ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    منظومة في التخقيق للعلامة هلال ناجي

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39131
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    منظومة في التخقيق للعلامة هلال ناجي Empty منظومة في التخقيق للعلامة هلال ناجي

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة مارس 22, 2013 10:28 am

    موضحة الطريق إلى صوى مناهج التحقيق
    (1)
    الأستاذ: هلال ناجي -رحمه الله-
    هذه منظومة رائعة سابقة في بابها، نظم فيها صاحبها الأستاذ هلال ناجي رحمه الله «أصول تحقيق النصوص التراثية» وهي جامعة لكثير من المباحث التي يحتاج إليها المشتغلون بتحقيق الكتب والمخطوطات التراثية، وقد نُشرت في مجلة «المورد»، المجلد الخامس عشر، في العدد الثالث سنة 1986م.
    اعتاد العلماء منذ القدم على تصنيف متون في شتى العلوم والفنون، اعتُبرت السبيل الأمثل لتقييد تلك العلوم وحفظها، وقد سلك المصنفون سبيلين لهذا الغرض.. الشعر والنثر.
    ولقد امتازت المتون الشعرية بسهولة الحفظ، ومنها هذه المنظومة الرائعة التي اهتمت بوضع قواعد لتحقيق النصوص التراثية يسهل حفظها والاستشهاد بها.

    المدخل
    لما أتى لأوروبا أن تنهضا............................ونشرت شراعها المفضّضا
    أقامت النهضة في قرنين........................على جليل لاح في أُسَّين
    أس به صنّعت الترابا....................................وآخر أحيت به الآدابا
    وكان لليونان واللاتينِ..............................إرث من الآداب مذْ قرون
    ظلَّ دفينا بعدهم أحقابا.............................والجهل غولٌ ضاربٌ أطنابا
    فكانت النهضة في تأصيله..............................وبعثه حيًّا وفي تسهيله
    ووضعوا قواعدًا في النشر................................هي المنارُ لقيام الحشر
    لكنها إن أنصف النقاد....................................بعض الذي جاء به الأجداد
    وأقبل المستشرقون الفضلا...............................يحيون من تراثنا ما أهملا
    فطبقوا قواعد الإحياء..................................وأصَّلوا النصوص في رواء
    «لبودةٍ» و«ريتر» الألماني............................فضلٌ على تراثنا الإنساني
    إذ طبَّقا في قرننا القواعدا..........................تطبيق من قد أتقن الفوائدا
    وكانت النشْرات في نهجين..........................نهْج فرنسي بدون مَيْنِ
    وآخر أبدعه الألمانُ...........................................وهم به الحداة والفرسانُ
    كانت لهم ريادة التحقيق...................................في عصرنا ورائع التدقيق
    وشان بعضًا منهم التعصبُ................................وذاك داء للنُهَى مخرِّب
    لكنهم في الأغلب الأعم...............................الرادة الذادة في المهم
    قد طبقوا الأصول والدقائقا.....................وجدَّدوا من أجلها الطرائقا
    و«كارل» مبتدع التخطيط................................في رصد كلِّ أَثَرٍ مخطوط
    أول من دلَّ على الدفين................................في العلم والآداب والفنون
    حتى غدا كتابه المفهرسُ.................................دليل بحث قبله لا يُنَبسُ
    فإن تشأ أن تعرف الدفينا...............................من أثر قد جاوز القرونا
    فلتقرأ الكتاب في إمعان...........................بحثا عن المخطوط في المظان
    ففيه تلقى الأصل والمختصرا.................................وشرحه ورقمه المبتكرا
    وجاء بعد جهده المُخلَّدِ.................................«سزكين» في تصنيفه المجوَّدِ
    فاستكمل الصورة والأطبارا................................فنحن في الحق له أسارى
    لكنَّ ما جاء به الإثنان.........................................مازال دون مطمح الفنَّان
    «ففهرس الفهارس» المطلوبُ...........................هذا الذي ترنو له القلوب
    \مازال بعدُ مطلبًا عسيرًا......................وهدفا يستشرف المصيرا
    المصنفون في قواعدالتحقيق والنشر
    «لراشرٍ» كان بلا اختلاف .............................ريادة للركب في المطاف
    وبعده «هارون» في الذي وَضَعْ ................ وخلفه «مُنَجِّد» بما ابتدع
    ولابنة الشاطئ فضلٌ طائلُ................. . ومثلها «شوقيُّ» وهو الفاضل
    وللأديب مصطفى الجواد............................أماليا تقصر عن مراد
    وصنَّفَ العانيُّ والقيسيُّ.........................سِفْرًا به الأصيل والطَليُّ
    فيه الأصول والفروع في رتب.......................فعُجْ عليه دون ريث في الطَلَبْ
    فإنه من أقرب الموارد.............................لفهم هذا الفن بالشواهد
    ولا تكن مُرَدّدَ المعاب...........................مطربة الحيّ بلا إطراب
    فالعلم بحرٌ ما له حدود........................ولا زمان لا ولا مهود
    فَخَلِّ عنك آفة المعاصرة.......................فإنها لكل فضلٍ ساترة
    حصر النسخ لجمعها والسبيل الأمثل للفهرسة
    وإن يَقُلْ فردٌ بلا إمعان...............................القول للفذِّ بَرَوْكَلْمانِ
    فهْو الذي أحصى الأصولَ وحَصَر..................وكشف الغابر في أجلى صورْ
    فقل له من دونما تثريبِ......................ودونما زهو ولا تأنيبِ
    كارِلُ قد جُرَّ إلى أخطاء.........................وخلط الترياق بالغثاء
    واعتمد الفهارس المطبوعة....................وهي بألْف خطأ مشفوعة
    وإنما كتابه البديعُ...........................المدخل البكر الذي يضوعُ
    وقد أتت من بعده فهارسُ...............لم يرها وجُليت حنادسُ
    وكشف الزمان عن دفينِ..................ززورائع كالجوهر المكنونِ
    كان خبيئًا في مدى قرونِ................لم تره عينٌ من العيونِ
    فلا يفُتْك فحصها في تؤدةْ...................فبينها جواهر منضدةْ
    وبعض من فَهْرَسَ جاء بالشطَطْ..............والمضحك المبكي وألوان الغَلَطْ
    وإنما السبيل للصواب........................أن ينظر الواضعُ في الكتاب
    وأن يرى المخطوط بالعيان..................من دونما سَهْو ولا نسيان
    ودونما نَقْل عن الأغيارِ.......................فذاك دَرْب آمن العثارِ
    والرأي عندي فحصهُ المخطوطا.............زمن داخلِ ليأمن التخليطا
    فذلك السبيل للمُفَهْرِسِ....................زلا صنعةٌ جاءت بلا تمرُّسِ
    وبعضهم عدا على الأموات..................وانتحل الجهود في ساعات
    «فطَلَسٌ» قد أبدع الكشافا....................وبذل الجهد به أضعافا
    ثم أتى من بعده «الجبوري»...............فَنَحَلَ الكتابَ بالميسور
    أضاف للفهرس دونَ ثُمْنِهِ..........................ولَصَّهُ بشرحِهِ ومَتْنِه
    ترتيب النسخ
    أولى النصوص نسخةُ المصِنّف.............فهي إذا ما سلمت به تفي
    لكن تَثَبَّتْ أنها المُزَيَّدة....................ولا تقع في نسخة مُسوَّدة
    فبعضهم زاد على تأليفه......................وصوَّبَ الكثير في تصنيفه
    فخذ يقينا أنها الأخيرة.....................وأنها بجهدكم جديرة
    وأقوم الفروع بعد الأمِّ.................ما اثبتَ الواضعُ عند التمِّ
    بخطِّه المعروف في آخرها:.............«قد قُرئت عليه أو قرأها»
    وبعدها ناقلةٌ عن أصله....................معارَضًا بضبطه وشكله
    وبعدها ما كتبت في عصره..............قد زانها سماعُ من في مصره
    وبعدهنَّ نسخةٌ معاصرة.................ليس عليها لسماعٍ آصرة
    وبعدها الحديثةُ المكتوبة..................من عالمٍ فإنها مرغوبة
    وجملة القول على الترتيب..................ما اصطلح الأثبات في التبويب
    وإن فقدنا النُسَخَ المطلوبة.....................مُسنَدَةً مَرْوِيَّةً مَنْسُوبة
    فالأصل أن تقدِّم القديما.......................معارَضًا مقابَلًا قويما
    وقد تلاقي نسخة جديدة....................لكنها قويمة سديدة
    قد نقلت عن نسخة قديمة......................مضبوطة دقيقة سليمة
    فللأصح السبق والتفضيلُ..........................وذاك ما نحن به نقولُ
    إذ غاية التحقيق فيما عُرفا......................أن تبعد التصحيف والُمحَّرفا
    وأن يكون النص في الإخراج...........................كصورة الأصل السليم الناجي
    خطر الاعتماد على النسخة الواحدة
    ولا يجوز نشرُك الكتابا............................عن نسخة وتهملَ الأترابا
    فذاك من مقاتل التحقيقِ........................فكن عميقَ الفهم يا صديقي
    فإن أردت مَثَلا معاصرا...............................جئنا «بقُطْبٍ للسرور» سائرا
    جاء به «الجنديُّ» رغم فضله........................كالغُصُنِ المجذوذ دون أصله
    أو خطبة بتراء في صلاة..............................وكانت النشرة كالشتات
    وذاك لاعتداده بواحدة.....................................رغم وجود نُسَخٍ مساعدة
    ونُسَخٍ أخرى لها تُكَمِّل................................تسد نقصا أو بها تُؤصَّلُ
    خطر نشر المختصرات مع وجود الأصل الكامل
    وبعضهم قد نشر المختصرا............................رغم وجود الأصل ما بين الورى
    وبعضهم أُولع بالمختار.....................................والمنتقى من دونما اصطبار
    والرأي عندي جعلك المختصرا........................مساعدًا في رَمّ خَرْمٍ قد جرى
    وليس أصلًا تُهدر الجهودُ.................................في نشره وأصلُه موجودُ
    الفئات
    صنّفْ جميعَ نسخ الكتابِ................................لزُمَرٍ كصنعة الأنساب
    تجمع كلَّ زمرة أشياءُ...............................زيادةٌ والنقصُ والأخطاءُ
    ثم انتخبْ من كل صنف واحدة........................أكملها أجودها في الفائدة
    حتى إذا استوت لكم بضْع نُسَخْ...............قَيِّمَةً صحيحة بلا مِسَخْ
    تَوَلَّها مقاِرنا لفهمها................................متخِذًا أَصَحَّها كأمِّها
    فليست العبرة بالقديمة...........................وإنما العبرة بالقويمة
    وثَبِّتِ الخلاف في الأصول...........................في هامشٍ وابعد عن الفضول
    غاية التحقيق والقصد منه
    .هذا الذي أبدأُ أو أعيدُ...............................علمٌ به التأصيل والتجويدُ
    علم به تُوَثَّق الأصولُ......................وتُعرف الفضولُ والنقولُ
    ويُفرَزُ المقحَمُ والمدخولُ....................ويُشرَحُ الغامِضُ والمجهولُ
    حتى يجيء النص في النهاية.................في غاية الوضوح والكفاية
    مطابِقًا لصنعة المصنّفِ.......................مُنَزَّهًا عن سقطات السلف
    والقصد إحياء تراث السلف.................من خَلَفٍ أدرك معنى الخلف
    فليس في الأرض بناءٌ شامخُ..................إلا له في الأرض جذرٌ راسِخُ
    وحينما تنقطع الجذور.......................فالويل للمُنْبَتِّ والثبورُ
    تحقيق النص
    أول ما يوجبه التعريف.......................معرفةٌ بمن له التصنيف
    ودقِّقِ الِفهْرَسْتَ والمعاجما.................وكن بعنوان الكتاب عالما
    فربما زُيِّف في العنوان.........................تزييف نُسَّاخ بلا إمعان
    وربَّما ضلَّلك النُسَّاخُ.......................حتى لَقِيل إنهم مُسَّاخُ
    فَدَقِّقِ المنهج والأسلوبا.............وحَقِّقِ الأحداث والغيوبا
    فإنها تنبئ عن مخرومِ................من أول، أو كاتب مكتوم
    وبعضهم ينقل من فصول...............فَلتَعْرِضِ النقل على الأصولِ
    وبعضهم يشير عند النقلِ...............لمصدر النقل بدون دَغْلِ
    وبعضهم يُوغِل في الكتمان................وذاك من كتمانه نعاني
    فإن هداك البحثُ للمصادر.................فعُدْ لها وَثَبِّتَنْ في الآخر
    وجهَ اختلاف النص في الإثنين..................فإنه المذهب في النهجين
    إن كان ما قد كَتَبَ المصنِّفُ..................بخطه كان عليك الرصفُ
    من دونما مسٍّ بنصٍّ قد كَتَبْ...............فإنه دليل علم قد كسبْ
    وبعضهم أجاز أن نُصَحّحا.................في هامش من وهمه ما وَضُحا
    وحينما تزدحم الأصولُ.................وتُنتقَى الأمُّ التي نطولُ
    يقارنُ النصُّ بلا جِنافِ..........................ويُبسَطُ الهامش للخلاف
    في المتن دوما ثَبِّتِ الصحيحة................وأدرجَنْ في الهامش المرجوحة
    وعندما يكون في بعض النُسَخْ......................زيادة عن أُمِّها لم تُنْتَسَخْ
    تضاف للمتن بالاتفاق..............................وحولها العُضَاد كالصِّفَاقِ
    وجوَّزوا في المتن أن تزيدا.........................لفظًا وأن تُقَوِّس المزيدا
    وجوَّزوا أن تستضيف خبرا........................ضاع من الأصل بخرمٍ قدرا
    إذا وجدت النص في مطبوع.........................أو كان مخطوطا بلا ذيوع
    واشترطوا التقويس للزيادة.....................وذاك أمرٌ واضح الإفادة
    وإن وجدتَ أنها قد عُورضتْ............................بنسخة في هامش قد لوحظت
    فَثَبِّت الهامش في الحواشي........................كيلا يؤول الأمرُ لارتهاش
    وإن وجدتَ أنها قد صُحّحَتْ.................................من عالم فَثَبِّتَنْ ما أُوضِحَتْ
    وفي العموم ثبِّت الهوامشا.............................ولا تكن في حصرهن رائشا
    وإن تجد مزالقًا في الضبط.........................أو وَهَما في الشَكْل أو في النقط
    عليك بالمعجم «كاللسان»........................و«التاج» و«الصحاح» كالميزان
    و«للمحيط» الفصل في المعاني.............................وبعده «تكملة» الصاغاني
    بها تردُّ الكلمة المُحَرَّفَةْ............................لأصلها ومثلُها المُصَحَّفَةْ
    تقسيم النص وترقيمه
    حافظ على ما بوَّب المصنِّفُ.................................فهو الذي عن مثله لا يُجنَفُ
    والنصُّ إنْ كان على أقسام........................فرقِّم الأبوابَ بانتظام
    وجوَّزوا الترقيم في النصوص.............................وأوجبوا الترقيم في الشخوص
    واشترطوا أن تضع الأعلاما...........................في جانب أو وَسَطٍ تماما
    ووجبوا الترقيم للأشعار....................وللأحاديث بلا اختيار
    ورقَّموا السطور خمسًا خمسا...................وما أرى للأمر وجهًا يُرسَى
    سوى انتفاعٍ منه في الفهارس...........................لقارئٍ أو باحث أو دارس
    وبعضهم حاد عن الطريق........................وخلَّط التأليف بالتحقيق
    فابتكر العنوان للفصول................................وجزَّأ النص بلا مثيل
    وهو لعمري مذهبٌ مرجوحُ..........................وما ذكرت المنهجُ الصحيحُ
    الرسم والشكل
    وإنْ تجدْ في الخط رسمًا داثرا.....................................مخالفًا لخطنا مغايرا
    مما نأَتْ عن مثله الإصابة................................فاخترْ لك الأحدثَ في الكتابة
    فالرسم والخطوط لا تدومُ.............................لكنه تَطَوُّرٌ محتومُ
    فاعتمد الطريقة الجديدة..........................في رسمك الأحرف والمفيدة
    وثبِّتِ الهمزةَ في ابتداءِ...............................ونقطتي ياءٍ بلا مراءِ
    كي لا يقال إنها مقصورة........................ويقع التخليط في الأخيرة
    وأثبتِ الشدة في الكتابة..............................فإنها من أوجه الإصابة
    والشكلَ أوجبناه في أمور...........................زفي آية أو مَثَلٍ مأثور
    وفي الحديث والذي يلتبس........................من عَلَمٍ أو لفظةٍ قد تُبْلِسُ
    والشكل في الشعر من الضروري..........................من دونه تسقطُ في المحظور
    وَلْتضبطِ الأعلامَ يا صديقي............................بشكلها في غاية التدقيق
    الحديث .. درجاته وتخريجه ومختصر ألفاظه
    وحَسَنٌ بعد الصحيح فاتَّبِعْ........................فمُرسَل فمعضل فمنقطعْ
    فَخَرّجِ الحديثَ في المصادرِ.........................وثَبِّتَن رتبته في الآخرِ
    واختصر الألفاظ في الإسناد....................(أنا ونا) تَشِفّ عن مرادِ
    ورمزوا (بالنون) للنَّسَائي.............................وللبخاريِّ بحرف (خاء)
    ومسلم (بالميم) وهو عَلَمُ.........................ولأبي داود (دالٌ) تُعلمُ
    ورمزوا (بالقاف) للقزويني..............................والترمذيُّ (تاؤه) تغنينيي
    و(تع) تعالى الله وهو الأوحدُ......................و(صلعمٌ) نبيُّه محمدُ
    و(رَضَهٌ) تَرمزُِ للترضي............................و(رَحَهٌ) تَرَحُّمٌ لبعضِ
    و(إلخ) تعني: إلى آخره......................ولانتهى (اهـٍ) ببعض سطره
    وبعضُهم فضَّل في الإسناد..........................صغيرَ حرفٍ جنبَ ذي المراد
    العلامات
    ونقطةٌ عند انتهاء الجُمَلِ........................ونقطتان بعد قول القائلِ
    وللخروم النُقَطُ المعلَّمة...............................كلُّ ثلاثِ نقطٍ لكلمة
    واستعملوا إشارة التعجُّبِ..........................في موضع الهزء وللمستغرِبِ
    واستعملوا إشارة استفهام.........................لسائلٍ يبحث عن مرامِ
    واستعملوا الفواصل المعروفة.................في السَّجْعِ والمواضع المعطوفة
    واستعملوا علامة اعتراض..........................في موضع الحاجة لاعتراض
    الأقواس والرموز والخطوط.
    .مُزَهَّرُ الأقواس للآيات.......................................وللحديث القوسُ في الإثبات.
    .وبعده المعقوف كالعضَادة.......................................علامة التكملة المُزَادة
    وبعده علامة التنصيص...........................................وهي لما استُجْلِبَ من نصوص
    ممّا أتى بأصله المؤلف........................أو كان عنوان كتابٍ يُعرفُ
    مُمَوَّجُ الأقواس للمضاف..............................مما اقتضى حذفًا بلا خلاف
    علامة الزائد للمضطربِ.............................في أوَّلٍ وآخر فاحتسبِ
    وبعضُهم خَصَّ عمودًا قائما.........................في أول وآخر كما هما
    لما تُضيفُ النُسَخُ الثواني.....................للأُمِّ مما ضاع في المكان
    وبعضهم يستعمل العضادة....................لكل ما جاء من الزيادة
    وأنت بالخيار في الإثنين....................فهو صوابٌ في كلا النهجين
    واستعملوا قوسًا بالاتفاق....................للفظة تضاف للسِّياقِ
    وهي زوايا باصطلاح العِلْمِ......................وقيل قوسٌ كُسرت بعلم
    واستعملوا الأقواس في حَصْر الورقْ.................ما بينها الأرقام في خير نَسَقْ
    ورمزوا للوجه حرف (واو)...........................و(الظاء) للظهر الذي يساوي
    وبعضهم أجاز حرف الأَلِفِ..........................للوجه والباءُ لظهرٍ مختف
    و(لا - إلى) قد جعلوها في الوَسَطْ.........................رمزًا لما كان من المتن سَقَطْ.
    ووحَّد الإفرنجُ في الأنماط.........................وجعلوا العضاد للأسقاط
    وألحقوا الغامِضَ لما نُبِذَا..................قوسين ما بينهما لفظ (كذا)
    وارمز لكل نسخة برمز.........................فإنه أضمن عند الفرز
    وعندما تُقارَنُ الأصولُ........................فهو لها مختصَرٌ مقبولُ
    الحواشي
    وخُصِّصَ الهامشُ للتخريج....................ولاختلاف النصِّ في الوشيج
    ومقصد التخريج بادٍ للملا....................تأكيد أن النصَّ صَحَّ وانجلى
    تُخَرَّجُ الآياتُ بالأرقام.........................وتُذكَرُ النُّقولُ في إحكام
    ويُعرضُ الشعرُ على الديوانِ.................أو كتب الآداب في الأوان
    وكتب الأمثال للأمثال............................وتُضبَطُ الأعلامُ كاللآلي
    واختلفوا في الشرح والتراجم.................على طريقين بلا تعالم
    بعض رأى أن يُفرِدَ الملاحقا...................إذا شأى أن يُوضِحَ المغالقا
    خشية أن يَطُول متنُ الحاشية...............ويثقل النصُّ بأمر الغاشية
    وبعضُهم أوصى بالاختصار,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,في ذكرِها في هامش الأخبار
    الاسمُ ثُمَّ سنة الوفاةِ......................ومصدر الترجمة المزجاة
    وعَرِّف المجهول من أعلام...............واعزف عن المشهور في المقام
    وذَيِّل التعريف بالمصادرِ......................حتى تكونَ مدخلًا لآخرِ
    طرق التحمل والأداء
    إن أثبت الناسخُ للنصوص..................طريقة الأداء بالشخوص
    أفاد في دراسة الرجال.........................وعصرِهم ما لم يكن ببال
    وطرق الأداء والتحمُّلِ.......................جليلة القدر بلا تخيُّلِ
    واجبة الإثبات عند النَشْر.................لما لها من كشف أهل العَصْرِ
    وطُرُق التحمُّلِ الثمانية........................هي المدار فانتبه لما هيه
    أولها (السماع) (فالإقراء).............................عُلُوُّهُ كان به الإفتاءُ
    وبعده (إجازة) المُعَيِّنِ.............................في مطلبٍ او شاء لم يُعَيِّنِ
    وبعده فيما نرى (المناولة).......................وهي إذا أجاز شيخٌ حاصِلة
    وبعده طريقة (المكاتبة)......................واشترطوا لتعرفنَّ كاتبه
    وأن يكون خطه معلوما..........................لمرسلٍ إليه بل مفهوما
    وبعدها (الإعلام) و(الوجادة)......................وفيهما تكتمل الإفادة
    وبعضهم عدَّ بها (الوصية)............................وإنها عن أمرنا قَصِيَّة
    وهاك ما قد قيل في الإجازة.......................وهو الذي أوضح في وجازة
    احفظ لها تَفَرُّد السطور........................فهو بيانُ القائلِ المشهورِ
    ورقِّم السطور للرواة...............................وقوِّس الأرقام في أناة
    وقدِّم السماع في إيجاز......................بموجز أصغر في إعجاز
    الفهارس
    لِفِهْرَسِ الأعلام والأماكن.....................ما يرشد الباحث عن بواطن
    وفهْرِسُ الأشعار والأمثال.....................كفهرِس الحديث في المآل
    وفهرِس الكُتْب التي قد وردتْ.....................وفهرِس الآيات أَنَّى ذُكرَت
    كُلٌّ له ضرورة وواجبُ........................زومطلبٌ تعنو له المطالبُ
    وابتكروا فهارس الحضارة..................حيث رأوا لمثلها الإشارة
    مِمَّا سَهَتْ عن ضَمِّها المعاجم..................وهي لها ذيلٌ جليلٌ قائمُ
    عن مثلها ستستقى اللغاتُ......................وتغتني الألفاظُ والحياةُ
    وفهرِسٌ آخر للمَراجِعِ.............................مما به النفع على المتابع
    حتى غدا ميدانُ علم الفهرسَةْ..................مدرسةً كبرى وأيّ مدرسة!
    وعندنا برَّز في الميدانِ.............................فذَّان عملاقان «عوَّادانِ»
    أبو سُهَيْلٍ (1) واحدٌ والثاني....................أبو هلالٍ (2) فهما صنوان
    المقدمة
    تقديمُك الكتابَ فنٌ قائم................على ثلاثٍ سنَّها العيالمُ
    موضوعه وما الذي قد أُلِّفا............................زفي فنِّه وما الذي قد عُرفا
    وما الذي قدّم من جديد........................في بابه فكان كالفريد
    وبابةٌ تُعقد للمؤلف..........................تبحثُ عن حياته بما يفي
    وبابةٌ تُعقدُ للمخطوط......................وحبَّذا أنموذج الخطوطِ
    النَسْخُ والناسخُ والزمانُ....................والخط والمِداد والمكانُ
    وعدد الأوراق والقياسُ....................زوعدد السطور والمقاسُ
    وما على النسخة من تعقيب..............زأو هامش يجدر بالتقريب
    وما على النسخة من تمليك................واسم الكتاب صِينَ عن شكوك
    وما بها من صور الإجازة.......................وصفحة العنوان في وجازة
    جميعه تذكره بدقَّة..................محتملًا من أجله المشقة
    وثبِّتِ النماذج المصورة................زمن أول وآخر كالتذكِرة
    فإنها الناطقُ عن مجهود......................وما به من عَنَتٍ شديد
    وإنني موصيك بالرموز...................لا تنسها في الوصف والتبريز
    فقد سها عن ذكرها أَعلامُ.....................ونالهم من سهوهم مَلامُ
    وبعضهم أضاف نوعَ الورق.....................وأحسب القول بلا تعمق
    بل أحسِبُ الأمر من المحال...............ما أوغل المخطوط في المجال
    أنَّى لنا أن نصف الأوراقا....................زوهي التي ما طالعت أحداقا
    وجيلُنا معتمِدٌ بأَخَرَهْ...........................على رقوق النُسَخِ المصورة
    الختام
    سميتها «مُوضِحَةُ الطريقِ................إلى صُوى مناهج التحقيق»
    ولي بها سبقٌ على الأقرانِ..................ليس لها فيما علمتُ ثانِ
    أستغفر الله العليَّ القادرا....................من الهوى ومن غرورٍ خامَرا
    قصدتُ فيها خدمة النصوص...................ووضع دستور بلا تعويص
    ونُجِّزَتْ من بعد ألفٍ قد مضتْ..................وأربع من المئات أَوْمَضَتْ
    من هجرة الهادي وخير البشرِ.............ومَن أتى بمعجزات السورِ
    والحمد لله على ما سدَّدا.......................حمدًا كثيرًا ليس يُحصَى عددا
    (1) صُوَى ج: صُوَّهَ، وهي حجر يكون علامة في الطريق، وقيل : الصوى الأعلام المنصوبة المرتفعة في غَلْظٍ، وفي الحديث: «إن للإسلام صُوىً ومنارًا كمنار الطريق». لسان العرب- مادة: (صَوي)

    الهوامش
    1-كوركيس عواد.
    2- ميخائيل عواد.
    ترجمة الناظم 1929-2011
    هو الشاعر الأديب هلال ناجي ابن زين الدين الشقاقي العلوي، من أدباء العراق، تخرج من كلية الحقوق بجامعة بغداد سنة 1951، كان رئيسا لاتحاد المؤلفين والكتاب العراقيين، له دواوين شعرية وكتب أدبية، فاز بجوائز عدة، منها: جائزة التحقيق من مكتب تنسيق التعريب سنة 1970، وجائزة التقدير الذهبية من جمهورية مصر العربية سنة 1982.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 14, 2024 6:49 am