح «: أحمد المسعودي. و عليه شروح كثيرة.
    11 ـ »المغني في تصريف الأفعال «: محمد عبد الخالق عضيمة.
    12 ـ »جامع الدروس العربية «: الشيخ مصطفى الغلاييني.
    13 ـ »دراسات في علم الصرف« : د. عبد الله درويش.
    14 ـ »المهذب في علم الصرف« : د. هاشم طه شلاش ، و آخران.
    15 ـ »أوزان الفعل و معانيها« : د. هاشم طه شلاش.

    http://www.uobabylon.edu.iq/uobcoleges/lecture.aspx?fid=19&lcid=32939
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    تعريف الصرف و موضوعه و أغراضه Empty رد: تعريف الصرف و موضوعه و أغراضه

    مُساهمة من طرف أحمد السبت أغسطس 02, 2014 1:23 am

    علم الصرف أحد علوم اللغة العربية له أهمية قصوى في الدرس اللغوي المعاصر والقديم ، وقد سماه بعض العلماء علم التصريف، وأيد بعض المتأخرين كابن مالك المتوفى 672هـ المصطلح الأول؛ لأنه الأصل في التسمية ومختصر أكثر من (التصريف) ومواز للفظة (النحو)، وهو اللفظ الشائع اليوم، و المتقدمون من علماء العربية كالفراهيدي (175ه)ـ وسيبوبه (180ه) لا يصطلحان عليه (التصريف) ولا (الصرف) لأن مسائله كانت عندهما متداخلة في علم النحو.
    والصرف في الاصطلاح (علم بأصول - أي بقواعد - تُعرف بها أحوال أبنية الكلمة المفردة التي ليست بإعراب أو بناء).
    وعلم الصرف لا يمكن الإلمام بقواعده دون المعرفة بعلم الأصوات وبالكتابة الصوتية الحديثة ومعرفة قوانين المماثلة والمخالفة خاصة في موضوعي (الإبدال والإعلال)، مثلما أن النحو بحاجة إلى علم الصرف في تفسير مسائله؛ لأن الصرف يدرس البنية الداخلية للكلمات، فنحن يجب علينا الإلمام في علمي الصرف والأصوات فهما مقدمان على علم النحو؛ لأن النحو يبحث في صفة المركب، يقول ابن مسعود : (اعلم أن الصرف أم العلوم والنحو أبوها ويقوى في الدرايات داروها ويطغى في الروايات عاروها، )"مراح الأرواح ص3 " ووصفه ابن مسعود بالأم لان به تتوالد الكلمات وتتكاثر الألفاظ وعلم الصرف لم ينل من الدراسة والعناية ما ناله علم النحو مما يعني أن ميدان للدراسات الحديثة.
    ولقد كان علم الأصوات في التراث التقليدي جزءا من علم الصرف الذي قامت بعض أبوابه على المنهج الصوتي مما يعني أن مباحث الصرف التقليدية أفادت إلى حد بعيد من الدراسات الصوتية، وقد صنَّف باحثون عرب معاصرون أبحاثاً صرفية أقاموها على أساس علم الأصوات، ومن هؤلاء الدكتور إبراهيم أنيس في كتابيه (الأصوات اللغوية) و(في اللهجات العربية) والدكتور تمّام حسان في كتابيه (اللغة العربية - مبناها ومعناها) و(مناهج البحث في اللغة) والدكتور كمال بشر في كتابيه (دراسات في علم اللغة) و(علم اللغة العام) والدكتور عبد الصبور شاهين في كتابه (المنهج الصوتي للبنية العربية) والدكتور عبد الرحمن أيوب في كتابه (أصوات اللغة) والدكتور رمضان عبد التواب في كتابه (فصول في فقه العربية) والدكتور أحمد مختار عمر في كتابه (دراسة الصوت اللغوي) والدكتور محمود السعران في كتابه (علم اللغة) والدكتور عبد العزيز مطر في كتابه (القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث) والدكتور محمود فهمي حجازي في كتابه (مدخل إلى علم اللغة) والدكتور عبده الراجحي في كتابه (اللهجات العربية في القراءات القرآنية).
    وموضوع علم الصرف هو الألفاظ العربية من حيث الصحة والإعلال والأصالة والزيادة، والأفعال المتصرفة والأسماء المعربة من حيث البحث عن كيفية اشتقاقهما لإفادة المعاني الطارئة فيجري التصريف على هذه الأفعال بتغيير بنيتها فيقال مثلاً: اسم الفاعل من الفعل الثلاثي بزنة فاعل واسم التفضيل بزنة أفعل واسم الهيئة بزنة فِعلَة إلى غير ذلك، ويجري التصريف على الأسماء المعربة بالتثنية والجمع والتصغير والنسب، أما الأسماء المبنية نحو (مَن وكيفَ وأينَ) فلا يدخلها التصريف، ولا يردُ على هذا تصغير ذا الإشارية والذي والتي الموصولتين، ولا تثنية هذه الأسماء وجمعها لأن ذلك خارج عن القياس فهو نادر أو قليل.
    وأما الأفعال الجامدة كـ(عسى) وليس ونِعمَ وبئس والحروف مثل مِن وفي وإلى وعلى فلا يعتورها التصريف حال (الإفراد) فهي كالأسماء المبنية ثابتة لا تتغير أبنيتها وتلازم صورة واحدة، أما في حال (التركيب) فإنه يعتريها، فقد تُقلب الألف في الحرف ياءً مع الضمير مثل (إليك وعليك) وقد تحذف عين الفعل الجامد أو لامُهُ عند الإسناد للتخلص من التقاء الساكنين نحو (لستَ وعَسَت) وهذا كله شاذّ يوقف عندما سُمِعَ منه.
    وموضوع علم الصرف هو الألفاظ العربية من حيث الصحة والإعلال والأصالة والزيادة، والأفعال المتصرفة والأسماء المعربة من حيث البحث عن كيفية اشتقاقهما لإفادة المعاني الطارئة فيجري التصريف على هذه الأفعال بتغيير بنيتها فيقال مثلاً: اسم الفاعل من الفعل الثلاثي بزنة فاعل واسم التفضيل بزنة أفعل واسم الهيئة بزنة فِعلَة إلى غير ذلك، ويجري التصريف على الأسماء المعربة بالتثنية والجمع والتصغير والنسب، أما الأسماء المبنية نحو (مَن وكيفَ وأينَ) فلا يدخلها التصريف، ولا يردُ على هذا تصغير ذا الإشارية والذي والتي الموصولتين، ولا تثنية هذه الأسماء وجمعها لأن ذلك خارج عن القياس فهو نادر أو قليل شاذاً أو هو صوري لا حقيقي، وأما الأفعال الجامدة كعسى وليس ونِعمَ وبئس والحروف مثل مِن وفي وإلى وعلى فلا يعتورها التصريف حال (الإفراد) فهي كالأسماء المبنية ثابتة لا تتغير أبنيتها وتلازم صورة واحدة، أما في حال (التركيب) فإنه يعتريها، فقد تُقلب الألف في الحرف ياءً مع الضمير مثل (إليك وعليك) وقد تحذف عين الفعل الجامد أو لامُهُ عند الإسناد للتخلص من التقاء الساكنين نحو (لستَ وعَسَت) وهذا كله شاذّ يوقف عندما سُمِعَ منه.
    وقد عُني العلماء بالصرف كثيراً فقد كانوا يعدون الخطأ في المفردات عيباً يخل بالكلام ويتنافى مع فصاحة المفرد ويبطل بلاغة القول المركب، وفي ذلك يقول أبو الأسود الدّؤلي:
    ولا أقول لِقدْرِ القوم قد (غَلِيَتْ) ولا أقول لباب الدار (مَغلوق)

    وتتمثل فائدة علم (الصرف) في صون القلم واللسان عن الخطأ في صوغ المفردات وفي النطق بها طبقاً لما نطقت به العرب وفي معرفة قواعد هذا العلم الكلية وضوابطه الجامعة التي تؤلف بين أشتات اللغة وتلم شعثها وتقرّب الشقة على الدارس وتغنيه بعض الغناء عن البحث في المعاجم، وتتمثل أيضاً في الاستعانة بهذا العلم على تحويل الكلمة إلى أبنية مختلفة لاختلاف المعاني كالتصغير والنسب والتكسير واسمي الفاعل والمفعول والتثنية والجمع وإسناد الأفعال إلى الضمائر، وفي التوسع في الأساليب العربية كاستعمال (يُحبب ويحبّ) و(يَردُد ويَرُدّ) خاصة في الشعر بمناسبة الأوزان المختلفة.
    وقد عبر (نقره كار) في مقدمة شرحه شافية ابن الحاجب أحسن تعبير عن فائدة علم الصرف وأبان أهميته بعبارة جلية حين قال (إن من أراد أن يكون له منحة من الكتاب الإلهي والكلام النبوي فليصرف عنان همته إلى علم الصرف فيجعله نصب الطرف مشمراً عن ساق الجد ليغوص في تيار بحار الكتاب وفرائده ويتفحص لطائف الكلام النبوي وفوائده، فإن من اتقى الله في تنزيله وأجال النظر في تعاطي تأويله وطلب أن تكمل له ديانته وأن تصح له صلاته وقراءته وهو غير عالم بهذا العلم فقد ركب عمياء وخَبَط خبْط عشواء، إذ به تنحلّ العويصات الأبية وتعرف سعة اللغة العربية).
    وأكد هذا المعنى أخيراً الشيخ أحمد الحملاوي في كتابه (شذا العرف في فن الصرف) فقال: (وبعد: فما انتظم عقد علم إلا والصرف واسطته ولا ارتفع منارة إلا وهو قاعدته، إذ هو إحدى دعائم الأدب وبه تعرف سعة كلام العرب وتنجلي فرائد مفردات الآيات القرآنية والأحاديث النبوية).
    وأعقبه الشيخ محمد الطنطاوي في كتابه (تصريف الأسماء) فقال: (إن علم الصرف رفيع المكانة سني المنزلة لا يستغني عنه دارس اللغة العربية ولا يثقف بدونه المشغوف بآدابها، يقفه على كنه الكلمة مفردة وحقيقتها مزيدة ومجردة ويمده بزاد من المعارف موفور بقية العثار في المنظوم والمنثور، إذ لا فصاحة في الكلام إلا بسلامة كلماته التي يحاك منها نسيجه وتزدهر بمحاسنها حلته).
    وكانت العرب تنطق نطقاً صحيحاً على سجيتها في الجاهلية وصدر الإسلام، ولما فشا الفساد في التعبير بسبب ما أدى إليه انتشار الإسلام من اجتماع الألسنة المتفرقة واللغات المختلفة فيه انصرفت الهمم أولاً لوضع قواعد النحو لدفع هذا الفساد بضبط حركات الإعراب والبناء، وبقي الخطأ واللحن شائعين في صوغ كثير من المفردات فاحتيج عندئذ إلى وضع قواعد أخرى لضبط أبنية الكلم ومعرفة أحوالها غير الإعراب والبناء، وتلك القواعد هي علم الصرف.
    وقد ذكرت الروايات بعض ظواهر اللحن في الكلمات سواء كان لحن علماء أو لحن عامة، فقد روي أن نبطيًّا سئل لم ابتعت هذه الأتان؟ فأجاب (أركبها وتَلَد لي) بفتح اللام المكسورة، وروي أن الكسائي جاء يوماً وقد مشى حتى أعيا فجلس إلى قوم لديهم علم وقال: (قد عييت) فقالوا له: تجالسنا وأنت تلحن، فقال لهم: كيف لحنت؟ فقالوا له: إن كنت أردت من التعب فقل (أعييت) وإن كنت أردت من انقطاع الحيلة والتحير في الأمر فقل (عييت).
    وكان الصرف في طور نشوئه مندمجاً في النحو واللغة والأدب تحت اسم (علم العربية) ثم أطلق عليه وعلى النحو (علم النحو)، وقد ظهر ذلك جلياً في كتاب سيبويه، وحذا من جاء بعد سيبويه من المتقدمين حذوه فعرفوا النحو بأنه (علم تعرف به أحوال الكلم العربية إفراداً وتركيباً) وهذا التعريف كما هو واضح يشمل النحو والصرف، ثم أصبح الأول بعدهم علم الصرف وأصبح الآخر علم النحو. ولا شك في أن وجود النحو والصرف معاً في كتاب سيبويه يدل على أنهما كما يقول الشيخ عبدالحميد عنتر في كتابه (تصريف الأفعال) (صنوان نبتا في أصل واحد وأطلق عليهما اسم واحد وجمعهما التأليف في كتاب واحد).
    ولقد بقي لما حواه الكتاب من مسائل الصرف بالذات تأثير كبير امتد عبر زمان طويل، فقد عد المازني كتاب سيبويه المنبع الأول لعلم الصرف، واعتمد على ما فيه من مسائله كثيراً عندما وضع كتابه (التصريف)، كذلك فعل أبو علي الفارسي وتلميذه ابن جني فيما جمعاه من قواعد الصرف وأصوله سواء كان ذلك في شرح أبي علي وابن جني (تصريف) المازني أم في كتاب ابن جني (التصريف الملوكي) أم في (خصائصه)، ولم يضف من جاء بعدهما إلى مباحث الصرف شيئاً ذا قيمة كبيرة، وكل ما فعلوه هو جمع قواعد الصرف وأمثلته المتناثرة في (الكتاب) خاصة وتبويبها وتهذيب مسائلها والتعليق عليها فكان للصرف جزء مهم في (مفصَّل) الزمخشري المتوفى سنة 538هـ جرى في عرضه على نهج سيبويه في كتابه فخرج الصرف بالنحو مثله، وكان له أيضاً جزء مهم في كتب ابن مالك الذي وضع مباحثه في أكثر كتبه بعد المباحث النحوية، ولم يخرج الصرفيون التالون عن هذا المنهج واقتصروا على شرح مسألة غامضة أو مثال أو جملة أو زيادة في التمثيل والشرح، فنشأت من ذلك شروح كثيرة منها (شرح المفصل) لابن يعيش، وشرح رضي الدين الاستراباذي على (الشافية)، وشرح نقره كار على (الشافية) أيضا، وشرح أبي حيان الأندلسي على (التسهيل) لابن مالك، وشرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك.
    ومع أن هؤلاء المصنفين رتبوا مسائل الصرف وبوبوها إلا أن روح كتاب سيبويه لم تفارق مصنفاتهم وبقي (الكتاب) المصدر الأول لجميع الدراسات الصرفية التالية.

    http://vb.arabsgate.com/showthread.php?t=504793

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 01, 2024 8:00 pm