ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    سيرة العالم الرباني ( ابن وهب ) بحر من بحور العلم

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    سيرة العالم الرباني ( ابن وهب ) بحر من بحور العلم Empty سيرة العالم الرباني ( ابن وهب ) بحر من بحور العلم

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد يونيو 28, 2009 9:44 pm

    اسمه : عبد الله بن وهب بن مسلم الفهري مولاهم المصري .

    كنيته : أبو محمد

    مولده : سنة 125 هـ

    مناقبه : طلب العلم وله سبع عشرة سنة
    روى عن الإمام مالك كثيراً
    وروى عن ابن لهيعة ، وروايته عنه مستقيمة
    لقي بعض صغار التابعين
    قال عنه الذهبي : وكان من أوعية العِلْـم ، ومن كنوزِ العمل .

    قال ابن القاسم : لو ماتَ ابنُ عُيـينة لضُرِبَتْ إلـى ابنِ وَهْبٍ أكْبَـادُ الإِبل ، ما دوَّنَ العلـمَ أحدٌ تدوينَه .

    وقال أبو زُرعةَ : نظرتُ فـي نـحوٍ من ثلاثـين ألف حديث لابن وَهْب ، ولا أعلـمُ أَنِّـي رأيتُ له حديثاً لا أصلَ له ، وهو ثقةٌ ، وقد سمعتُ يَحيـى بنَ بُكَير يقولُ : ابنُ وَهْبٍ أفقهُ من ابنِ القاسم .

    وقال أحمدُ بنُ صالـح الـحافظ : حَدَّثَ ابنُ وَهْبٍ بـمائة ألفِ حديث ، ما رأيتُ أحداً أكثرَ حديثاً منه ، وقع عندنا سبعون ألف حديث عنه .
    عقب الإمام الذهبي على ذلك بقوله
    قلت ُ: كيف لا يكونُ من بُحورِ العلـم ، وقد ضمَّ إلـى علـمِهِ علـمَ مالكٍ ، واللَّـيثِ ، ويحيـى بنِ أيوب ، وعَمْرِو بنِ الـحارث، وغيرِهم

    قال خالدُ بنُ خِداش : قُرِىءَ علـى عبدِ الله بنِ وَهْبٍ كتابُ أهوالِ يومِ القـيامة -تألـيفه - فَخَرَّ مَغْشِيَّاً علـيه ، قال: فلـم يتكلَّـم بكلـمةٍ حتـى ماتَ بعدَ أيامٍ رحمه اللَّهُ تعالـى .
    وعن سُحْـنُون الفقـيه قال : كان ابنُ وَهْبٍ قد قَسَمَ دهرَهُ أثلاثاً ، ثُلُثاً فـي الرِّبَـاط ، وثُلُثاً يعَلِّـمُ النَّاس بـمصر، وثُلُثاً فـي الـحجِّ ، وذكر أنه حجَّ ستاً وثلاثـين حجَّة .

    وفي سير أعلام النبلاء :
    وبلغنا أَنَّ مالكاً الإِمامَ كان يكتُبُ إلـيه : إلـى عبدِ الله بنِ وَهْبٍ مُفتـي أهل مصر ، ولـم يَفعلْ هذا مع غيره. وقد ذُكِرَ عنده ابنُ وهبٍ وابنُ القاسم، فقال مالك: ابنُ وَهْبٍ عالـم، وابنُ القاسم فقـيه .
    قال أحمدُ بنُ سعيد الهَمَذَانـي: دخـل ابنُ وهبٍ الـحمَّام، فسمع قارئاً يقرأُ: ( وإذْ يَتَـحَاجُّونَ فـي النَّار ) فغُشِيَ علـيه .
    قال أبو زيد بنُ أبـي الغَمْر : كنَّا نُسمِّي ابنَ وَهْبٍ ديوانَ العلـم

    قال ابنَ وَهْبٍ : نَذَرْتُ أَنِّـي كُلَّـما اغتبتُ إنساناً أَن أصومَ يوماً ، فـأَجهَدَنـي ، فكُنتُ أغتابُ وأصوم ، فنويتُ أنِّـي كُلَّـما اغتبتُ إنساناً أن أَتَصَدَّق بدرهم ، فمن حُبِّ الدَّرَاهم تركتُ الغِيبة .
    عقّب عليه الذهبي بقوله :
    قلتُ : هكذا والله كان العُلَـماءُ وهذا هو ثَمَرَةُ العلـمِ النافع .

    قال أبو الطَّاهر بنُ عَمْرو : جاءنا نَعْيُ ابنِ وهب، ونـحن فـي مـجلس سُفـيان بنِ عُيـينة ، فقال : إنا لله وإنا إلـيه راجعون ، أُصيب به الـمسلـمون عامَّة ، وأُصِبْتُ به خاصَّة .
    قال الذهبي :
    قلتُ : قد كان ابنُ وهْبٍ له دنـيا وثَروةٌ ، فكان يَصِلُ سُفـيان ويَبَرُّه ، فلهذا يقول : أُصِبتُ به خاصَّة .

    وأُريد على القضاء وطُلب فتغيّب
    قال حجَّاجُ بنُ رِشْدِين : سمعتُ عبدَ الله بنَ وَهْبٍ يتذمَّرُ ويَصيح ، فأشرفتُ علـيه من غُرفَتـي ، فقلتُ : ما شأنُكَ يا أبـا مُـحمد ؟ قال : يا أبـا الـحسن بـينـما أنا أرجو أَنْ أُحشرَ فـي زُمرةِ العُلـماءِ أُحشَرُ فـي زُمرة القُضَاة . قال : فتغيَّبَ فـي يومه ، فطلبُوه .

    قال يونُسُ الصَّدَفـي : عُرِضَ علـى ابنِ وَهْبٍ القَضَاءُ ، فجنَّنَ نفسَه ، ولزِمَ بـيتَه .

    قال أبو حاتِـم البُسْتـي : ابنُ وَهْب هو الَّذي عُنـي بجمع ما روىٰ أهلُ الـحِجاز وأهلُ مصر ، وحفظَ علـيهم حديثهم ، وجمعَ وصنَّف ، وكان من العُبَّـاد .

    ومما يدل على فضله أن الإمام مالك رحمه الله يأخذ بقوله وروايته
    روى ابن أبي حاتِم قال : حدثنا أحمدُ ابنُ أخي ابنِ وَهْب ، حدثنـي عَمِّي ( ابن وهب ) قال : كنتُ عند مالكٍ ، فسُئِلَ عن تـخـلـيـلِ الأصابع ، فلـم يَـرَ ذلك ، فتركتُ حتـى خفَّ الـمـجلسُ ، فقلتُ : إنَّ عندنا فـي ذلك سُنَّة : حدثنا اللَّـيثُ وعَمْرو بنُ الـحارث عن أبـي عُشَّانة عن عُقْبَةَ بنِ عامر أنَّ النبيَّ قال: إذا تَوَضَّأْتَ ، خَـلِّلْ أَصابِعَ رِجْلَـيْكَ . فرأيتُه بعد ذلك يُسألُ عنه ، فـيأمرُ بتـخـلـيـل الأصابع ، وقال لـي : ما سمعتُ بهذا الـحديث قطُّ إلـى الآن .

    قال ابنُ وَهْب : سمعتُ من ثلاثمائة وسبعين شيخاً .

    ما رؤي له بعد وفاته : روى ابنُ عبد البَر عن سُحنون بنُ سعيد أنه رأى عبدَ الرحمن بنَ القاسم فـي النَّوم ، فقال : ما فعل اللَّهُ بك ؟ فقال : وجدتُ عنده ما أُحِبُّ . قال له : فأيَّ أعمالك وجدتَ أفضل ؟ قال : تِلاوَةُ القرآن . قال : قلتُ له : فالـمسائِل؟ فكان يُشير بأصبعه يُـلَشِّيها . قال : فكنتُ أسألُهُ عن ابنِ وَهْبٍ ، فـيقولُ لـي : هو فـي علِّـيـين .

    وفاته : في آخر شَعبـان سنة سبع وتسعين ومائة .

    رحم الله عالم الأمة في زمانه : عبد الله بن وهب .

    كتبه :
    الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
    حفظه الله

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 2:01 am