ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


4 مشترك

    حسان بن ثابت شاعر الرسول

    avatar
    إبراهيم عبد الرحمن
    عضو بناء
    عضو بناء


    عدد الرسائل : 57
    نقاط : 324
    تاريخ التسجيل : 07/05/2009

    حسان بن ثابت شاعر الرسول Empty حسان بن ثابت شاعر الرسول

    مُساهمة من طرف إبراهيم عبد الرحمن الإثنين مايو 11, 2009 9:38 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم
     وبه نستعين
    نجد للشعر العربى اثر كبير فى نصرة ديننا
    الدين العربى المنزل من الله الواحد القهار
    وهناك كثيرا من الشعراء قد مدح الاسلام وكانوا فى نصرته ومن تلك الامثله نجد
    حسان بن ثابت
    حسان شاعر الإسلام : نصب حسان نفسه للدفاع عن الدين الإسلامي ، والرد على أنصار الجاهلية ، وقد نشبت بين الفريقين معارك لسانية حامية ، فكان الشعر شعر نضال يهجى فيه الأعداء ، ويمدح فيه رجال الفريق ، ولم يكن المدح ولا الهجاء للتكسب أو الاستجداء ، بل للدفاع عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم . وهذا ينقسم لقسمين :
    •      •         أما المدح الذي نجده في شعر حسان لهذا العهد فهو مقصور على النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاءه وكبار الصحابة ، والذين أبلوا في الدفاع عن الإسلام بلاء حسنا.وهو يختلف عن المدح التكسبي بصدوفه عن التقلب على معاني العطاء والجود ، والانطواء على وصف الخصال الحميدة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، وما إلى ذلك مما ينبثق من العاطفة الحقة والعقيدة النفسية ، قال حسان :
         نبي أتانا بعد يأس وفترة    من الرسل والأوثان في الأرض تعبد
    فأمسى سراجا مستنيرا وهاديا يلوح كما لاح الصقيل المهنـد
    وأنذرنا نارا وبشر جــنة وعلمنا الإسلام ، فالله نحــمد
    وأنت إله الخلق ربي وخالقي بذلك ما عمرت في الناس أشهد
    ويلحق بهذا المدح رثاء محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد ضمنه الشاعر لوعة وذرف دموعا حارة ، وتذكرا لأفضال رسول الدين الجديد ، وحنيا للقائد في النعيم :
    مع المصطفى أرجو بذاك جواره وفي نيل ذلك اليوم أسعى وأجهد
    •      •         وأما الهجاء النضالي : فقد وجهه إلى القرشيين الذين قاموا في وجه الدين الجديد يحاربونه ويهجون محمدا صلى الله عليه وسلم . وكان موقف الشاعر تجاههم حربا لما بينهم وبين محمد من نسب . أما أسلوبه في هجائه فقد كان يعمد إلى الواحد منهم فيفصله عن الدوحة القرشية ، ويجعله فيهم طائرا غريبا يلجأ إليها كعبد ، ثم يذكر نسبه لأمه فيطعن به طعنا شنيعا ، ثم يسدد سهامه في أخلاق الرجل وعرضه فيمزقها تمزيقا في إقذاع شديد ، ويخرج ذلك الرجل موطنا للجهل والبخل والجبن ، والفرار عن إنقاذ الأحبة من وهدة الموت في المعارك .قال حسان هاجبا بني سهم بن عمرو :
    والله ما في قريش كلها نفر أكثر شيخا جبانا فاحشا غمرا
    هذر مشائيم محروم ثويهم إذا تروح منهم زود القـمرا
    لولا النبي ، وقول الحق مغضبة لما تركت لكم أنثى ولا ذكرا
    ويقول في مقطوعة يعير قريشا فيها بهزيمتها يوم بدر :
    فينا الرسول وفينا الحق نتبعه حتى الممات ونصر غير محدود
    مستعصمين بحبل غير منجذم مستحكم من حبال الله ممدود
    من جانب آخر ، فإننا نبعد عن حسان بن ثابت ما اتهمه الرواة به ، وألا نقبل من        شعره إلا ما يغلب عليه الإقذاع بالأيام والأنساب .
    4. حسان شاعر اللهو : كان حسان بن ثابت متوفرا على شرب الخمر والاستمتاع بالغناء وما يتبعه من لهو وعبث ، ولا سيما قبل دخوله الإسلام . وله في الخمر أوصاف شهيرة تأتي خصوصا في مدائحه لملوك غسان ، كما له غزل ، وشعره هذا غير مستقل يختلط عادة بالفخر والمدح . وغزله تقليدي في معانيه وصوره .
    قيمة شعر حسان بن ثابت
    شعر حسان بن ثابت طبع مندفع ، وقريحة هائجة . ومن جوانب قيمة شعره :
    1.  1.   القيمة الفنية : حسان بن ثابت شاعر شديد التأثر ، قوي العاطفة ، يفوته التأني ، ولهذا ترى شعره يتدفع تدفعا ، متتبعا في ذلك الطبع والفطرة لا الصنعة والتعمل . ومن ثم تلقى شعره خاليا من كل ما يتطلب النظر الهادئ المتفحص ، فمطالعه مقتضبة اقتضابا شديدا ، يسرع في الانتقال منها إلى موضوعة الذي تحتدم به نفسه ، وانتقاله غير بارع عادة . ثم إن كلامه يخلو من الترتيب والتساوق لما في عاطفته في فوران . وهذا الفوران نفسه يحول دون التنقيح . وقد نتج عن ذلك لين وضعف في شعره الإسلامي خصوصا ، لتقدمه في السن ولما كان هنالك من أحوال مثيرة للعاطفة وقد حمي النضال واستعر القتال ، ولانصراف الشاعر إلى الارتجال والسرعة في القول والتدقيق الموضوعي بذكر الغزوات وأربابها . وقد يكون بعض ذلك الضعف ناتجا عما أضيف إلى ديوان حسان بن ثابت من الشعر المنحول . ويخلو شعره من الوصف والتمثيل اللذين كانا في الشعر الجاهلي عموما . إلا أنه لا يخلو على كل حال من الاندفاع العاطفي العنيف ، والصدق في ذلك الاندفاع ، وانتفاض العصب في الأبيات التي تنطلق أحيانا كالسهام أو كالسيل الذي يجرف السخط والهيجان ، والكلام المقذع الذي يهشم تهشيما . وإننا نلمس في كلام حسان أثرا للدين الجديد وللقرآن ، وذلك ظاهر في المعاني الجديدة من ارتياح إلى المصير ، وتفصيل بعض العقائد والشعائر من توحيد وتنزيه وثواب وعقاب ، وذلك ظاهر أيضا في الألفاظ التي أعطاها الإسلام إيحاء جديدا ، ونثرها حسان في شعره . ولقد حق بعد ذلك أن يقال أن حسان بن ثابت هو مؤسس الشعر الديني في الإسلام .
    2.  2.   القيمة التاريخية : لشعر حسان ، فضلا عن القيمة الفنية ، قيمة تاريخية كبرى ، فهو مصدر من مصادر تاريخ تلك الأيام ، يسجل مآتي الغساسنة ويصف غزواتهم وممتلكاتهم ، ويسجل أحداث الفجر الإسلامي ، ويطلعنا على أخبار محمد صلى الله عليه وسلم في غاراته وغزواته وفتح مكة ، كما يطلعنا على أسماء الصحابة وأعداء الإسلام . وهكذا كان حسان بن ثابت شاعرا ومؤرخا كما كان شعره فاتحة للشعر السياسي الذي ازدهر في عهد بني أمية .

                          نماذج من شعر حسان بن ثابت

    وقصيدته الهمزية التي يقول فيها لأبي سفيان بن الحارث :
    هجوت محمد فأجبت عنه             وعند الله في ذاك الجزاء
    وجبريل أمين الله فينا وروح القدس ليس له كفاء
    فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء
    أتهجوه ولست له بكفء فشركما لخيركما الفداء
    وهو في هذه القصيدة يعرض لنا رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ومتابعة قومه له ونصرتهم لدينه . ويقول أيضا في دفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم :
    إن كان في الناس سباقون بعدهم       فكل سبق لأدنى سبقهم تبــع
    أعفة ذكرت في الوحي عفتهم لا يطمعون ولا يزري بهم طمع
    قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
    لا يفخرون إذا نالوا عدوهم وإن أصيبوا فلا خور ولا جزع
    ومن رثائه :
    مرثيته البديعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم التي رواها أبو زيد الأنصاري فيقول :
    ما بال عينك لا تنام كأنما       كحلت مآقيها بكحل الأرمد
    جزعا على المهدي أصبح ثاويا يا خير من وطئ الثر : لا تبعد
    جنبي يقيك الترب لهفي ليتني غيبت قبلك في بقيع الغرقد
    ورثاؤه لعمر حين توفي على إثر طعنة فيروز أبو لؤلؤة المجوسي :
    وفجعنا فيروز لا در دره بأبيض يتلو المحكمات منيب
    إن من يتعمق في ديوان حسان بن ثابت ، يجد أن فحلولة شعره لم تفارقه في جاهليته وإسلامه ، وفي فخامته وعذوبته ، ولا شك في أن ما يظهر من ضعف ولين في بعض إسلامياته ليس أصيلا في فنه وإنما هو عارض ، ساقته ظروف طارئة ، أو منحول دس عليه لغرض ديني أو فكاهي . فلقد كان حسان بن ثابت رمزا من رموز المدافعين عن حياض الإسلام والمسلمين ، فلقد سخر هجاءه في ذم أعداء النبي عليه الصلاة والسلام، ولقد مضى مفتخرا بالنبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه المؤمنين ، وإخوانه الأنصار .

    رحم الله حسان بن ثابت ، وجزاه عنا خير الجزاء …

    المراجع
    اسم الكتاب اسم المؤلف الـــناشر
    العصر الإسلامي الدكتور شوقي ضيف دار المعارف – مصر
    تاريخ الأدب العربي حنا الفاخوري -----
    المدائح النبوية الدكتور محمود علي مكي مكتبة لبنان
    دراسات في الشعر العربي الدكتور محمد مصطفى هدارة دار المعرفة الجامعية
    دراسات في الأدب العربي الدكتور عمر الطيب الساسي دار الشروق – جدة

    avatar
    إبراهيم عبد الرحمن
    عضو بناء
    عضو بناء


    عدد الرسائل : 57
    نقاط : 324
    تاريخ التسجيل : 07/05/2009

    حسان بن ثابت شاعر الرسول Empty حسان بن ثابت شاعرالرسول

    مُساهمة من طرف إبراهيم عبد الرحمن الإثنين مايو 11, 2009 9:45 pm

    شعر حسان بن ثابت فى مدح الرسول صلى الله عليه وسلم
    عدمنا خيلنا إن لم تروها *** تثير النقع موعدها كداء
    يبارين الأعنة مصعدات *** على أكتافها الأسل الظماء
    تظل جيادنا متمطرات *** تلطمهن بالخمر النساء
    فإما تعرضوا عنا اعتمرنا *** وكان الفتح وانكشف الغطاء
    وإلا فاصبروا لجلاد يوم *** يعز الله فيه ما يشاء
    وجبريل أمين الله فينا *** وروح القدس ليس له كفاء
    وقال الله قد أرسلت عبدا *** يقول الحق إن نفع البلاء
    شهدت به فقوما صدقوه *** فقلتم لا نقوم ولا نشاء
    وقال الله قد يسرت جندا ً *** هم الأنصار عرضتها اللقاء
    لنا في كل يوم من معد *** سباب أو قتال أو هجاء
    فنحكم بالقوافي من هجانا *** ونضرب حين تختلط الدماء
    ألا أبلغ أبا سفيان عني *** فأنت مجوف نخب هواء
    بأن سيوفنا تركتك عبدا *** وعبد الدار سادتها الإماء
    هجوت محمدا فأجبت عنه *** وعند الله في ذاك الجزاء
    أتهجوه ولست له بكفء *** فشركما لخيركما الفداء
    هجوت مباركا برا حنيفا *** أمين الله شيمته الوفاء
    فمن يهجو رسول الله منكم *** ويمدحه وينصره سواء
    فإن أبي ووالده وعرضي *** لعرض محمد منكم وقاء

    فداك ابى وامى ونفسى وكل شئ فى تلك الدنيا يا حبيبى يا رسول الله
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39131
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    حسان بن ثابت شاعر الرسول Empty رد: حسان بن ثابت شاعر الرسول

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء مايو 12, 2009 12:38 am

    جزاك الله خيرا أخي الكريم

    و رضي الله عن سيدنا حسان و عن الصحابة أجمعين رضوان الله عليهم جميعا

    و معذرة لنقل الموضوع إلى قسم (الأدب العربي) .

    جعل الله موضوعك القيم في ميزان حسناتك

    :798/7487:
    الفردوس الاعلي 2
    الفردوس الاعلي 2
    عاشقة العربية ، و مشرفة الأدب و الفكاهة
    عاشقة العربية ، و مشرفة الأدب و الفكاهة


    عدد الرسائل : 251
    العمر : 37
    العمل/الترفيه : معلمه للغه العربيه
    المزاج : الحمد لله
    نقاط : 473
    تاريخ التسجيل : 05/05/2009

    حسان بن ثابت شاعر الرسول Empty رد: حسان بن ثابت شاعر الرسول

    مُساهمة من طرف الفردوس الاعلي 2 الأحد مايو 17, 2009 3:31 pm

    جزاك الله كل خير
    بجد حسان بن ثابت رااااااااااااائع وياريت يكون في المزيد من قصائده
    تسلم ايدك وشكرا ليك
    avatar
    سمآء الحجاز
    محبة لغة الضاد ، لغة القرآن
    محبة لغة الضاد ، لغة القرآن


    عدد الرسائل : 226
    نقاط : 380
    تاريخ التسجيل : 29/07/2009

    حسان بن ثابت شاعر الرسول Empty رد: حسان بن ثابت شاعر الرسول

    مُساهمة من طرف سمآء الحجاز الثلاثاء أكتوبر 20, 2009 12:22 am

    تُعجبني مقولته للرسولِ الكريمِ محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال له ( والله اسلك منهم كما تُسل الشعرة من العجين ) عندما أراد أن يهجو كفار قريش وقال له الرسول كيف تهجوهم و أنا منهم فقال تلك المقولة فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم .. " أهجهم ومعك روح القدس "
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39131
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    حسان بن ثابت شاعر الرسول Empty رد: حسان بن ثابت شاعر الرسول

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد نوفمبر 16, 2014 10:46 am

    حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد.
    شاعر النبي (صلى الله عليه وسلم) وأحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، عاش ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الإسلام. وكان من سكان المدينة.
    واشتهرت مدائحه في الغسانيين وملوك الحيرة قبل الإسلام، وعمي قبل وفاته.لم يشهد مع النبي (صلى الله عليه وسلم) مشهداً لعلة أصابته.
    توفي في المدينة.
    قال أبو عبيدة: فضل حسان الشعراء بثلاثة: كان شاعر الأنصار في الجاهلية وشاعر النبي في النبوة وشاعر اليمانيين في الإسلام.
    وقال المبرد في الكامل: أعرق قوم في الشعراء آل حسان فإنهم يعدون ستةً في نسق كلهم شاعر وهم: سعيد بن عبدالرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39131
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    حسان بن ثابت شاعر الرسول Empty رد: حسان بن ثابت شاعر الرسول

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد نوفمبر 16, 2014 10:52 am

    إنّ الذوائبَ منْ فهرٍ وإخوتهمْ قدْ بينوا سنة ً للناسِ تتبعُ
    يَرْضَى بهَا كُلُّ مَن كانَتْ سرِيرَتُهُ تقوى الإلهِ وبالأمرِ الذي شرعوا
    قومٌ إذا حاربوا ضروا عدوهمُ، أوْ حاوَلُوا النّفْعَ في أشياعِهِمْ نَفعوا
    سجية ٌ تلكَ منهمْ غيرُ محدثة ٍ، إنّ الخلائِقَ، فاعلَمْ، شرُّها البِدَعُ
    لا يَرْقعُ النّاسُ ما أوْهَتْ أكفُّهُمُ عندَ الدفاعِ، ولا يوهونَ ما رقعوا
    إن كان في الناس سباقون بعدهمُ، فكلُّ سبقٍ لأدنى سبقهمْ تبعُ
    ولا يَضَنُّونَ عَنْ مَوْلًى بِفَضْلِهِمِ، وَلا يُصِيبُهُمُ في مَطْمَعٍ طَبَعُ
    لا يجهلونَ، وإن حاولتَ جهلهمُ، في فضلِ أحلامهمْ عن ذاكَ متسعُ
    أعِفّة ٌ ذُكِرَتْ في الوَحيِ عِفّتُهُمْ، لا يَطْمَعونَ، ولا يُرْديهمُ الطّمَعُ
    كم من صديقٍ لهمْ نالوا كرامتهُ، ومِنْ عَدُوٍّ عَليهمُ جاهدٍ جدعوا
    أعطوا نبيَّ الهدى والبرّ طاعتهمْ، فمَا وَنَى نَصْرُهُمْ عنْهُ وَما نَزَعُوا
    إن قالَ سيروا أجدوا السيرَ جهدهمُ، أوْ قالَ عوجوا عَلَيْنَا ساعة ً، رَبَعُوا
    ما زالَ سيرهمُ حتى استقادَ لهمْ أهْلُ الصّليبِ، ومَن كانت لهُ البِيَعُ
    خُذْ مِنهُمُ ما أتى عفْواً، إذا غَضِبُوا، ولا يكُنْ همُّكَ الأمرَ الذي مَنَعوا
    فإنّ في حربهمْ، فاتركْ عداوتهمْ، شَرَّاً يُخَاضُ عَليهِ الصّابُ والسَّلَعُ
    نسمو إذا الحربُ نالتنا مخالبها، إذا الزعانفُ منْ أظفارها خشعوا
    لا فَخْرَ إنْ هُمْ أصابُوا من عَدُوّهِمِ، وَإنْ أُصِيبُوا فلا خُورٌ ولا جُزُعُ
    كأنهمْ في الوغى ، والموتُ مكتنعٌ، أسدٌ ببيشة َ في أرساغها فدعُ
    إذَا نَصَبْنَا لِقَوْمٍ لا نَدِب لهُمْ، كما يدبُّ إلى الوحشية ِ الذرعُ
    أكرمْ بقومٍ رسولُ اللهِ شيعتهمْ، إذا تفرّقَتِ الأهْوَاءُ والشِّيَعُ
    أهْدَى لهُمْ مِدَحي قوْمٌ يُؤازِرُهُ فِيما يُحِبُّ لِسَانٌ حائِكٌ صَنَعُ
    فإنّهُمْ أفضَلُ الأْحْيَاء كلّهِمِ، إنْ جَدّ بالنّاسِ جِدُّ القوْل أوْ شمعوا
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39131
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    حسان بن ثابت شاعر الرسول Empty رد: حسان بن ثابت شاعر الرسول

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد نوفمبر 16, 2014 10:53 am

    قصيدة: بَني أسَدٍ، ما بالُ آلِ خُوَيْلِدٍ

    بَني أسَدٍ، ما بالُ آلِ خُوَيْلِدٍ ** يحنونَ شوقاً كلَّ يومٍ إلى القبطِ

    إذا ذُكِرَتْ قَهْقَاءُ حَنُّوا لذِكرِها ** وللرَّمَثِ المقرُونِ، والسَّمَكِ الرُّقْطِ

    وأعينهمْ مثلُ الزجاجِ، وصيغةٌ ** تُخالِفُ كَعْباً في لِحىً لهُمُ ثُطِّ

    تَرَى ذاكَ في الشُّبّانِ والمُرْدِ منهمُ ** مُبيناً، وفي الأطفالِ منهمْ وفي الشُّمْطِ

    لَعَمْرُ أبي العَوّامِ، إنّ خَوَيْلِداً ** غَدَاة تَبَنّاهُ لَيوثِقُ في الشَّرْطِ

    وإنكَ إنْ تجررْ عليّ جريرةً ** رَدَدْتُكَ عَبداً في المَهانَةِ والعَفْطِ

    .قصيدة: هجاء أمية بن خلف الخزاعي لحسان

    وكان أمية بن خلف الخزاعي هجا حسان بقوله:
    ألا من مُبْلِغٌ حَسّانَ عَنّي ** مغلغلةً تدبُّ إلى عكاظِ

    ألَيْسَ أبوكَ فِينَا كانَ قيْناً ** لدى القيْناتِ، فَسْلاً في الحِفاظِ

    يمَانِيّاً يَظَلُّ يَشُدُّ كِيراً ** وينفُخُ دَائِباً لهَبَ الشوُّاظِ

    .قصيدة: أتَاني عَنْ أُمَيّةَ زُروُ قَوْلٍ (في الرد على أمية بن خلف)

    فأجابه حسان رضي الله عنه:
    أتَاني عَنْ أُمَيّةَ زُروُ قَوْلٍ ** وَمَا هُوَ بالمَغِيبِ بِذِي حِفَاظِ

    سأنشرُ إنْ بقيتُ لكم كلاماً ** ينشرُ في المجامعِ منْ عكاظِ

    قوافيَ كالسلامِ، إذا استمرتْ ** منَ الصمّ المعجرفةِ الغلاظِ

    تَزُورُكَ، إنْ شَتَوْتَ بكلّ أرْضٍ ** وَتَرْضَخُ في مَحَلّكَ بالمَقَاظِ

    بنيتُ عليكَ أبياتاً صلاباً ** كأسْرِ الوَسْقِ قُفِّصَ بالشِّظَاظِ

    مجللةً، تعممهُ شناراً ** مضرمةً، تأججُ كالشواظِ

    كهمزةِ ضيغمٍ يحمي عريناً ** شَديِدِ مَغَارِزِ الأضْلاعِ خاظي

    تغضُّ الطرفَ أنْ ألقاكَ دوني ** وَتَرْمي حِينَ أُدْبِرُ بِاللِّحَاظِ

    .قصيدة: إنّ الذوائبَ منْ فهرٍ وإخوتهمْ

    إنّ الذوائبَ منْ فهرٍ وإخوتهمْ ** قدْ بينوا سنةً للناسِ تتبعُ

    يَرْضَى بهَا كُلُّ مَن كانَتْ سرِيرَتُهُ ** تقوى الإلهِ وبالأمرِ الذي شرعوا

    قومٌ إذا حاربوا ضروا عدوهمُ ** أوْ حاوَلُوا النّفْعَ في أشياعِهِمْ نَفعوا

    سجيةٌ تلكَ منهمْ غيرُ محدثةٍ ** إنّ الخلائِقَ، فاعلَمْ، شرُّها البِدَعُ

    لا يَرْقعُ النّاسُ ما أوْهَتْ أكفُّهُمُ ** عندَ الدفاعِ، ولا يوهونَ ما رقعوا

    إن كان في الناس سباقون بعدهمُ ** فكلُّ سبقٍ لأدنى سبقهمْ تبعُ

    ولا يَضَنُّونَ عَنْ مَوْلًى بِفَضْلِهِمِ ** وَلا يُصِيبُهُمُ في مَطْمَعٍ طَبَعُ

    لا يجهلونَ، وإن حاولتَ جهلهمُ ** في فضلِ أحلامهمْ عن ذاكَ متسعُ

    أعِفّةٌ ذُكِرَتْ في الوَحيِ عِفّتُهُمْ ** لا يَطْمَعونَ، ولا يُرْديهمُ الطّمَعُ

    كم من صديقٍ لهمْ نالوا كرامتهُ ** ومِنْ عَدُوٍّ عَليهمُ جاهدٍ جدعوا

    أعطوا نبيَّ الهدى والبرّ طاعتهمْ ** فمَا وَنَى نَصْرُهُمْ عنْهُ وَما نَزَعُوا

    إن قالَ سيروا أجدوا السيرَ جهدهمُ ** أوْ قالَ عوجوا عَلَيْنَا ساعةً، رَبَعُوا

    ما زالَ سيرهمُ حتى استقادَ لهمْ ** أهْلُ الصّليبِ، ومَن كانت لهُ البِيَعُ

    خُذْ مِنهُمُ ما أتى عفْواً، إذا غَضِبُوا ** ولا يكُنْ همُّكَ الأمرَ الذي مَنَعوا

    فإنّ في حربهمْ، فاتركْ عداوتهمْ ** شَرَّاً يُخَاضُ عَليهِ الصّابُ والسَّلَعُ

    نسمو إذا الحربُ نالتنا مخالبها ** إذا الزعانفُ منْ أظفارها خشعوا

    لا فَخْرَ إنْ هُمْ أصابُوا من عَدُوّهِمِ ** وَإنْ أُصِيبُوا فلا خُورٌ ولا جُزُعُ

    كأنهمْ في الوغى، والموتُ مكتنعٌ ** أسدٌ ببيشةَ في أرساغها فدعُ

    إذَا نَصَبْنَا لِقَوْمٍ لا نَدِب لهُمْ ** كما يدبُّ إلى الوحشيةِ الذرعُ

    أكرمْ بقومٍ رسولُ اللهِ شيعتهمْ ** إذا تفرّقَتِ الأهْوَاءُ والشِّيَعُ

    أهْدَى لهُمْ مِدَحي قوْمٌ يُؤازِرُهُ ** فِيما يُحِبُّ لِسَانٌ حائِكٌ صَنَعُ

    فإنّهُمْ أفضَلُ الأْحْيَاء كلّهِمِ ** إنْ جَدّ بالنّاسِ جِدُّ القوْل أوْ شمعوا

    .قصيدة: أرقتُ لتوماضِ البروقِ اللوامعِ

    أرقتُ لتوماضِ البروقِ اللوامعِ ** ونحنُ نَشاوَى بينَ سَلْعٍ وَفَارِعِ

    أرقتُ لهُ، حتى علمتُ مكانهُ ** بأكنافِ سلعٍ، والتلاعِ الدوافعِ

    طَوَى أبرَقَ العَزّافِ يَرْعُدُ مَتنُهُ ** حَنينُ المَتالي، نحوَ صَوْتِ المُشايِعِ

    .قصيدة: ألا يا لقومٍ‍ هلْ لما حمّ دافعُ؟

    ألا يا لقومٍ‍ هلْ لما حمّ دافعُ؟ ** وهلْ ما مضى من صالح العيش راجعُ

    تذكّرْتُ عصْراً قد مَضَى، فتهافَتَتْ ** بناتُ الحشا، وانهلّ مني المدامعُ

    صَبَابَةُ وَجْدٍ ذكّرَتني أحِبّةً ** وقَتلى مَضَوْا فيهِمْ نُفَيْعٌ وَرَافِعُ

    وسعدٌ فأضحوا في الجنانِ وأوحشتْ ** منازِلُهُمْ والأرْضُ منهُمْ بَلاقِعُ

    وَفَوْا يَوْمَ بَدْرٍ للرّسولِ، وفَوْقَهُمْ ** ظِلالُ المَنَايَا والسّيوفُ اللّوَامِعُ

    دعا فأجابوهُ بحقٍّ، وكلهمْ ** مُطِيعٌ لهُ في كلّ أمْرٍ وسامِعُ

    فَما بَدّلوا حتّى تَوَافَوْا جَماعَةً ** ولا يَقْطَعُ الآجَالَ إلاّ المَصَارِعُ

    لأنهمُ يرجونَ منهُ شفاعةً ** إذا لمْ يكنْ إلا النبيينَ شافعُ

    وذلكَ، يا خيرَ العبادِ، بلاؤنا ** وَمَشْهَدُنا في اللَّهِ، والمَوْتُ ناقِعُ

    لَنَا القَدَمُ الأولى إليكَ، وَخَلْفُنا ** لأوّلِنَا، في طَاعَةِ اللَّهِ تَابِعُ

    ونعلمُ أنّ الملكَ للهِ وحدهُ ** وَإنّ قَضَاءَ اللَّهِ لابد وَاقِعُ

    .قصيدة: بَانَتْ لَمِيسُ بِحَبْلٍ مِنكَ أقْطَاعِ

    بَانَتْ لَمِيسُ بِحَبْلٍ مِنكَ أقْطَاعِ ** واحتلتِ الغمرَ، نزعاً ذاتَ أشراعِ

    وأصْبَحَتْ في بني نَصْرٍ مُجَاوِرَةً ** تَرْعى الأبَاطِحَ في عِزٍّ وَإمْرَاعِ

    كأنّ عَيْنيّ، إذْ وَلّتْ حُمولُهُمُ ** في الفجرِ، فيضُ غروبٍ ذاتِ أتراعِ

    هَلاّ سألتِ، هَداكِ اللَّهُ، ما حسَبي ** أمَّ الوليدِ، وخيرُ القولِ للواعي

    هل أغفُرُ الذنبَ ذا الجُرْحِ العظيمِ، ولوْ ** مَرّتْ عَجَارِفُهُ، مِنّي بأوْجاعِ

    اللَّهُ يَعْلَمُ ما أسْعى لجُلّهِمِ ** وما يغيبُ بهِ صدري وأضلاعي

    أسعى على جلّ قومٍ كان سعيهمُ ** وَسْطَ العَشِيرَةِ سَهْواً غيرَ دَعْدَاعِ

    ولا أُصَالِحُ مَنْ عادَوا وأخْذُلُهُمْ ** ولا أغيبُ لهمْ يوماً بأقذاعِ

    وقدْ غَدَوْتُ على الحانوتِ يصْبحُني ** منْ عائقٍ مثلِ عينِ الديكِ شعشاعِ

    تَغْدُوا عَليّ، ونَدْماني لِمِرْفَقِهِ ** نَقْضي اللذاذات من لهْوٍ وأسْمَاعِ

    إذا نَشَاءُ دَعَوْنَاهُ، فَصَبّ لَنا ** مِنْ فَرْغِ مُنْتَفِجِ الحيزُومِ رَكّاعِ

    وقَدْ أرَاني أمَامَ الحيّ مُنْتَطِقاً ** بصَارِمٍ مِثْلِ لَوْنِ المِلحِ، قَطّاعِ

    تَحْفِزُ عَنّي، نجادَ السّيْفِ، سابغةٌ ** فضفاضة مِثْلِ لَوْنِ النِّهِيِ بالقَاعِ

    في فِتْيَةٍ كسيُوفِ الهندِ أوْجُهُهُمْ ** نحوَ الصريخِ، إذا ما ثوبَ الداعي

    .قصيدة: أشاقَكَ مِنْ أُمّ الوَلِيدِ رُبُوعُ

    أشاقَكَ مِنْ أُمّ الوَلِيدِ رُبُوعُ ** بلاقعُ، ما منْ أهلهنّ جميعُ

    عفاهنّ صيفيُّ الرياحِ، وواكفٌ ** من الدلوِ، رجافُ السحابِ هموعُ

    فلمْ يبقَ إلا موقدُ النارِ حولهُ ** رواكدُ، أمثالُ الحمام، وقوعُ

    فَدَعْ ذِكْرَ دَارٍ بَدّدَتْ بينَ أهْلِها ** نوى فرقتْ بين الجميعِ قطوعُ

    وقلْ: إنْ يكنْ يومٌ بأحدٍ يعدهُ ** سفيهٌ، فإنّ الحقّ سوفَ يشيعُ

    وقد ضَارَبَتْ فيه بنو الأوْسِ كلُّهُمْ ** وكانَ لَهُمْ ذِكْرٌ، هناكَ، رَفِيعُ

    وحامى بنو النجارِ فيهِ وضاربوا ** وما كان منهمْ، في اللّقاء، جَزُوعُ

    أمامَ رَسولِ اللَّهِ لا يَخْذُلُونَهُ ** لهمْ ناصرٌ من ربهمْ، وشفيعُ

    وفوا إذ كفرتمْ، يا سخينَ، بربكم ** ولا يَسْتَوي عَبْدٌ عَصَى وَمُطِيعُ

    بأيمانهمْ بيضٌ إذا حميَ الوغى ** فلا بدّ أنْ يردى بهنّ صريعُ

    كما غادرتْ في النقعِ عثمانَ ثاوياً ** وسعداً صريعاً، والوشيجَ شروعُ

    وَقد غادرَتْ تحتَ العَجاجةِ، مُسنَداً ** أبياً، وقدْ بلّ القميصَ نجيعُ

    بكفّ رسولِ اللهِ، حتى تلففتْ ** على القومِ مما قدْ يثرنَ نقوعُ

    أُولئكَ قوْمي سادَةٌ من فُرُوعِهِمْ ** ومنْ كلّ قومٍ سادةٌ وفروعُ

    بهنّ يعزُّ اللهُ حينَ يعزنا ** وإنْ كان أمْرٌ، يا سَخِينَ، فَظيعٌ

    فإنْ تذكروا قتلى، وحمزةُ فيهمُ ** قَتِيلٌ، ثَوَى لله، وهْوَ مُطِيعُ

    فإنّ جِنَانَ الخُلْدِ مَنْزِلُهُ بِهَا ** وأمرُ الذي يقضي الأمورَ سريعُ

    وقَتْلاكُمُ في النّارِ أفضَلُ رِزْقِهِمْ ** حَمِيمٌ معاً، في جوْفِها، وَضَرِيعُ

    .قصيدة: أعْرِضْ عن العَوْراء إنْ أُسْمِعتَها

    أعْرِضْ عن العَوْراء إنْ أُسْمِعتَها ** واقعدْ كأنكَ غافلٌ لا تسمعُ

    ودعِ السؤالَ عن الأمورِ وبحثها ** فَلَرُبّ حافِرِ حُفرَةٍ هُوَ يُصْرَعُ

    والزمْ مجالسةَ الكرامِ وفعلهمْ ** وإذا اتّبَعْتَ فأبْصِرَنْ مَنْ تَتَبَعُ

    لا تتبعنّ غوايةً لصبابةٍ ** إنّ الغوايةَ كلَّ شرٍّ تجمعُ

    والقومُ إنْ نزروا فزدْ في نزرهمْ ** لا تقعدنّ خلالهمْ تتسمعُ

    والشربَ لا تدمنْ، وخذْ معروفهُ ** تصبحُ صحيحَ الرأسِ لا تتصدعُ

    واكْدَحْ بنفسِكَ لا تُكلِّفْ غَيْرَها ** فبدينها تجزى، وعنها تدفعُ

    والموتُ أعدادُ النفوسِ، ولا أرى ** منهُ لذي هربٍ نجاةً تنفعُ

    .قصيدة: زبانيةٌ حولَ أبياتهمْ

    زبانيةٌ حولَ أبياتهمْ ** وَخُورٌ لدى الحرْبِ في المعمعَهْ

    .قصيدة: سائلْ بني الأشعرِ، إن جئتهم

    سائلْ بني الأشعرِ، إن جئتهم ** ما كانَ أنباءُ بني واسعِ؟

    إذْ تركوهُ، وهوَ يدعوهمُ ** بالنسبِ الأقصى، وبالجامعِ

    والليثُ يعلوهُ بأنيابهِ ** مُنْعَفِراً وَسْطَ دَمٍ نَاقِعِ

    لا يرفعِ الرحمنُ مصروعهمْ ** وَلا يُوَهِّنْ قُوّةَ الصّارِعِ

    .قصيدة: نَشَدْتُ بني النّجّارِ أفْعَالَ، والدي

    نَشَدْتُ بني النّجّارِ أفْعَالَ، والدي ** إذا لمْ يَجِدْ عانٍ لَهُ مَنْ يُوَارَعُهْ

    وارثَ عليهِ الوافدونَ، فما ترى ** على النأيِ منهمْ ذا حفاظٍ يطالعهْ

    وَسُدَّ عَلَيْهِ كُلُّ أمْرٍ يُرِيدُهُ ** وَزِيدَ وِثاقاً، فأقْفَعَلّتْ أصَابِعُهْ

    إذا ذكرَ الحيَّ المقيمَ حلولهمْ ** وأبْصرَ ما يَلْقَى استهلّتْ مَدامعُهْ

    ألسنا ننصُّ العيسَ فيهِ على الوجى ** إذا نَامَ مَوْلاهُ، وَلذّتْ مَضَاجِعُهْ

    ولا نَنْتَهي حَتّى نَفْكّ كُبولَهُ ** بأمْوَالِنا، والخيْرُ يُحمَدُ صَانِعُهْ

    وَأنشُدُكمْ، والبَغْيُ مُهْلِكُ أهلِه ** إذا ما شتاءُ المحلِ هبتْ زعازعهْ

    إذا ما وَليدُ الحيّ لمْ يُسْقَ شَرْبَةً ** وَضَنّ عَليْهِ بالصَّبُوحِ مَرَاضِعُهْ

    وراحتْ جلادُ الشول حدباً ظهورها ** إلى مَسْرَحٍ بالجَوّ جَدْبٍ مَرَاتِعُهْ

    ألسنا نكبُّ الكومَ، وسطَ رحالنا ** ونَسْتَصْلِحُ المَوْلى، إذا قلّ رَافِعُهْ

    فإنْ نابهُ أمرٌ وقتهُ نفوسنا ** وما نالنا منْ صالحٍ، فهوَ واسعهْ

    وأنشُدُكمْ، والبغيُ مُهلِكُ أهْلهِ ** إذا الكبشُ لم يوجدْ لهُ من يُقارِعُهْ

    ألسنا نوازيهِ بجمعٍ كأنهُ ** أتِيٌّ أبَدَّتْهُ بِلَيْلٍ دَوَافِعُهْ

    فَنَكْثُرُكُمْ فِيهِ، ونَصْلى بحرّهِ ** ونمشي إلى أبطالهِ، فنماصعهْ

    وأنْشُدُكمْ، والبَغْيُ مُهلِكُ أهلهِ ** إذا الخصْمُ لم يوجَدْ لهُ مَنْ يُدافعُهْ

    ألسنا نصاديهِ، ونعدلُ ميلهُ ** ولا نَنْتَهي أوْ يخلُصَ الحقُّ ناصِعُهْ

    فَلا تَكْفُرُونَا مَا فَعَلْنَا إلَيْكُمْ ** وَأثْنُوا بهِ، والكُفرُ بُورٌ بَضَائعُهْ

    كما لَوْ فَعَلْتُمْ مثلَ ذاكَ إليهِمِ ** لأثْنَوْا بِهِ، ما يأثُرُ القوْلَ سامعُهْ
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39131
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    حسان بن ثابت شاعر الرسول Empty رد: حسان بن ثابت شاعر الرسول

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة نوفمبر 21, 2014 10:33 pm

    من شعر حسان المرتجل في الوفود
    بعد أن فتحت مكة تدفقت وفود القبائل العربية على المدينة تعلن إسلامها أو تفاخر الرسول بأمجادها وتكشف عن مكانها وعزتها ، وسمي ذلك العام عام الوفود لكثرة الوفود التي قدمت فيه على الرسول وكان بين تلك الوفود وفد تميم وحينما ظهر لهم الرسول قالوا : يا محمد جئنا لنفاخرك فأذن لشاعرنا وخطيبنا قال : أذنت لخطيبكم فليقل ، فقام عطارد بن حاجب فخطب ، ولما انتهى قال الرسول لثابت بن قيس : قم فأجب الرجل فخطب ثابت ، ثم أذن لشاعرهم الزبرقان بن بدر فبدأ قصيدته بقوله :

    نحــــن الكــــرام فلا حــــي يعادلنـــا منـــا الملـــوك وفينــا يقســم الــربع

    والربع : ربع الغنيمة وكانوا إذا غزوا في الجاهلية أخذ الرئيس ربع الغنيمة وحده وذلك ما سمي المرباع ولم يكن حسان في المجلس حين حضر وفد تميم فبعث إليه الرسول فلما حضر سمع قصيدة الزبرقان ولما انتهى منها قال عليه الصلاة والسلام : قم يا حسان فأجب الرجل فقام حسان يرتجل :

    إن الـــذوائب مـــن فهـــر وإخـــوتهم قــــد بينــــوا ســــنة للنـــاس تتبـــع
    قــــوم إذا حـــاربوا ضـــروا عـــدوهم أو حـاولوا النفـع فـي أشياعهم نفعوا
    ســـجية تلـــك منهــم غــير محدثــة إن الخـــلائق فـــاعلم شــرها البــدع
    لا يــرقع النــاس مــا أوهــت أكــفهم عنــد الدفــاع ولا يوهــون مــا رقعــوا
    إن كـان فـي النـاس سـباقون بعدهم فكـــل ســبق لأدنــى ســبقهم تبــع
    ولا يضنـــون عـــن مـــولى بفضلهــم ولا يصيبهــــم فـــي مطمـــع طبـــع
    أعطــوا نبــي الهـدى والـبر طـاعتهم فمــا ونــي نصـرهم عنـه ومـا نزعـوا
    إن قال سـيروا أجـدوا السير جهدهم أو قــال : عوجـوا علينـا سـاعة ربعـوا
    مــا زال سـيرهم حـتى اسـتقاد لهـم أهــل الصليــب ومـن كـانت لـه البيـع
    خــذ منهـم مـا أتـى عفـوًا إذا غضبـوا ولا يكــن همــك الأمــر الــذي منعـوا
    فإن فـي حـربهم - فـاترك عـداوتهم- شــرًا يخــاض عليـه الصـاب والسـلع

    (الجزء رقم : 2، الصفحة رقم: 221)

    نســمو إذا الحـــرب نالتنـــا مخالبهــا إذا الزعــائف مــن أظفارهــا خشـعوا
    لا فخـر إن هــم أصـابوا مـن عـدوهم وإن أصيبـــــوا فلا خـــــور ولا جــــزع
    كــأنهم فــي الـوغى والمـوت مكـتنع أســـد ببيشــة فــي أرســاغها بــدع
    إذا نصبنـــــا لقــــوم لا نــــدب لهــــم كمـــا يـــدب إلــى الوحشــية الــذرع
    أكــرم بقــوم رســول اللــه شـيعتهم إذا تفــــــرقت الأهـــــواء والشـــــيع

    الذوائب : الأعالي ويراد منها السادة ، فهر : أصل قريش ، السجية : الطبيعة ، الطَّبَع بتشديد الطاء المفتوحة وفتح الباء : العيب والدنس ، الوني : الفتور والضعف ، ربع بالمكان : أقام فيه ، استقاد لهم أهل الصليب أعطوهم المقادة ، الصاب : شجر يعتصر فتخرج منه قطرات إذا وضعت في العين كان كالنار وقيل الصاب : عصارة الصبر ، والسلع : نوع من الشجر ، الزعانف ، السفلة من الناس ، الخور بضم الخاء : الضعفاء من الناس ، الجُزُع بضم الجيم والعين جمع جازع : ضد الصابر ، المكتنع : القريب ، بيشة : موضع تنسب إليه الآساد ، الفدع : العوج ، الذُّرُع بتشديد الذال المضمومة وضم الراء ، كل ما استتر به ، الذريعة : جمل يختل به الصيد فيترك مع الصيد حتى يألفه ثم يستتر به الصياد حتى يتمكن من فريسته .
    عرض الزبرقان بن بدر شاعر تميم مفاخرهم في أنهم الملوك الكرام القاهرون لأعدائهم المطعمون عند القحط الذين يدين لهم السادة والأشراف وينقاد لأمرهم كل مفاخر ولا يفاخرهم أحد ، وهم يفخرون على كل أحد . أما حسان فقد رد بما أملاه عليه دينه أولا وهو هداية الناس وتوجيههم إلى تقوى الله واتباع شريعته ثم رد على قول تميم بأنهم القاهرون للأعداء بتهديد ووعيد : ( قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم ) ثم قابل ذلك بأنهم النافعون للأشياع . فليست حياتهم قصرًا على الشر دأب الكثير من قبائل العرب في جاهليتهم ، وأمعن حسان في الكشف عن قوة فتك المسلمين فبين أن الناس لا يستطعيون علاج ما يوقعونه بهم فهم الذين لا يقهر حليفهم ، وهم السباقون وكل سبق تابع لسبقهم ، وهم الذين لا يدنسون حياتهم بعيب ، والعقلاء الحلماء الذين لا يركنون إلى الجهل والحمق ؛ لأن في أخلاقهم سعة وأنهم أسلموا نفوسهم وطاعتهم لرسول الله ومن ثم آتاهم الله النصر من عنده ووضح الطاعة بأنهم يجدون إذا استنهضوا ، ويقفون إذا أمروا . وما زال وضعهم كذلك حتى دان أهل الصليب والبيع .
    وكشف عن المسلمين في الحروب كشف تهديد فحروبهم شر يخاض فيها الصبر ، وهم الشجعان المتسامون بصفاتهم حين يجزع الناس من أظفار الحرب ومخالبها ، وليسوا بالفخورين حين ينالون من عدوهم ، ولا الضعفاء إذا نيل منهم وهم أسد بيشة يخافهم منازلوهم ، ولا يخاتلون في حروبهم فيدبون إلى عدوهم دبيب الصياد المخاتل الذي يتخذ دريئة يخدع بها صيده حتى يصيده ، فذلك فعل الجبان وهم ليسوا جبناء ، وحسبهم أن يكون رسول الله شيعتهم حين تفرق الأهواء القلوب .
    (الجزء رقم : 2، الصفحة رقم: 222)
    وليس بمعقول بعد هذا الفيض من المعاني والقوة التي أخذت على بني تميم كل سبيل أن يثبتوا في ميدان المفاخرة ، وقد قرأ الأقرع بن حابس في وجوه قومه الاقتناع بل الاستسلام فقال : وأبي إن هذا الرجل لمؤتى له ، لخطيبه أخطب من خطيبنا ، وشاعره أشعر من شاعرنا ، وأصواتهم أعلى من أصواتنا ولم يكد يقضي بما قضى حتى خشعت الرؤوس أمام قوة السماء وتأييدها فأعلنوا إسلامهم .
    ومن عجب أن يرسل حسان ذلك الشعر ارتجالا في موقف التحدي والمفاخرة أمام أرباب البيان وما أعد لهذا الوقف أو ليس يدل هذا على شاعرية دامغة يؤيدها روح القدس ؟

    http://www.alifta.net/Fatawa/fatawaDetails.aspx?BookID=2&View=Page&PageNo=14&PageID=313&languagename=
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39131
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    حسان بن ثابت شاعر الرسول Empty رد: حسان بن ثابت شاعر الرسول

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة نوفمبر 21, 2014 10:34 pm

    الإشادة بخصال الصحابة

    التعريف بالشاعر :
    هو أبو الوليد حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي ، عاش في الجاهلية ستين سنة ، وفي الإسلام ستين أخرى ، ويكنى أبا الحسام لدفاعه عن رسول الله - - وكانت نهاية رحلة حياته في عهد معاوية سنة 54 هـ .
    التمهيد :
    في العام التاسع الهجري أتت الوفود ؛ لتعلن إسلامها وقد أتى وفد بني تميم ووقف شاعرهم (الزبرقان) يلقي أبياتاً يفتخر فيها بأمجاد وبطولات قبيلته قائلاً :
    نَحْنُ الْكِرَاْمُ فَلا حَيَّ يُعَادِلُنَا مِنَّا الْمُلُوْكُ وَفِيْنَا تُنْصَبُ البِيَعُ
    ولما انتهى سمح الرسول - - لحسان بالرد عليه بقصيدة منها هذه الأبيات .
    الأبيات :
    1 - إِنَّ الذَوائِبَ مِن فِهـرٍ وَإِخوَتَهُم قَد بَيَّنوا ســــنَناً لِلناسِ تُتَّبَعُ
    2 - يَرضى بِها كُلُّ مَن كانَت سَريرَتُهُ تَقوى الإِلَهِ وَبِالأَمرِ الَّذي شَرَعوا
    اللغويات :
    الذَّوائب : م [ذؤابة] ، وهي أعلى الشيء ، والمراد : أعالي القوم وعظماؤهم

    - فِهْرٍ : إحدى قبائل قريش

    - وأخوتهم : أي الأنصار

    - بيَّنوا : وضّحوا × أغمضوا

    - سنناً : م سنة ، وهي الطريقة و المنهج

    - يرضى : يقبل × يرفض

    - سريرتُهُ : نِيته ، طَويته ، وهي كل ما يكتم في القلب ج سرائر

    - شرعوا : بيَّنوا ووضحوا .
    الشرح :
    س1 : بمن يفتخر الشاعر في هذه الأبيات ؟ ولماذا ؟
    جـ : يفتخر الشاعر في هذه الأبيات بالمهاجرين والأنصار .
    - فهم الذين أرشدوا الناس إلى الحق ممثلاً في الإسلام و شريعته التي توافق فطرة الإنسان السليمة السوية ، و النفس النقية التي تخشى الله وتلتزم بأوامره .
    التذوق :

    (الذوائب) : استعارة تصريحية ، شبه الشاعر المهاجرين و الأنصار بالذوائب {أعلى الشيء} ؛ ليوحي بعلو مكانة المسلمين وسمو منزلتهم .
    (إنَّ الذَّوائب .. قد بيَّنوا) : أسلوب توكيد بـ (إن) و (قد) .
    (إِخوَتَهُم) : توحي بقوة العلاقة بين المهاجرين والأنصار.
    (سنن) : نكرة للتعظيم ، وجمعاً للكثرة .
    (تتبعُ) : بُنِيَ الفعل للمجهول ؛ لإفادة العموم فالكل يتّبع تلك السنن .
    (يرضى بها كل من كانت سريرتُهُ تقْوى الإله) : كناية عن صفة ، وهي أن الإسلام دين الفطرة السليمة .
    الأبيات :
    3 - قَومٌ إِذا حــارَبوا ضَروا عَدُوَّهُمُ أَو حاوَلوا النَفعَ في أَشياعِهِم نَفَعوا
    4 - سَــجِيَّةٌ تِلكَ فِيهُم غَيرُ مُحـدَثَةٍ إِنَّ الخَلائِقَ - فاعلم - شَـرُّها البِدَعُ
    5 - إِن كانَ في الناسِ سَبّاقونَ بَعدَهُمُ فَكُلُّ سَبــــقٍ لِأَدنى سَبقِهِم تَبَعُ
    6 - أَعِفَّةٌ ذُكِرَت في الوَحــيِ عِفَّتُهُم لا يَطمَعونَ وَلا يُزْري بهــم طَمَعُ
    7 - لا يَفْخَرُونَ إِذَا نَاْلُوا عَــدُوَّهُـمُ وإِنْ أُصِيْبُوا فَلا خــورٌ ولا جُزُعُ
    اللغويات :
    أشياعهم : أتباعهم وأنصارهم م شِيعة

    - سجيةُ : طَبْع ، طبيعة ج سجايا

    - محْدثةٍ : جديدة × قديمة

    - الخلائق : الطبائع م خليقة

    - شرها : أسوأها × خيرها

    - البدعُ : الأمور المستحدثة م بِدْعَة

    - سبَّاقون : لهم الريادة

    - لأدنى : لأقل و المؤنث دنيا

    - أعفةٌ : م عفيف و هو النزيه الطاهر الشريف

    - لا يطمعون : لا يحرصون

    - يُزْري: يُنْقص

    - طمع : شهوة ورغبة × قناعة وزهد

    - إذا نالوا عدوهم : أي هزموه

    - خور : جبناء ضعفاء م خوَّار

    - جُزُعُ : م جَزوع ، وهو الشديد الفزع عند الشدائد × صبور .

    الشرح :
    س1 : بمن يفخر الشاعر في هذه الأبيات ؟ وما الصفات التي أثبتها لهم ؟
    جـ 1: يفخر الشاعر في هذه الأبيات بالمهاجرين و الأنصار الذين أرشدوا الناس إلى الخير .
    - الصفات التي أثبتها لهم :
    1 – الشدة على الكفار في حربهم ، والرحمة واللين فيما بينهم ، فإن حاربوا عدواً قهروه ، وإن ساعدوا صديقاً نصروه (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح : من الآية29] .
    2 – الطباع الجميلة والأخلاق الكريمة ، والتسابق في فعل الخير .
    3 – العفة و الشرف ، ولقد أشاد بهم القرآن (يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ) [البقرة : من الآية273]
    4 – التواضع عند الانتصار فلا مفاخرة بنصر ، ولا ضعف عند الهزيمة ؛ لأنهم يعلمون أن نصر الله آتٍ لا محالة (أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) [البقرة : من الآية214] .

    س2 : الشاعر متأثر بمعاني القرآن الكريم في قصيدته . وضح ذلك مع التدليل .
    جـ2 : بالفعل الشاعر متأثر بمعاني القرآن الكريم في قصيدته حيث نجده في البيت الثالث متأثر بقول الخالق في وصف المؤمنين : (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح : من الآية29].
    - و البيت السادس مأخوذ من معنى قوله تعالى في حديثه عن حال فقراء المهاجرين : (يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ) [البقرة: من الآية273] .
    - و البيت السابع مأخوذ من معنى قوله تعالى في حديثه عن ثبات المؤمنين في الشدائد : (فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) [آل عمران : من الآية146] .

    س 3: تأثّر الشاعر في البيت الرابع بالحديث النبوي الشريف . وضح .
    جـ3 : بالفعل ففكرة البيت الرابع مستمدة من حديث لرسول - - يقول فيه :
    {.. شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، كل ضلالة في النار}.
    التذوق :
    (قومٌ) : نكرة للتعظيم ، وهي إيجاز بحذف المبتدأ أصلها (هم قوم) .
    (إذا حاربوا ضرَّوا عدوهم) : استخدام (إذ) هنا يفيد : التحقق و اليقين ؛ فانتصارهم مؤكد ولا شك فيه .
    (ضرَّوا عدوهم) : كناية عن قوة المسلمين و الثقة في اانتصارهم على الأعداء .
    (حاولوا النَّفع في أشياعهم نفعو) : كناية عن رحمة المسلمين وإحسانهم ، وحذف المفعول به للفعل (نفعوا) يفيد العموم و الشمول وهو (إيجاز بالحذف).

    س1 : ما العلاقة بين شطري البيت الثالث ؟
    جـ1 : العلاقة : مقابلة تبرز المعنى وتوضحه.

    س2 : ما رأيك في قول الشاعر : (حاولوا النفع) ؟
    جـ 2: رأيي أن الشاعر لم يحالفه التوفيق في هذا التعبير ؛ لأن محاولة الخير تدل على صعوبة تحقيقه وتُنْقِص من قدرهم على الرغم من أنهم أهل الخير و الجود .
    (سجية ُ) : نكرة للتعظيم ، ووصفها بـ (غير محدثة) يدل على أصالة تلك الطباع .
    (سجية ُ تلك) : أسلوب قصر بتقديم الخبر (سجية) على المبتدأ (تلك) .
    (إنَّ الخلائق - فاعلم - شرها البدعُ) : أسلوب مؤكد بمؤكدين (إن + جملة فاعلم الاعتراضية) .
    (فاعلم) : أسلوب إنشائي / أمر للتنبيه و النصح .
    (غير محدثة - البدعُ) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه.
    (إِن كانَ) : أسلوب خبري للشك والقلة في أن يكون هناك سباقون للخير بعد الرسول وصحبه.
    (فكل سبْقٍ ... تَبَعُ) : كناية عن تفوقهم وتفرُّدهم في أعمال الخير .
    (سبْقٍ - تَبَعُ) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه.
    (أَعِفَّةٌ) : نكرة للتعظيم وجمع للكثرة وهى خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم.
    (ذكرت في الوَحْي عِفَّتهم) : كناية عن تقدير الله لهم ورضائه عنهم .
    (لا يَطمعون) : كناية عن القناعة .
    (لايُزْري بهم طمعُ) : جملة أخرى مؤكدة لقناعتهم الشديدة .
    كلمة (طمع) نكرة للتقليل فهم لا يطمعون في أقل القليل .
    (أعفةٌ - طمعُ) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه.
    (لا يفخرون إذا نالوا عدوهم) : كناية عن صفة التواضع التي تظهر عند الانتصار ، وهي تدل على أثر الدين العظيم في سلوكياتهم .
    (وإن أصيبوا فلا خور ولا جُزُعُ) : كناية عن صفة الصبر وقوة التحمل عند الهزيمة .
    (تكرار النفي بلا) : يؤكد ثبات المسلمين وجلدهم وصبرهم وقوة تحملهم وعدم يأسهم .
    (نالوا - أصيبو) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه .

    س3 : علامَ يدل استخدام الشاعر لأداتي الشرط (إذا - إنْ) في موضعهما ؟
    جـ3 : إذا تدل على التأكيد من انتصارهم ، إنْ تدل على الشك في هزيمتهم .

    الأبيات :
    8 - خُذ مِنهُمُ ما أَتوا عَفواً إِذا غَـضِبوا وَلا يَكُن هَمَّكَ الأَمـرُ الَّذي مَنَعُوا
    9 - أَعــطَوا نَبِيَّ الهُدى وَالبِرِّ طاعتَهُم فَما وَنى نَصرُهُم عَنهُ وَما نَزَعوا
    10 - إِن قالَ سيروا أَجَدّوا السَيرَ جَهدَهُمُ أَو قالَ عُوْجُوا عَلَينا ساعَةً رَبَعوا
    11 - أَكرِم بِقَومٍ رَسولُ اللَهِ قائِدُهُـــم إِذا تَفَرَّقَتِ الأَهـواءُ وَ الشِيَــعُ
    12 - فإنهم أفضل الأحياء كلِّهـمُ إن جدَّ في النَّاس جدُّ القول أو شَمـعوا
    اللغويات :
    أتوا : أي عملوا

    - عفواً : صفحاً وتسامحاً × انتقاماً

    - همُّك : مطلبك

    - منعوا : صانوا وحموا

    - الهدى : الرشاد

    - البر : الخير

    - ونى : ضعف × قوي

    - نصرهم : مناصرتهم له وتأييدهم

    - نزعوا : تخلفوا وامتنعوا

    - أجدوا السير : أسرعوا فيه

    - عوجوا علينا: مرُّوا علينا

    - ربعوا : أقاموا × رحلوا

    - تفرقت : تعددت ، تشتت

    - الأهواء : الميول م الهوى

    - الشّيعُ : الأتباعُ والأنْصار م شِيْعَة

    - الأحياء : الناس

    - جدُّ : التزام × هَزْل

    - شَمعوا : مزحوا وضحكوا .
    الشرح :
    العفو عند المقدرة من شيمهم حتى عند غضبهم (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) [الشورى: من الآية37] ، ولكن لا تنال من عزتهم وكرامتهم فهي غالية عندهم ، عاهدوا نبي الله - - على الطاعة والإخلاص له بكل ما أوتوا من قوة ، فإن أمرهم بالجهاد نصروه وإن أمرهم بالبقاء والانتظار أطاعوه ، وما هذه الأخلاق الرائعة إلا لأنهم أتباع الرسول - - قائدهم ومرشدهم للخير العميم ، لذلك هم أفضل الناس في كل الأحوال .
    التذوق :
    (خذْ منهم) : أسلوب إنشائي / أمر غرضه : النصح والإرشاد .
    (عفو) : نكرة لتعظيم من قيمة هذا العفو .
    (عفواً - غضبوا) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه.
    (ولا يكن همُّك الأمر الذي منعوا) : أسلوب إنشائي / نهي غرضه : التحذير .
    (أعطوا نبي الهدى والبر طاعتهم) : استعارة مكنية ، حيث شبه الطاعة بشيء مادي غالٍ يُهدى إلى الرسول - - ، وهي صورة تدل على حب وتقدير الصحابة للرسول .
    (نبي الهدى) : إضافة الهدى إلى " نبي " تدل على أن رسالته للخير والهداية .
    (نبي الهدى والبر) : العطف هنا أفاد : أن أفعال الرسول كلها لمصلحة البشر .
    (البيت العاشر) : كله كناية عن الطاعة التامة للرسول - - في كل أمورهم .
    (أكْرم بقوم رسول الله قائدهم) : أسلوب إنشائي / تعجب ، غرضه : التعظيم والمدح ، واستخدام الباء في (بقوم) حرف جر زائد للتوكيد .
    (فإنهم أفضل الأحياء كلِّهمُ) : أسلوب مؤكد بمؤكدين (إن + كلهم) .
    (جدُّ - شَمعو) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه .

    س1 : ما علاقة البيت الأخير بما قبله من الأبيات ؟
    جـ1 : العلاقة : نتيجة أي نتيجة لكل تلك الصفات الرائعة التي تحلُّوا بها فإنهم أفضل الناس .
    التعليق :
    س1: لماذا لُقِب حسان بن ثابت بشاعر الرسول ؟
    جـ : لُقِب حسان بن ثابت بشاعر الرسول ؛ لأنه نصَّب (وضع) نفسه لدفاع عن الدين الإسلامي ، والرد على أنصار الجاهلية .

    س2 : للقصيدة أهمية خاصة . وضِّح .
    جـ : وذلك لأنها تؤرِّخ لعام مهم في تاريخ الدعوة الإسلامية هو عام الوفود .
    - كما أن القصيدة تبين نفسية العرب الذين يحبون التفاخر ، فأتوا بشعرائهم معهم ؛ ليتباهوا بأنسابهم وهم يحاولون التعرف على الدين الجديد .

    س3 : ما الغرض الشعري الذي تمثله هذه الأبيات ؟
    جـ : الغرض الشعري هو : مدح الرسول - - و الصحابة ، و الفخر بصفات المهاجرين والأنصار الرائعة ، والإشادة بالدين الجديد ، وبذلك تطور المدح بعد أن كان قبل ذلك لكسب النعم والعطايا وكان يشوبه شيء من النفاق .

    س4 : القصيدة تدل على نمط (شكل) لشعر يدل على براعة وموهبة صاحبه . وضِّح .
    جـ : بالفعل فالقصيدة تمثل نمطاً لشعر الارتجال الذي يرتجل فيه الشاعر قصيدته من وحي الموقف دون إعداد مسبق ، وهذا النوع يحتاج إلى موهبة فذة متفجرة وبراعة قوية .

    س5 : بِمَ يمتاز أسلوب " حسان بن ثابت " ؟
    جـ : يمتاز أسلوب " حسان بن ثابت " بالوضوح وترتيب الأفكار ، ودقة التصوير عذوبة اللفظ ، وفخامة المعنى وسهولة العرض .

    س6 : ما الجديد الذي أتى به " حسان بن ثابت " في هذه القصيدة ؟
    جـ : الجديد الذي أتى به " حسان بن ثابت " في هذه القصيدة هو :
    1 - الوحدة الموضوعية التي لم تكن متحققة في كثير من شعر الجاهليين .
    2 - التحرر من المطالع الغزلية و البدايات التقليدية للقصيدة في العصر الجاهلي .
    3 - تطور أساليب وألفاظ ومعاني " حسان بن ثابت " فقد كانت في الجاهلية خشنة غليظة غريبة ، وبعد الإسلام وتأثره به جاءت ألفاظه سهلة وخياله قريب .
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39131
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    حسان بن ثابت شاعر الرسول Empty رد: حسان بن ثابت شاعر الرسول

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد نوفمبر 23, 2014 7:37 am



    https://www.youtube.com/watch?v=sMD3qbqBThM

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 12, 2024 9:40 pm