ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    (تدريس قواعد اللغة العربية)

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    (تدريس قواعد اللغة العربية) Empty (تدريس قواعد اللغة العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت يونيو 07, 2014 2:14 pm


    بحث بعنوان:

    (تدريس قواعد اللغة العربية)

    إعداد:
    محمود محمد محمود زيادة




    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين.
    أما بعد:
    فهذا بحث يسير حول موضوع: (تدريس قواعد اللغة العربية) أرجو أن يُنتفع به، وأن يسهِم في تقديم بعض الحلول للمشكلات التي تكتنف هذا المجال.
    ولقد جاء البحث من خلال النقاط التالية:
    أولا: مقدمة لا بد منها.
    ثانيا: ما القواعد؟ وما قيمتها؟
    ثالثا: نقاط يجب مراعاتها عند تدريس القواعد.
    رابعا: أمثلة تطبيقية.
    خامسا: خاتمة البحث.

    فباسم الله نبدأ، وعلى الله توكل، ومنه تعالى نطلب العون.

    أولا: مقدمة لا بد منها.
    إن إدراك الواقع شرط أساسي وخطوة أولى لإصلاحه. وإن أمتنا – مع شديد الأسف – تعيش الآن واقعا مرا، وتمر بمرحلة تخلف شامل في شتى المجالات، وعلى كل راغب في الإصلاح أن يعي ذلك جيدا، وبالتالي يحمي نفسه من الوقوع في شرك التجزِيء والنظر بعين واحدة.
    إن الأساليب المتبعة حاليا في تدريس اللغة العربية – بما فيها القواعد بطبيعة الحال – أساليب سيئة، ولكن النظرة المتعمقة للواقع، رغبة في سبر أغواره وإدراكه على حقيقته، تطلعنا على أن ذلك السوء ليس قاصرا على تدريس اللغة العربية، وإنما هو يضرب بجذوره في مجتمعنا كله. ولهذا من الممكن أن يقال: إن سوء تدريس اللغة العربية إنما هو أحد أعراض مرض خطير يُنهك جسد أمتنا.
    ومن هنا فإن الحل الكامل الشامل لن يتأتى في يوم أو يومين، كذلك فإن الأفكار الاستئصالية والأساليب الانقلابية لا يمكن أن تقدم حلا.
    لكن كل ذلك يجب ألا يحول بيننا وبين المضي في طريق الإصلاح، فإن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، وإنما علينا السعي، وليس علينا إدراك النجاح، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

    فيما يتعلق بتدريس القواعد، نرى الأستاذ يدخل فصله، ويشرح من القواعد ما شاء أن يشرح، بأسلوب رياضي جاف دون أن يربط بين القاعدة وبين استخدامها الواقعي في الحديث والكلام. تُرى من الجاني، ومن الضحية؟!
    هل الأستاذ هو الجاني لأنه لم يُعد نفسه الإعداد اللازم، ولم يتدرب التدرب الكافي؟
    أم أن ذلك الأستاذ إنما هو ضحية مجتمع اهتم بالشكل على حساب المضمون، وبالمظهر على حساب الجوهر؟ مجتمع اهتم كثيرا بالقول، ولم يهتم إطلاقا بالفعل والعمل؟ مجتمع تسوده الأنانية والذاتية، ولا يشعر أفراده بانتمائهم إليه ومسؤوليتهم عنه؟ مجتمع جاهل لا يريد أن يتعلم؟!
    أيا ما كان الأمر، فإن السؤال الملح دائما هو: ما العمل؟ وهل هناك أمل؟!
    أما الأمل فلم يتلاش يوما، ولن يتلاشى أبدا، بإذن الله. وأما العمل فالحديث ذو شجون.
    على كل ولي أمر أن يتقي الله في نفسه وفيما هو مسؤول عنه. وعليه – إن كان بالفعل مؤتمنا وصادقا وراغبا في الإصلاح – أن يستشير ويتعب ويكد ويصل الليل بالنهار منقبا باحثا سائلا لأهل الذكر حتى يصل إلى وسائل الإصلاح، فعليه حينئذ أن يُقنع أتباعه بها ويُربيهم على أساسها. إن ذلك عمل صعب، لا شك في ذلك، ولكنها المسؤولية الثقيلة التي لا بد من حملها، والأمانة العظيمة التي لا بد من أدائها.

    (القواعد وسيلة لا غاية). هذه بدهية لا ينكرها منكر، ولا يجحدها جاحد. إنها جملة يرددها الجميع، ولكن - مع الأسف - لا يلتزم بمقتضياتها إلا القليل.
    وكل يدعي وصلا بليلى ... وليلى لا تقر لهم بذاكَ!
    ولقد تساءلت آنفا عن الجاني والضحية. وأقول الآن: إذا كان المجتمع مسؤولا فإن ذلك لا يمكن أن يكون عذرا لأي منا كي يستمر في ارتكاب الأخطاء. إنما عليه أن يشارك في البحث عن حل. وإذا كان العيب في المدرسة أو المؤسسة التعليمية فإن على كل فرد أن يقدم النصح لأولي الأمر. وإذا كان المدرس نفسه مسؤولا فإن على مدير المدرسة أو المؤسسة القيام بمسؤولياته لإصلاح الحال ووضع الأمور في نصابها.
    في رأيي أن المسؤولية مشتركة بين الجميع، ولهذا فحَتم لازم بذل الجهد لإيجاد حل. وسأحاول في هذه الوريقات تقديم تصور لما يمكن أن يسهم في إيجاد الحل. ولن أكتفي بالكلام النظري، وإنما سأورد الأمثلة الكثيرة، فبالمثال يتضح المقال.

    ثانيا: ما القواعد؟ وما قيمتها؟
    ليست القواعد مجرد قوانين رياضية يحفظها الطالب، وليس من الممكن بحال فصل القواعد عن اللغة. فلو افترضنا أن الكلمات هي الأحجار التي نبني بها الجملة فإن القواعد بمثابة الأسمنت الذي يمسك تلك الأحجار، ويربط بينها.
    على سبيل المثال، لو أن الطالب درس الكلمات (استيقظ ، أنا ، النوم ، مبكر) فهل هذا يعني أنه قادر بذلك على قول جملة صحيحة؟ كلا، فإنه ربما قال: (استيقظ أنا النوم مبكر)، أو: (أنا استيقظ مبكر النوم)، أو غير ذلك، وكله خطأ. والقواعد هي التي بها نستطيع أن نبني جملة صحيحة، فنقول: (استيقظتُ من النومِ مبكرًا). القواعد تقول لنا: إن تصريف الفعل (استيقظ) مع الضمير (أنا) يكون (استيقظتُ)، والقواعد تقول لنا: إنه لا بد من حرف الجر (مِن) قبل كلمة النوم، والقواعد أيضا تقول لنا: إن كلمة (النوم) يكون تحتها كسرة، لأن قبلها حرف جر، أما كلمة (مبكرا) فيكون فوقها فتحة لأنها تعبر عن حال الفاعل عند وقوع الفعل، والقواعد هي التي عرفنا بها كيف نضع الكلمات في ترتيبها الصحيح في الجملة.
    لكن ما سبق لا يعني أن الطالب منذ البداية لا بد أن يعرف كل تلك التفاصيل، إنما يكفي أن يتعود الطالب على الاستخدام الصحيح للجمل. وهذا – في الواقع – هو الأسلوب الطبيعي في دراسة أية لغة، فإن العرب – مثلا - لم يكتبوا القواعد إلا بعد وقت طويل من استخدامهم لها. ونفس الشيء بالنسبة للغات الأخرى.
    وأضرب مثالا آخر على قيمة القواعد ومعناها الحقيقي.
    عندما أقابل الطالب في أول يوم، وأُعلمه السؤال: (كيف أنت؟)، والإجابة عليه: (أنا بخير)، فإنني أكون قد درست معه أكثر من قاعدة.
     الأولى: أن الضمير (أنت) يكون للمخاطب، أما الضمير (أنا) فيكون للمتكلم.
     والثانية: أن الاسم بعد حرف الجر (بـ) يكون مجرورا، فنقول: (بخيرٍ).

    وبهذا يتضح لنا أن القواعد هي التي ساعدتنا في صياغة الجملة صحيحة، فهي ليست مجرد حركات نضعها على الكلمات.
    وأؤكد مرة أخرى أنه ليس مطلوبا، بل ليس مقبولا أن نعلم الطالب المصطلحات منذ البداية، إنما يكون التركيز على استخدامه الصحيح للقاعدة، وتدريبه على ذلك.
    ومعنى ذلك أن الطالب منذ اليوم الأول في دراسته يدرس القواعد، ولكن بأسلوب غير مباشر، ولا بد أن يكون ذلك كذلك. أما إذا تسرعنا بتعليمه المصطلحات فإننا نكون كمن يحاول رسم حدود دولة لا وجود لها! وهذا الأسلوب غير المباشر في تعليم القواعد له دور مهم في مساعدة الطالب على فهم نظام الجملة العربية، ولا بد أن يستمر هذا الأسلوب.
    إذن، من الممكن أن نقول: إننا في المستويات الأولى نركز على الاستخدام دون أن نقول للطالب أية قاعدة.
    وأنقل الآن كلمة مهمة للدكتور إبراهيم عوض حول هذا الموضوع. يقول : (ينبغي التنبيه إلى أن تدريس النحو يتجه في الغالب – وبكل أسى وأسف - إلى حفظ القواعد، أما التطبيق فلا يلقى العناية الكافية ولا اللائقة، وعادة ما يقتصر على الإعراب. والنتيجة أن كثيرا جدا من الطلاب يحفظون القواعد عن ظهر قلب، لكنهم لا يستطيعون أن يعربوا، وأن كثيرا جدا من الماهرين في الإعراب لا يستطيعون رغم ذلك أن يقرأوا أو يكتبوا على نحو سليم، وبهذا تحول حفظ قواعد النحو والإعراب إلى هدف في حد ذاته، مع أنهما في حقيقة الأمر ليسا أكثر من وسيلة إلى النطق الصحيح والكتابة البريئة من العيوب والأخطاء واكتساب الحساسية التعبيرية عما يستكن في أطواء النفس من المشاعر والخلجات وما يدور في الذهن من أفكار ومعان، وما تجيش به الحياة حولنا من مرئيات ومسموعات ومشمومات وملموسات).
    ثم يذكر الدكتور موقفا مر به يتعلق بهذا الأمر، فيقول: (ولست أنسى حين كلفت أنا وزملائي قبل حصولنا على درجة الدكتوراه بأن ندرس النحو لطلاب القسم في آداب عين شمس تدريسا تطبيقيا كيف أني لم أبال كثيرا بمسألة الإعراب أو ترديد نصوص القواعد، بل جعلت كل وكدي تقريبا إلى تدريب الطلاب على قراءة بعض المقالات لكبار الصحفيين المشهورين بحيوية الموضوع وحلاوة الأسلوب بحيث يقرأ أحد الطلاب وينصت الباقون إليه، فإذا أخطأ رفعوا أيديهم وبينوا مواضع الخطأ، وذكروا وجه الصواب مع الإشارة السريعة إلى القاعدة التي تحكم ذلكن بالإضافة إلى تكليفهم بكتابة نحو صفحة في البيت يحضرونها معهم، ويقرأ كل منهم صفحته بنفس الطريقة التي يقرأون بها المقال الصحفي، ثم نختم الدرس بأن أقرأ أنا عليهم نصا أختاره، وأتعمد اجتراح خطأ في كل جملة من جمله، ومن يكتشف ما وقعت فيه يرفع يده، ويصوبه. وقد ذكر لي أكثر من طالب متفوق بعد ذلك بسنوات أنهم قد أفادوا أكبر الفائدة من هذه الدروس، وأنهم كانوا يحبونها).


    ثالثا: نقاط يجب مراعاتها عند تدريس القواعد.
    يقول الجاحظ: (أما النحو فلا تشغل قلب الصبي منه إلا بقدر ما يؤديه إلى السلامة من فاحش اللحن ومن مقدار جهل العوام في كتاب كتبه وشعر إن أنشده وشيء إن وصفه، وما زاد على ذلك فهو مشغلة عما هو أولى به ومذهل عمّا هو أرد عليه، من رواية المثل والشاهد والخبر الصادق والتعبير البارع، وإنما يرغب في بلوغ غاية النحو ومجاوزة الاقتصاد فيه من لا يحتاج إلى تعرف جسيمات الأمور والاستنباط لغوامض التدبير لمصالح العباد والبلاد، ومن ليس له حظ غيره ولا معاش سواه، وعويص النحو لا يجري في المعاملات ولا يضطر إليه شيء).

    وهذه بعض النقاط التي أرى أن مراعاتها تؤدي إلى نجاح الأستاذ فيا يتعلق بشرح القواعد.

    1) ينبغي أن يشارك الطالبُ الأستاذَ في التوصل إلى القاعدة.
    عندما يريد الأستاذ تقديم قاعدة معينة للطالب فمن الواجب عليه أن يشركه في استخلاصها، وبذلك يشعر الطالب أن تلك القاعدة ليست مفروضة عليه، وإنما هي شيء توصل هو بنفسه إليه.
    وأضرب مثالا على ذلك:
    عندما يراد تدريس موضوع (الفاعل)، ربما يكتب الأستاذ مثالا أو أكثر، ويضع خطا تحت الفاعل في كل مثال، ويكتب علامة الرفع بلون بارز، ثم يقول للطلاب: هذه الكلمة تسمى الفاعل، والفاعل يعني: من فعل الفعل، وهو مرفوع دائما، وعلامة رفعه في هذه الجملة هي الضمة مثلا.
    إذا تأملنا الأسلوب السابق فسنجد أن الأستاذ هو الذي فعل كل شيء، أما الطالب فلم يكن سوى متلق سلبي، وهذا عيب خطير. إنما الأسلوب الذي أرى أنه الأفضل فيكون كما يلي:
     لا بد أن يمهد الأستاذ لدرسه قبل أيام من تقديمه للطلاب، فمثلا عندما يدرسون جملة تقول: (يذهبُ الطالبُ إلى المدرسةِ في الصباحِ) يطلب منهم الأستاذ أن ينتبهوا إلى الضمة فوق كلمة الطالب، وعندئذ ربما يسأله أحد الطلاب: لماذا ضمة لا فتحة أو كسرة؟ فتكون إجابة الأستاذ: سندرسه فيما بعد. ثم يسألهم الأستاذ سؤالا آخر: من الذي يذهب إلى المدرسة في الصباح؟ فتكون إجابتهم: (الطالب)، فيكرر الأستاذ الإجابة مع رفع الصوت عند نطق حرف الباء المضموم في آخر الكلمة.
     ثم في يوم آخر يفعل الأستاذ نفس الشيء مع أمثلة أخرى، ويظل يكرره حتى يمكن الطلاب من الربط بين الضمة وبين من يفعل الفعل، ولكن بدون أن ينطق كلمة فاعل أو كلمة مرفوع.
     وعندما يحين وقت تقديم القاعدة بعناصرها الشكلية يكون الأمر سهلا يسيرا على عقول الطلاب، إذ إن القاعدة لن تكون سوى وصف لما رآه الطلاب وشعروا به من قبل، فيستقبلها الطلاب بعد شوق مُرحبين بها مدركين لقيمتها وأهميتها.

    2) ينبغي على الأستاذ أن يمارس القواعد التي يشرحها.
    على الأستاذ أثناء كلامه أن يكون حريصا على تطبيق القواعد التي يشرحها، ويكون دائم السؤال للطلاب عن سبب وجود الضمة في هذه الكلمة والفتحة في تلك الكلمة وهكذا. وبذلك يشعر الطالب بقيمة القواعد وبأنها كائن حي وليست شيئا جامدا ميتا.
    وهذا يستلزم أن يكون الأستاذ نفسه قادرا على الحديث بلغة صحيحة، وتلك مسؤولية الأستاذ ومسؤولية من عليهم واجب تدريبه وتحسين أدائه.
    علاوة على ذلك، فإن الطالب لن يستطيع استخدام القاعدة إلا إذا استخدمها الأستاذ. وإذا أخطأ الأستاذ فإن الطالب سيقلده، وإذا عد الأستاذ القواعد مجرد مسائل تحفظ، ثم ألقى كلامه منفلتا من كل قاعدة فإن الطالب سيفعل مثله.
    لنتخيل أستاذا يشرح للطلاب أن (كان) ترفع المبتدأ، وتنصب الخبر، فيقول لهم: اسم (كان) يكون مرفوع، وخبر (كان) يكون منصوب. والصحيح طبعا أن يقال: (مرفوعا) و (منصوبا). إن هذا لشيء عجاب! في نفس اللحظة التي يعلمهم فيها الأستاذ شيئا يخطئ هو في نفس الشيء! إنه التناقض! إنه الانفصال بين الكلام والعمل! إنه الازدواجية التي تعيشها أمتنا!
    ومعنى ذلك أن الأستاذ لو ذكر للطلاب القاعدة وأمثلة عليها، وأجاب معهم عن أسئلة، وفعل تدريبات، ولكنه لم يستخدم القاعدة معهم، ولم يبين لهم كيف يمارسونها فإنه بالتأكيد لم يشرح الدرس كما ينبغي أن يشرح. إنه قد درَّس للطلاب بعض المعلومات عن اللغة، لكنه لم يدرس لهم لغة! وهذا ليس في صالح العملية التعليمية على الإطلاق، إذ يؤدي إلى إضاعة الوقت وتعسير دراسة الطلاب.
    يقول الدكتور/ محيي الدين الألوائي، المـدرس بشعبة تعليم اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة : (يجب أن نتفادى مجاراة نهج الأقدمين في تقديم مجموعات من القواعد بقطع النظر عن التدريبات العملية التي يقوم بها المتعلم).

    3) ينبغي استخدام القاعدة كأداة لتحليل الجملة.

    يمكن للأستاذ الذكي أن يستخدم مصطلحات القواعد كأداة للتأكد من مدى فهم الطلاب لما يقرؤونه. وهذا يتناسب مع المستويات العليا.
    فعلى سبيل المثال، لو أراد الأستاذ معرفة مدى فهم الطلاب لحديث الرسول  الذي يقول فيه: (من شهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبده ورسوله وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق وأن النار حق، وأن البعث حق أدخله الله الجنة) فمن الممكن أن يسألهم عن أركان أسلوب الشرط هنا. والطالب الذي فهم الكلام جيدا هو الذي يستطيع أن يجيب، لاسيما وأن جواب الشرط في هذا الحديث بعيد عن اسم الشرط وفعل الشرط.

    ويتضح لنا من المثال السابق أن فهمنا لقاعدة أسلوب الشرط يساعدنا على تحليل الجملة وفهم العلاقة بين أجزائها. وبمثل هذا يدرك الطالب قيمة القواعد وأنها معه في كل جملة، يستخدمها ويستفيد منها.

    4) ينبغي عدم المبالغة في الاهتمام بالعناصر الشكلية.
    إن من الأخطاء الكبيرة في تدريس القواعد الاهتمام الزائد بالعناصر الشكلية على حساب الاستخدام والممارسة، وبذلك تغدو القاعدة هدفا في حد ذاتها ومجرد مسائل رياضية منطقية يحفظها الطالب، ثم لا يجد لها أي صدى في واقعه. إن الأسلوب الجاف في تدريس القواعد له تأثير سلبي شديد الخطورة على الطالب وعلى العملية التعليمية، فإنه يعقد الدراسة ويعسرها، ومن الممكن أن يصيب الطالب بإحباط.
    وإذا أراد الأستاذ أن يعرف مدى نجاحه في تدريس قاعدة ما فإن ذلك يكون من خلال مدى قدرة الطلاب على توظيف ما درسوه واستخدامه في حديثهم.
    إذن، ينبغي على الأستاذ أن يتبع أسلوب متوازنا في عرضه للقاعدة بحيث لا يركز على عنصر على حساب عناصر أخرى، خصوصا إذا كان ما يهتم به تابعا وتاليا لغيره.
    فعلى سبيل المثال، ربما يركز المعلم أثناء شرحه لموضوع (المضاف إليه) على أنه مجرور، في حين أن الطالب لم يعرف بعدُ معنى (المضاف إليه) بالضبط، وكيف يستخدم.
    ورأيي أن درس (المضاف إليه) يمكن أن يسير وفق الخطوات التالية:
     بيان معنى (المضاف إليه) من خلال ذكر أمثلة كثيرة.
     استخدام (المضاف إليه) في جمل واقعية تساعد الطالب على إدراك قيمة القاعدة وفائدتها.
     ذكر بعض الأخطاء الشائعة التي يمكن أن يخطئ فيها الطالب.
     بيان علامة إعراب (المضاف إليه).
    وسوف أذكر لاحقا في الأمثلة التطبيقية طريقة عملية لتدريس (المضاف إليه) بأسلوب فعال وفق وجهة نظري.
    وهناك كلام نفيس وجدير بالاهتمام للمستعربة البلغارية (تسفيتوميرا باشوفا) تقول فيه : (الشيء الصعب والمعقد في اللغة العربية ليست القواعد، بل صياغتها التي تعكس طريقة التفكير والنظريات المنتشرة في القرون الوسطى، والتي تشدد على شكل العناصر اللغوية على حساب وظيفتها. إن إعادة النظر في النظام اللغوي من وجهة نظر وظائفية، وإغناء هذا النظام بنتائج وصف الاستخدام الواقعي للغة سيسمح بتقديم قواعد اللغة للتلاميذ بحيث لا تبدو مخيفة إلى هذا الحد).
    5) ينبغي الابتعاد عن الإعراب التقديري والمحلي في المراحل الأولى.
    ومعنى ذلك أن القواعد الذي ندرسها للطالب ينبغي أن تكون تلك التي يجد لها صدى في استخدامه للغة.
    فمثلا، أرى أنه ليس مفيدا أن نقول في إعراب الضمير (تُ) في قولنا (فهمتُ الدرس): (ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل)، وأرى أنه يكفي قولنا: (فاعل). وكذلك ليس مفيدا قولنا في الفعل (اكتبوا): (فعل أمر مبني على حذف النون)، وأرى أنه يكفي قولنا: (فعل أمر). وكذلك في قولنا: (الطلاب في الفصل) ليس من المفيد أن نقول: إن (في الفصل) خبر شبه جملة في محل رفع، ويكفي أن نقول: خبر شبه جملة.
    إن مسألة الإعراب المحلي والتقديري مسألة منطقية رياضية بحتة. ولا أقول: إن ذلك غير مهم أو مفيد على الإطلاق، ولكن أقول: إنه ينبغي أن يأتي في مرحلة متأخرة بعد أن يصبح الطالب قادرا على خوض غمار القواعد وتفصيلاتها.
    يقول الدكتور الألوائي: (ينبغي اختيار القواعد التي تساعد الطلاب على الفهم والتعبير بسهولة ويسر، ويجب أن نستبعد بقدر الإمكان من قواعد الصرف، مثلا: مسائل الإعلال بالنقل والقلب والحذف ومسائل التقدير والافتراض والتأويل وما شابه ذلك من الأمثلة الجدلية والقواعد الشاذة، ويمكن أن يقدم مثل هذه المسائل العويصة في المراحل المتخصصة أو المتقدمة فليس من الضروري الانسياق وراءها في المراحل الأولى. وبالنسبة إلى قواعد النحو فيكفي تقديم قواعد تركيب الكلام من تقديم وتأخير وتنسيق مفردات الجملة بعضها ببعض، وقواعد التذكير والتأنيث والإفراد والتثنية والجمع والتعريف والتنكير، وكذلك علامات الإعراب الأصلية والفرعية. ويجب أن نلاحظ في تقديم قواعد النحو أن لا تكون منحصرة في الإعراب فقط لأن أهمية التدريب في الكلام ونظمه لا تقل عن أهمية الإعراب، وإن الاهتمام المبالغ فيه هو الذي يؤدي إلى الدخول في المسائل النحوية المعقدة كمسائل التقدير والافتراض وحشد الأمثلة الشاذة، الأمر الذي يعقد العملية التعليمية للدارسين. وأما الأبواب الشائعة ولكنها معقدة إلى حد ما مثل أبواب التحذير والإغراء والندبة والتعجب وغيرها فيمكن أن تقدم أمثلتها على أساس أنها أساليب عربية تستعمل في الظروف والمناسبات الخاصة، دون الدخول في تفاصيل التحليل الإعرابي والتحليل اللغوي).

    رابعا: أمثلة تطبيقية.
    الآن أورد تطبيقا عمليا لكيفية شرحي دروس (الفاعل) و(المفعول به) و(المضاف إليه) بالأسلوب الذي أراه .
    الفاعِل والمَفْعُول بِهِ
    1) شَرِبَ مُحمدٌ اللبنَ.
    السؤال هل هذه جملة اسمية أو جملة فعلية؟ ما الفعل؟ من شرب؟ ماذا شرب؟
    الإجابة جملة فعلية شَرِبَ محمدٌ اللبنَ

    2) تَقْرَأُ زينبُ القرآنَ.
    السؤال هل هذه جملة اسمية أو جملة فعلية؟ ما الفعل؟ من تقرأُ؟ ماذا تقرأُ؟
    الإجابة جملة فعلية تَقْرَأُ زينبُ القرآنَ

    3) يَكْتُبُ الطالبُ الدرسَ.
    السؤال هل هذه جملة اسمية أو جملة فعلية؟ ما الفعل؟ من يَكْتُبُ؟ ماذا يَكْتُبُ؟
    الإجابة جملة فعلية يَكْتُبُ الطالبُ الدرسَ

    في الجملة الأولى: كلمة (محمدٌ)،
    وفي الثانية: كلمة (زينبُ)،
    وفي الثالثة: كلمة (الطالبُ) ......
    هذه الكلمات تدل على مَن فَعَل الفِعْلَ.
    وهذا يسمى: (الفاعِل).

    أما الكلمات: (اللبنَ) و (القرآنَ) و (الدرسَ) فتدل على الذي وَقَعَ عليه الفِعْل.
    وهذا يسمى: (المَفْعُول بِهِ).


    اِقْرَأْ هذه الأَمْثِلَةَ جَيِّدًا:
    غَسَلَتِ الأمُّ الملابسَ. خَلَقَ اللهُ الإنسانَ.
    الفعل الفاعل المفعول به الفعل الفاعل المفعول به
    غَسَلَت الأمُّ الملابسَ خَلَقَ اللهُ الإنسانَ

    يَفْحَصُ الطبيبُ المريضَ. حَفِظَتْ فاطمةُ القرآنَ.
    الفعل الفاعل المفعول به الفعل الفاعل المفعول به
    يَفْحَصُ الطبيبُ المريضَ حَفِظَتْ فاطمةُ القرآنَ

    سَرَقَ اللصُّ المالَ. يُشاهِدُ محمدٌ الأخبارَ في التلفازِ.
    الفعل الفاعل المفعول به الفعل الفاعل المفعول به
    سَرَقَ اللصُّ المالَ يُشاهِدُ محمدٌ الأخبارَ

    ولكن أحيانا لا يكون هناك (مفعول به) في الجملة، وذلك كقولنا مثلا:
     (نام الطفلُ).
    ففي هذه الجملة (فِعْل) هو ( نامَ )، و(فاعِل) هو ( الطفلُ )، ولكن ليس فيها (مفعول به)، لأن الفعل هنا لا يحتاج إليه.


    اِقْرَأْ هذه الأَمْثِلَةَ جَيِّدًا:
    يُصَلِّي المسلمُ في المسجدِ. ذهبَتِ الطالبةُ إلى المدرسةِ. يَعِيشُ السَّمَكُ في الماءِ.
    الفعل الفاعل الفعل الفاعل الفعل الفاعل
    يُصَلِّي المسلمُ ذهبَت الطالبةُ يَعِيشُ السَّمَكُ

    والآن، نستطيع أن نقول: إن (الجملة الفعلية) تتكون من:
    فِعْل + فاعِل
    وأحيانا يكون هناك (مفعول به)، وأحيانا لا يكون.
    .........................................................
    هل لاحظت العلامة التي على الحرف الأخير لـ (الفاعل)؟
    ضمة أو فتحة أو كسرة؟
    وهل لاحظت العلامة التي على الحرف الأخير لـ (المفعول به)؟
    فتحة أو ضمة أو كسرة؟

    تدريبات
    1) أكمل كل جملة مما يلي بـ (فاعل) مناسب:
    1) طَبَخَت ....... الطعامَ.
    2) يُساعِدُ ....... الفقيرَ.
    3) يَطِيرُ ....... في الجوِّ.
    4) تَعْمَلُ ....... في المستشفى.
    5) يَخافُ ....... من القِطَّةِ.
    6) فَهِمَت ....... الدرسَ.
    الإِجابَةُ:
    1) الأمُّ 2) الغَنِيُّ 3) الطائرُ 4) الطبيبةُ 5) الفأرُ 6) الطالبَةُ

    2) أكمل كل جملة مما يلي بـ (مفعول به) مناسب:
    1) يأكلُ الإنسانُ .........
    2) يشربُ الإنسانُ .........
    3) كَتَبَت الطالبةُ .........
    4) يَشْرَحُ الأستاذُ .........
    5) لَعِبْتُ .........
    6) في يومِ العُطْلَةِ، أُنَظِّفُ ......... مع أمي.
    الإجابة:
    1) الطعامَ 2) الماءَ 3) الواجبَ 4) الدرسَ 5) كُرَةَ القَدَم 6) البَيْتَ

    3) اقرأ الفقرة التالية، ثم استخرج من كل جملة فيها (الفاعل) و (المفعول به، إنْ وُجِد):
    نَزَلَ الوَحْيُ على الرسولِ  في غارِ حِراءَ. دعا الرسولُ الناسَ إلى الإيمانِ باللهِ وَحْدَهُ. أَسْلَمَتْ خَدِيجَةُ، وأَسْلَمَ أبو بَكْر، وأَسْلَمَ عَلِيٌّ، رَضِيَ اللهُ عنهم. رَفَضَ أَهْلُ مَكَّةَ الإسلامَ. عَذَّبَ الكُفارُ الصَّحابَةَ. هاجَرَ الصحابةُ مِن مكةَ إلى المدينةِ، وهاجَرَ الرسولُ  أَيْضًا.
    الإجابة:

    الفاعِل المَفعول به
     نَزَلَ الوَحْيُ.
     دعا الرسولُ.
     أَسْلَمَتْ خَدِيجَةُ.
     أَسْلَمَ أبُو بَكْر.
     أَسْلَمَ عَلِيٌّ.
     رَضِيَ اللهُ.
     رَفَضَ أَهْلُ مَكَّة.
     عَذَّبَ الكُفارُ.
     هاجَرَ الصحابةُ.
     هاجر الرسولُ.  دعا الرسولُ الناسَ.
     رَفَضَ أَهْلُ مَكَّةَ الإسلامَ.
     عَذَّبَ الكُفارُ الصَّحابَةَ.

    4) استخدِمْ كل فعل مما يلي في جملة فعلية، ثم اذكر (الفاعل) و(المفعول به، إن وُجِد):
    1) فَتَحَ 2) رَكِبَ 3) نَظَرَ 4) يَسْتَيْقِظُ 5) يُؤْمِنُ 6) يَبْكِي
    الإجابة:
    الفعل الجملة الفاعل المفعول به
    1) فَتَحَ فتح الأستاذُ البابَ. الأستاذُ البابَ
    2) رَكِبَ ................ ................ ................
    3) نَظَرَ ................ ................ ................
    4) يَسْتَيْقِظُ ................ ................ ................
    5) يُؤْمِنُ يؤمنُ المسلمُ باليومِ الآخِرِ. المسلمُ لا يوجد
    6) يَبْكِي ................ ................ ................
    أكمل الإجابة بنفسك

    والآن، اقرأ ما يلي، وادرسه جيدا:

    (ذهب محمدٌ إلى المدرسةِ).
    الفاعلُ: (محمدٌ).
    فوقه (ضمة)، وليس (فتحة) أو (كسرة).
    لذلك نقول:
    (محمدٌ): فاعِلٌ مَرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ.

    (رَأَيْتُ محمدًا).

    المفعولُ به: (محمدًا).
    فوقه (فتحة)، وليس (ضمة) أو (كسرة).
    لذلك نقول:
    (محمدًا): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ.
    * * *
    المُضاف والمُضاف إِلَيْهِ
    نقول:
    كتاب محمدٍ صلاة الظهرِ غرفة النومِ

    إذا نظرنا جيدا وجدنا أن كلا مما سبق يتكون من اسمين:
    كتاب + محمدٍ
    صلاة + الظهرِ
    غرفة + النومِ
    والاسم الأول يسمى: (المُضاف) ، والثاني يسمى: (المُضاف إِلَيْهِ).

    أَمْثِلَةٌ أُخْرَى:
    • شُروق الشمسِ
    • عُلْبَة ملحٍ
    • كتاب الطالبِ
    • طبق بيضٍ
    • مُمارَسَة الرياضةِ
    • يوم القيامةِ

    ما رأيك أن أخبرك الآن بشكل الضمائر في حال الإضافة؟

    كتاب + الضمير
    (كتابٌ + أنا) »»»»»» كتابِي
    (كتابٌ + أنتَ) »»»»»» كتابُكَ
    (كتابٌ + أنتِ) »»»»»» كتابُكِ
    (كتابٌ + هو) »»»»»» كتابُهُ
    (كتابٌ + هي) »»»»»» كتابُها
    (كتابٌ + نَحْنُ) »»»»»» كتابُنا
    (كتابٌ + أَنْتُما) »»»»»» كتابُكُما
    (كتابٌ + هُما ) »»»»»» كتابُهُما
    (كتابٌ + أَنْتُم) »»»»»» كتابُكُم
    (كتابٌ + أَنْتُن) »»»»»» كتابُكُنَّ
    (كتابٌ + هُم ) »»»»»» كتابُهُمْ
    (كتابٌ + هُنَّ ) »»»»» كتابُهُنَّ


    أَمْثِلَةٌ أُخْرَى:

    بَيْتٌ + الضمير اِبْنٌ + الضمير مَدْرَسَةٌ + الضمير
    أنا بَيْتِي اِبْنِي مَدْرَسَتِي
    أنتَ بيتُكَ ابنُُكَ مدرستُكَ
    أنتِ بيتُكِ ابنُُكِ مدرستُكِ
    هو بيتُهُ ابنُُهُ مدرستُهُ
    هي بيتُها ابنُُها مدرستُها

    اِقْرأ الجمل الآتية، ولاحِظْ جَيِّدًا (المُضاف) و(المُضاف إليه):

     الإسلامُ دينُ الصدقِ.
     ذهبتُ إلى شاطئِ البحرِ.
     أشعر بألمٍ في أسناني.
     اجتهدي في دراستِكِ.
     أستيقظ من النوم عند أذانِ الفجرِ.
     طَلَبُ العِلْمِ فَرِيضَةٌ.

    هل لاحظت أن (المضاف) يكون (نكرة) دائما، ولا يكون (معرفة)؟
    فإذا قلنا مثلا:
    1) محمدٌ الرسولُ اللهِ.
    2) المسجدُ البَيْتُ اللهِ.
    3) أَشْعُرُ بآلامٍ في البطني.
    4) يدْرُسُ أخي في الكليةِ الآدابِ.

    فإن هذا خطأ. والصحيح أن نقول:
    1) محمدٌ رسولُ اللهِ.
    2) المسجدُ بَيْتُ اللهِ.
    3) أَشْعُرُ بآلامٍ في بطني.
    4) يدْرُسُ أخي في كليةِ الآدابِ.
    ...................................................


    هل لاحظت العلامة التي على الحرف الأخير لـ (المضاف إليه)؟
    كسرة أو فتحة أو ضمة؟؟


    والآن، اقرأ ما يلي، وادرسه جيدا:

    (هذا كتابُ محمدٍ).
    المضافُ إليه: (محمدٍ).
    تحته (كسرة)، وليس (فتحة) أو (ضمة).
    لذلك نقول:
    (محمدٍ): مضافٌ إليه مجرورٌ، وعلامةُ جَرِّهِ الكَسْرَةُ.
    * * *

    خامسا: خاتمة البحث.
    رأينا من خلال هذا البحث أن المهم ليس أن يحفظ الطالب القاعدة أو أن يقول مجرد مثال أو أمثلة عليها، وإنما أن يستخدمها استخداما واقعيا، وأن تكون الجمل نابعة من قلبه وعقله. لا بد أن يشعر الطالب بأن القاعدة معه دائما تساعده ليقول جملة صحيحة، وتصحح له الأخطاء التي ربما يقع فيها.
    ولقد حاولت من خلال هذا البحث أن أثبت أن ما أقوله ليس كلاما نظريا، وإنما من الممكن جدا تطبيقه، وإنني بالفعل قد خطوت خطوات واسعة في هذا المجال مع طلابي الذين أعلمهم، ونجحت إلى حد كبير في توصيل رسالتي إليهم، وهأنذا الآن أكتب هذا البحث سائلا الله تعالى أن ينفع به، كما أسأله أن يتقبله مني، ويجزيني عليه خير الجزاء.
    وندعوه تعالى– وهو القريب المجيب - أن يرفع راية القرآن ولغةِ القرآن، وأن يُعزنا بالإسلام، ويُعز الإسلام بنا.
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
    والحمد لله أولا وآخرا.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    محمود محمد محمود زيادة
    القاهرة

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 5:55 am