ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    فن تربية الأولاد عند المسلمين الأوائل (موضوع مهم جدا)

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فن تربية الأولاد عند المسلمين الأوائل (موضوع مهم جدا) Empty فن تربية الأولاد عند المسلمين الأوائل (موضوع مهم جدا)

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين فبراير 22, 2010 8:08 am

    يأخذ البعض على المكتبة العربية الحديثة والمعاصرة قلة أعداد الكتب التي تُعنى بالتربية كعلم متخصص له سماته الخاصة وتلبي حاجة المربي وولي الأمر وتواجه النظريات التربوية الحديثة في الغرب والتي حمل معظمها معاول الهدم -عن قصد وسوء نية- لتهدم القيم والمثل التي جاء بها الإسلام وبنى حضارة زاهرة صمدت قرونا عديدة.

    وقد ساهمت الحركات المشبوهة في طرح أفكار تربوية تصل بالشباب إلى مهاوي الردى لتسهل السيطرة على الأمة واستنزاف طاقاتها وقدراتها وخيراتها وتسخيرها لخدمة أغراضهم، إلا أنه في الآونة الأخيرة ظهرت كتب عربية تصدت لهذه الموجة الهدامة واستعانت بتلك الكنوز التي يزخر بها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة كأتم نظريات تربوية تلبي حاجات الإنسان الجسمية، والعقلية، والنفسية، والاجتماعية، والانفعالية.

    والواقع أنه لا أحد يستطيع أن ينكر أن التربية الإسلامية هي الأساس المتين الذي قامت عليه حضارة المسلمين والتي استمرت في تفوقها ثمانية قرون لا منافس لها، فقد قدس الإسلام العلم والعلماء وسما بالعلم إلى درجة العبادة وعني بالتربية الروحية والدينية والخلقية.

    أصالة التربية الإسلامية

    وما التربية الغربية الحديثة التي نادى بها الغرب في أوائل هذا القرن إلا بعض مما نفذته التربية الإسلامية وطبقته بكل مثالياتها كالتربية الاستقلالية، والاعتماد على النفس في التعلم، ونظام التعلم الفردي، ومراعاة الفروق الفردية، وملاحظة الميول والاستعدادات الفطرية، وتشجيع الرحلات العلمية وغيرها.

    وقد أدرك المسلمون الأوائل أن التربية هي أداة الحضارة ووسيلتها في تخليد ذاتها وضمان انسيابها وتناقلها عبر الأجيال، ويكون فعل التربية في الحضارة هو رسم هذا الفعل وتحديد مداه والتأثير في سلوك الفرد الإنساني حتى ينسجم مع الأنماط الاجتماعية السائدة، وهذا ما أدركه أيضا الصينيون القدماء والإسبرطيون والأثينيون في أهمية التربية في تحديد سلوك حضارتهم.

    التربية في الإسلام

    بنظرة سريعة للتربية في صدر الإسلام نجد أن تربية الطفل كانت تبدأ في الوسط العائلي بالممارسة وأهم ما تسعى إليه الأسرة هو تعليم الطفل أن "لا إله إلا الله، محمد رسول الله" ثم تعليمه الصلاة في سن السابعة، وبعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) بوقت قصير ظهرت المدارس بمفهومها الحالي، وتزايدت مع انتشار الإسلام، وكانت البداية إما المسجد نفسه أو مكانا مجاورا له، وكان القرآن هو الكتاب التربوي الأساسي عند المسلمين في كل الأزمان.

    وقد كان للمساجد فيما بعد دورها المهم في الحفاظ على التراث الإسلامي وكانت بمنزلة الجامعات في الوقت الحاضر كما اقتبست جامعات أوروبا الحديثة والعريقة (أكسفورد، كمبردج، السوربون) بعض أنظمتها وطرق التدريس فيها من الجامع الأزهر وجامع الزيتونة في تونس.

    في عهد الأمويين والعباسيين

    وفي عصر الدولتين الأموية والعباسية حين بدأ التمايز الطبقي (الاقتصادي، الاجتماعي) يظهر في المجتمع الإسلامي اختلفت أغراض التربية وأهدافها باختلاف الطبقة الاجتماعية، وقد تميزت في ذلك العصر ثلاث طبقات اجتماعية:

    1- الطبقة الوسطى وسواد الشعب: يقوم بتعليمهم معلمو الكتاتيب، وأساس التربية عندهم القرآن الكريم وبعض العلوم الدنيوية كالشعر والحساب والأحكام الشرعية.

    2- طبقة الأمراء والوزراء والأغنياء: يقوم بتعليم أبنائهم المؤدبون، ومنهج التربية عندهم القرآن الكريم، الآداب، الحكمة، التفسير، علم الكلام، الشعر، المنطق، الفلسفة.

    3- أبناء الخلفاء: وهؤلاء يعدون إعدادا خاصا يتناسب وأهمية وعظم المكانة التي سيحتلونها ويقوم على تربيتهم كبار المؤدبين.

    ولعل في الوصية التي بعث بها الخليفة هارون الرشيد إلى الكسائي مؤدب ابنه ما يلقي الضوء على طبيعة المنهج الذي يسعى الخلفاء إلى تربية أولادهم عليه:

    "أقرئه القرآن، وعرفه الآثار، وروه الأشعار، وعلمه السنن، وبصره بمواقع الكلام وبدئه، وامنعه من الضحك إلا في أوقاته، وخذه بتعظيم مشايخ بني هاشم إذا دخلوا عليه، ورفع مجالس القواد إذا حضروا مجلسه، ولا تمرن بك ساعة إلا وأنت مغتنم منها فائدة تفيده إياها من غير أن تخرق به فتميت ذهنه، ولا تمعن في مسامحته فيستحلي الفراغ ويألفه، وقومه ما استطعت بالقرب والملاينة، فإن أباهما فعليك بالشدة والغلظة".

    إنه منهج متكامل للتربية الارستقراطية في أوج الحضارة الإسلامية يؤكد على العلوم الدينية بالدرجة الأولى، ثم التاريخ، الأدب، الأحكام الشرعية واللغة، احترام الرابطة العائلية، احترام رصيده العسكري من القادة، كما يؤكد على أهمية الزمن وعدم إضاعته، وعدم الكبت والتشدد مع الأبناء، وأخيرا مبدأ الثواب والعقاب.

    إذن فالحقبة الممتدة بين الهجرة النبوية وتدوين الحديث في القرن الثالث الهجري تميزت -تربويا- بالوضوح والاستقرار والبعد عن التنظير، وظلت كذلك حتى بدء المرحلة الثانية من مراحل تطور الفكر التربوي الإسلامي نتيجة للفتوحات شرقا وغربا واتساع العمران وارتفاع شأن الحضارة؛ مما أدى إلى تنظيم أمر التربية التي خرجت من نطاق البيت والمسجد إلى مجال المدرسة حيث يقوم على أمر التربية معلمون احترفوا هذه الحرفة واختصوا بهذه الصناعة، ونشأت بذلك ثلاثة أنواع من المؤسسات التربوية: الكتاب، المسجد، المدرسة، يقوم بالتعليم فيها معلمون على درجات متباينة، منهم كبار المؤدبين لأبناء الخلفاء والأمراء، ثم المؤدبون في المساجد الكبيرة، ثم معلمو الكتاتيب.

    في العصور الوسطى

    ولما كان العلماء في العصور الوسطى يحرصون على الإلمام بجميع فروع المعرفة -في ذلك الوقت- ليتميزوا عن غيرهم وهو ما يعرف ب-:" العالم الشامل" أو ما يسمى اليوم العالم الموسوعة؛ فقد كانت التربية آخر العلوم التي كتبوا فيها، ولعل ذلك يرجع إلى المكانة الاجتماعية المتدنية التي كان يحتلها معلمو الكتاتيب في ذلك الزمان.

    فالشيخ الرئيس -ابن سينا- الذي اشتهر أمره في الطب كان يضرب في كل فروع المعرفة؛ فهو الحكيم النطاسي، العالم النفسي، اللغوي الناجح والمربي الكبير، بل لم تخلُ مؤلفاته من الخوض في الموسيقى وفنونها.

    أعلام التربية

    عند المسلمين الأوائل بدأ الاهتمام بالتربية الإسلامية كعلم له خصوصياته منذ فترة مبكرة في عهد الدولة الإسلامية، واحتلت نظريات التربية جانبا مهمًّا من كتب ومصنفات كبار العلماء المسلمين، بالإضافة إلى اهتماماتهم ببقية فروع المعرفة من علوم دينية وتاريخ وفلك وكيمياء ورياضيات وغيرها.

    ومن هؤلاء الأعلام:

    1- أسد بن الفرات بن سنان (ت 213 ه-) هو الأمير القاضي السمح تلميذ مالك بن أنس.

    2- ابن مسكويه (ت 241ه-/ 855م) الشيخ أبو علي أحمد بن محمد.

    3- ابن سحنون (ت 256ه-/ 869م) محمد بن سحنون بن سعيد التنوخي.

    4- القابسي (ت 324ه-/ 935م) أبو الحسن علي بن محمد المعافري وهو تلميذ ابن سحنون.

    5- ابن جماعة (ت 373ه-/ 983م) عاش معظم عمره في الأندلس.

    6- ابن سينا (ت 370ه-/ 980م) الشيخ الرئيس أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا.

    7- الغزالي (ت 505ه-/ 1111م) الإمام أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الفيلسوف المتصوف.

    8- ابن خلدون (ت 809ه-/ 1406م) الوزير، السفير، القاضي عبد الرحمن بن خلدون صاحب المقدمة الشهيرة ومؤسس علم الاجتماع الحديث.

    محمد بن سحنون

    صاحب كتاب "آداب المعلمين" هو محمد بن عبد السلام بن سعيد بن حبيب التنوخي، لقب بسحنون لشدة ذكائه، ولد ابن سحنون سنة 203هـ- بمدينة القيروان التونسية، كان أبوه سحنون تلميذا لأسد بن الفرات، تفقه محمد على يدي أبيه وحفظ القرآن الكريم وكعادة علماء عصره كان ابن سحنون كثير الوضع للكتب غزير التأليف، ألف في جميع فنون العلوم كتبا تنتهي إلى المائتي كتاب، ولعل أشهرها مخطوطاته "آداب المعلمين"والتي قام بتحقيقها أكثر من باحث منهم الدكتور محمد عبد المولى في كتابه آداب المعلمين، تونس 1969.

    وهذه أهم آراء ابن سحنون في تربية المتعلمين:

    - الأولوية لتعليم القرآن الكريم وحث المعلمين على العمل بما جاء فيه.

    - العدل بين الصبيان وعدم التمييز بينهم (الفقير والغني) وهذا ما فطنت إليه النظريات التربوية الحديثة.

    - جواز تأديب الصبية إذا ما خالفوا وفق شروط محددة (مبدأ الثواب والعقاب).

    - لا يشغل المعلم وقته بغير تعليم الصبية الوقت المحدد للتعليم ولا يعمل عملا آخر.

    - لا يجوز الجمع بين الذكور والإناث في التعليم في مكان واحد.

    القابسي( ت 324هـ- / 935م)

    صاحب الرسالة المفصلة لأحوال المتعلمين والمعلمين، ولد في القيروان بتونس، وأخذ الكثير عن ابن سحنون وترك الكثير من المؤلفات والمخطوطات أشهرها الرسالة المفصلة لأحوال المتعلمين، ومما نادى به القابسي في الميدان التربوي:

    - الغرض من تعليم الصبيان هو معرفة الدين علما وعملا، وتعليم الدين لا يتيسر إلا بمعرفة المبادئ التي تكتسب بالتعليم كالقرآن والكتابة، ومن هنا اتصل التعليم عند القابسي بالدين اتصال الوسيلة بالغرض.

    - نادى بإلزامية التعليم أخذا بالحديث النبوي "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" (رواه البخاري) وساعده في ذلك تطوع الأمراء والأغنياء في زمانه بالإنفاق على الكتاتيب وإجراء الأموال عليها لتستمر في الحياة.

    - وجوب التعليم للجميع (أولاد وبنات)؛ لأن المؤمنين والمؤمنات مكلفون جميعا بنص القرآن.

    - عدم الجمع بين البنين والبنات في فصل واحد "من صلاحهم ومن حسن النظر لهم لا يخلط بين الذكور والإناث"، وهو بذلك متأثر بأستاذه سحنون الذي قال أكره للمعلم أن يعلم الجواري ويخلطهن مع الغلمان لأن ذلك فساد لهن".

    - التعطيل يوم الجمعة والأعياد: إن إجازة الأولاد يوم الجمعة أمر مستحب؛ لأن ذلك سنة المعلمين منذ كانوا، أما بطالة الأولاد يوم الخميس فهذا بعيد، وكذلك بطالة الأعياد على العرف المشتهر المتواطأ عليه ثلاثة أيام في الفطر وخمسة أيام في الأضحى.

    - عقاب التلميذ: يرى القابسي أن الضرب إنما يكون من المعلم الجافي الجاهل وهو ينهى عن الضرب والمعلم غضبان، والضرب على التعليم إنما هو عن كثرة الخطأ من الصبيان.

    وهكذا نرى أن القابسي حصر الغرض من التعليم في معرفة الدين علما وعملا دون النظر إلى النواحي المعيشة، وهذا ما يتعذر قبوله في الوقت الحاضر، حيث هذا الكم الهائل من المعرفة التي تتضاعف كل فترة وهذه الأدوات والآلات التي تشاركنا حياتنا ومعاشنا، بل تشاركنا أجسادنا أحيانا، مما يتوجب معه الإلمام بكل الوسائل والتقنيات التي نحيا بفضلها، كما أصبح ينظر للتربية على أنها عملية استثمارية ذات مردود فمع ارتفاع تكاليف التعليم ينظر أولو الأمر إلى استرداد هذه الأموال من عائدات ونتائج هذا التعليم.

    "ابن سينا" (ت 370هـ-/ 980م)

    ولد أبوعلي الحسين عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا في إحدى مدن خراسان حيث كان والده عاملا على بعض جهاتها، وكان يعقد في بيتهم ندوات لصفوة العلماء المفكرين؛ فكان يستمع إليهم وهم يتذاكرون ويتنافسون ويتنقلون من الدين إلى الفلسفة، ومن الفلسفة إلى الحكمة، ومن الحكمة إلى المنطق، وكان أبوه من الإسماعيلية له تعلق بالفلسفة.

    درس الطب في سن مبكرة ونبغ فيه ولا يطلب عليه أجرا، كما تفوق في الفلسفة والمنطق والهندسة والجغرافيا، تنقل ابن سينا من بخارى إلى خوارزم إلى الري ثم إلى همذان ومنها إلى أصفهان، وتولى عدة مناصب مهمة كوزير لشمس الدولة صاحب همذان وعمل مستشارا للأمير جعفر أمير أصفهان ونديما له.

    ألّف ابن سينا مائتين وستة وسبعين كتابا أشهرها على الإطلاق كتاب "القانون" في الطب، وكتاب "الشفاء" في المنطق والطبيعيات والفلسفة، وتراجم آراء أرسطو وأفلاطون، وكتاب السياسة في التربية.

    اتصل ابن سينا بكثير من علماء عصره ابن نسكويه "البيروني"، وأبو الفرج الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني. وقيل إن الحكماء أربعة: اثنان قبل الإسلام وهما أفلاطون وأرسطو، واثنان في الإسلام أبو نصر الفارابي وأبو علي بن سينا.

    آراؤه في التربية

    - أن يكون التعليم جميعا في المدارس لا فرديا: لأن انفراد الصبي الواحد بالمؤدب أجلب لضجرهما، ولأن الصبي عن الصبي ألقن وهو منه آخذ وبه آنس، ولأن التعليم الجمعي من أسباب المباراة والمساجلة والمحاكاة.

    - تبدأ تربية الصبي منذ نعومة أظفاره: إذا فطم من الرضاع بدئ بتأديبه ورياضة أخلاقه، قبل أن تهجم عليه الأخلاق اللئيمة.

    - أول ما يتعلم الصبي، إذا اشتدت مفاصله واستوى لسانه وتهيأ للتلقين: القرآن الكريم لما فيه من صور الحروف، معالم الدين، القصص الخلقية والأحكام.

    - مسايرة ميول الصبي وتوجيهه إلى الصناعة والمهنة التي تتفق مع ميوله، "ينبغي لمدبر الصبي إذا رام اختيار الصناعة أن يزن أولا طبع الصبي ويسبر قريحته ويختبر ذكاءه فيختار له الصناعات بحسب ذلك". وهذا ما يعمل في الدول المتقدمة في الوقت الحاضر حيث تجرى للأولاد اختبارات الذكاء واختبارات الميول والقدرات وحسب احتياجات الدولة من مهنيين وفنيين وفق خطط مرسومة مدروسة.

    - مبدأ الثواب والعقاب: ويكون ذلك بالترغيب والترهيب، والإيناس والإيحاش، والحمد مرة والتوبيخ مرة أخرى، والضرب بعد الترهيب.

    صفات المعلم عند ابن سينا

    ينبغي أن يكون مؤدب الصبي عاقلا ذا دين، بصيرا برياضة الأخلاق، صادقا بتخريج الصبيان، وقورا رزينا بعيدا عن الخفة والسخف، لبيبا قليل التبذل والاسترسال بحضرة الصبي، ذا مروءة ونظافة ونزاهة، فالمؤدب قدوة يقتدى به.

    هذا ما رآه الشيخ الرئيس ابن سينا أحد أئمة الفكر والتربية في الإسلام وعلم من أعلام المجتمع الإسلامي في القرن الرابع الهجري.

    التربية عند ابن خلدون

    ولد عبد الرحمن بن خلدون في تونس في غرة رمضان سنة 732هـ الموافق 27 مايو 1322م وتوفي سنة 1406م عن 74 سنة، نشأ بين أسرة عريقة في الشرف والرياسة والعلم والسياسة، أجاد أصول الفقه على مذهب مالك وتعمق في الفلسفة والمنطق، ونبغ في كل ما تعلمه وهو لم يبلغ العشرين، حتى أقر له أساتذته بالعبقرية.

    تولى عدة مناصب سياسية في تونس ثم رحل إلى تلمسان ومنها إلى المغرب والأندلس عند بني الأحمر ملوك غرناطة، وضع مقدمته الشهيرة أثناء إقامته في المغرب وله مؤلفات أخرى كثيرة، قام بالتدريس في الأزهر أثناء إقامته في مصر وكان قاضيا للمالكيين في مصر.

    وصفه معاصره الأديب الوزير لسان الدين بن الخطيب فيقول: كان ابن خلدون رجلا فاضلا، حسن الخلق، جم الفضائل، ظاهر الحياء، عزوفا عن الضيم، صعب المقادة، سديد البحث، كثير التحفظ وبارع الخط.

    - التربية عنده تستهدف غرضين: غرض ديني ويقصد به العمل للآخرة حتى يلقى العبد ربه، وغرض دنيوي والهدف منه نفعي من الدنيا.

    - العلوم عنده قسمان: علوم دنيوية تتخذ آلة للمهارة في العلوم السابقة كالمنطق والحساب، بالإضافة إلى العلوم العقلية كالطب والكيمياء والفلك.

    - ينبغي أن يراعى في التدريس التدرج والتكرار والإجمال في البدء ثم التفصيل.

    - الانتفاع بوسائل الإيضاح والرحلات في تبسيط الدروس.

    - تجنب المختصرات في التعليم لأن في ذلك إفسادا وإخلالا وتضييعا للمتعلم وهي ترهق العقل وتشوش نظامه، كما أن هذه الطريقة تنفر المتعلمين من البحث والتنقيب وتبعدهم عن الرغبة في القراءة والاطلاع.

    - عدم الخلط بين علمين في وقت واحد.

    - ضرورة الاتصال بمجالس العلم.

    - استعمال الشفقة في معاملة الأطفال أثناء تهذيبهم.

    - تقوية الصلة بين الأساتذة والتلاميذ: كصلة الآباء بأبنائهم ولا يكون ذلك إلا إذا أحب تلاميذه ودرس غرائزهم وميولهم.

    - أن يكون المربي قدوة حسنة: لا يستحق لقب "معلم" إلا الرجل الكامل الذي يترفع عن الدنايا ويربأ بنفسه عن فعل القبيح لأن عليه النهوض برجال الغد.

    - تدريس العلوم باللغة الأصلية: وقد كثرت مراكز الترجمة في عهد ابن خلدون التي ترجمت الكثير من اللغات الهندية والفارسية والرومانية إلى العربية، وقد ساعد على ذلك أن اللغة العربية لغة مرنة غنية بالمفردات تستطيع أن تستوعب كل مصادر الثقافة من طب وصيدلة وكيمياء واقتصاد وفلسفة.

    دار الحكمة

    ولو قارنا هذه المبادئ بالنظريات التربوية الحديثة لوجدنا تطابقا في كثير من الآراء.

    ونحن نصل إلى نهاية القرن الرابع الهجري، فلن ننسى الدور الكبير الذي قامت به "دار الحكمة" التي أسسها الخليفة العباسي المأمون (217هـ/ 832م) وأثرها على الفكر التربوي عند المسلمين بما جلبته من علماء ومترجمين من "أديسا" و"نصيبين" و"جنديسابور" في مجالات الطب والرياضيات والفلسفة وغيرها، وكانت مكتبة دار الحكمة تحوي آلاف المخطوطات، حركة الترجمة هذه قد بدأت منذ عهد الخليفة خالد بن يزيد بن معاوية المعروف بحكيم آل مروان.

    ثم حلت محلها المدرسة النظامية في مراحل لاحقة 1067م وهي تمثل ظاهرة جديدة في العلاقة بين الدولة والتعليم، فقد كانت المدرسة النظامية نموذجا للمؤسسة التربوية الموضوعة في خدمة الدولة والموجهة أصلا لخدمة أغراضها السياسية. وكان من أشهر أساتذة المدرسة النظامية الإمام أبو حامد الغزالي.

    وقد قسم علماء التربية المحدثون الفكر التربوي الإسلامي من هجرة الرسول حتى القرن الرابع الهجري إلى ثلاثة تيارات هي:

    1- التيار المحافظ: وهو يقوم العلوم تقويما دينيا محضا وقد مثل هذا التيار الإمام الغزالي، والشيخ الطوسي، وابن جماعة الأندلسي.

    2- التيار المنفتح على الفكر الإغريقي: ومثل هذا التيار جماعة إخوان الصفا وابن مسكويه.

    3- التيار الذرائعي: وهو الهدف الذي يتوسل به إلى بلوغ شيء آخر وتزعم هذا التيار المفكر المسلم ابن خلدون.

    علينا أن ننظر إلى أفكار هؤلاء العلماء جميعا بمنظار العصر الذي عاشوا فيه، وإنهم بذلك الطلائع التربوية التي تقتحم مجاهل الطريق، وإنهم اتفقوا جميعا على أن الأسس النفسية للتعلم في التربية الإسلامية تتشعب إلى ثلاثة اتجاهات منفصلة هي:

    أولا: أركان عملية التعلم: ومنها التهيؤ النفسي للتحصيل، والإدراك، والخبرة، ومرحلة النمو والقدرة على التعلم أي مراعاة سن المتعلم، ثم اللغة ودورها كوسيلة تربوية.

    ثانيا: طريقة التعليم: (أول من تنبه لها ابن خلدون) تقريب المعرفة إلى إدراك المتعلم مع الأخذ بعين الاعتبار علم المتعلم ونضجه اللغوي والعقلي، واستعمال أسلوب المطارحة والمناظرة والمحاورة لأنها تهيئ للمتعلم فرص الجرأة والثقة بالنفس.

    ثالثا: المهنة التعليمية: نادوا بمعرفة طبيعة الطفل وإمكاناته للتعلم، كما حددوا مسئولية المعلم وفرقوا بين التربية والتعليم وعرفوا أن التربية أكبر من التعليم وأشمل منه؛ لذلك لا بد أن يضاف للعلم فن التربية، وقرروا أن السن المناسبة لبدء التعليم هي سن السادسة، وأدركوا أهمية اللعب والترويح عن النفس بين المعلم والتلميذ وهذه المبادئ هي التي تنادي بها التربية الحديثة.

    مسئوليات تربية الأبناء في القرن العشرين

    في أكثر من مؤتمر وفي أكثر من لقاء أجمع كثير من المربين وعلماء المسلمين على مسئوليات تربية الأبناء وتعليمهم لمواجهة تحديات العصر ومطالب الحياة والتقدم العلمي والتكنولوجيا ومواجهة الاتهامات التي يبثها أعداء الإسلام الذين يتربصون بنا.

    ولقد تم ترتيب هذه المسئوليات كالتالي:

    1- مسئولية التربية الإيمانية: ومطالبها: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر، البعث، الحساب، الجنة والنار، وأركان الإسلام، ومبادئ الشريعة الإسلامية، وتقع مسئوليتها على دروس التربية الإسلامية في المدارس والمساجد.

    2- مسئولية التربية الخلقية: ومطالبها: تخليق الأولاد منذ الصغر على الصدق، الأمانة، الاستقامة، الإيثار، احترام الكبير، احترام الجار، وغيرها من القيم الإسلامية السامية، وتنزيه الألسن عن السباب ومحاربة ظواهر الكذب، السرقة، الميوعة والانحلال.

    3- مسئولية التربية الجسمية: ومطالبها: أن ينفق الآباء على أولادهم وأن يتبعوا القواعد الصحية في المأكل والمشرب والنوم، ومعالجة المرض بالتداوي، وألعاب الفروسية، وممارسة الرياضة، تعويدهم على حياة الجد والرجولة، ومحاربة ظواهر التدخين والمسكرات، المخدرات، الزنا واللواط، وتقع مسئوليتها على الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام من صحف ومجلات وتلفزيون.

    4- مسئولية التربية العقلية: ومطالبها: تعليم العلوم الدينية والشرعية والحياتية، والعلوم العقلية كالحساب والتاريخ والكيمياء والفيزياء، تحديث المدارس لتشمل مرافق تخدم هذه العلوم.

    5- مسئولية التربية النفسية: ومطالبها: تنمية القيم الإيجابية التي تساعد على خلق المواطن الصالح مثل الجرأة، الصراحة، الشجاعة، حب الخير للآخرين، الانضباط عند الغضب، تحرير الأولاد من مظاهر الخجل، الخوف، الشعور بالنقص وظاهرة الحسد... إلخ.

    6- مسئولية التربية المهنية: ومطالبها: التوسع في إنشاء المدارس المهنية مثل الزراعية، التجارية، الصناعية والتكنولوجية لمواجهة تحديات العصر وحاجات المجتمع، كذلك إجراء اختبارات القدرات والمهارات والاستعدادات والميول، وقد أصبح للتوجيه الفني والمهني أسسه وقواعده كعلم مستقل يلبي مطالب الفرد وحاجات المجتمع ويوجهها الوجهة الصحيحة.

    كلمة أخيرة

    مهما يكن من أمر ومهما يكن من اختلاف بين المذاهب التربوية فهناك حقيقة أن الإسلام وحده هو القوة المنسقة والمقربة بين أفكار المربين الإسلاميين، وأن الإسلام وحده هو المسئول عن التشابه العظيم الذي كاد أن يكون تطابقا في الأهداف التي توخوها وفي طرق التعلم التي مارسوها.

    وعلينا أن نكون حذرين من أولئك الذين يحملون معاول الهدم ويضربون بها أسس حضارتنا تحت شعارات مكافحة الأصولية والعنصرية، بل وما يدّعون أنه إرهابا ويمارسون أبشع ألوان العنصرية والاضطهاد باسم الديمقراطية والعولمة وحقوق المرأة التي أعطاها الإسلام أكثر بكثير مما يدّعون أنهم أعطوه لها.

    الخوف كل الخوف من أولئك المتنطعين الذين يتغنون بالحضارة الغربية ورموزها ولا يرون إلا حضارة البعد عن القيم والمشاعر.

    وإن سألت من هؤلاء؟ نقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "هم دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها" فقالوا: من هم يا رسول الله؟

    فقال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا" (رواه البخاري).

    فالتربية الإسلامية عملية إعداد للإنسان بتثقيفه ورعايته وإصلاح شأنه وتعهده.

    * تربوي كويتي، والموضوع منقول من مجلة الوعي الإسلامي الكويتية بتصرف.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فن تربية الأولاد عند المسلمين الأوائل (موضوع مهم جدا) Empty رد: فن تربية الأولاد عند المسلمين الأوائل (موضوع مهم جدا)

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين فبراير 22, 2010 8:15 am

    أعلام نهجوا في التربية منهج أهل السنة

    في

    أ - الاعتماد على الكتاب والسنة وعمل أهل المدينة .

    ب - احترام الإجماع والقياس .



    ابــن سـحـنــون

    178 - 236 هـ794 - 869 م



    أبو عبد الله محمد بن سحنون ، من فقهاء المالكية من بلاد المغرب . تثقف على أبيه (( سحنون )) و ابن القاسم ، وابن هب . له فضل السبق في إدراك حقيقتين تربويتين :

    1- وضع منهجاً محدداً لتعليم الصغار ، رجال الغد المؤملين.

    2- خطا الخطوة التطبيقية ، فألف كتاباً يترجم عن مفاهيم هذا المنهج سماه (( آداب المعلمين )) وهوكتاب صغير ، عدد صفحاته ست وعشرون ، وعنى بطبعه ونشره ، والتعليق عليه والتقديم له الأستاذ حسن حسنى عبد الوهاب من تونس ، وبلغت صفحات المقدمة ثمانيا وعشرين ([1]) .

    ولتكون الفكرة عن هذا الكتاب ، واضحة ، أثبت موضوعاته :

    1- ما جاء في تعليم القرآن الكريم ، وهي أحاديث شريفة ، وأقوال مأثورة عن فضل من تعلم القرآن وعلمه من مثل :

    · قال أبو عبد الله محمد بن سحنون : حدثني أبي سحنون ، عن عبد الله بن وهب ، عن شعبان الثوري ، عن علقمة بن مرثد ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قال : " أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه " .

    · عن سحنون ، عن عبد الله بن نافع قال : حدثني حسين ، عن عبد الله بن حمزة عن أبيه عن جده عن على - رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قال : " عليكم بالقرآن ، فإنه ينفى النفاق ، كما تنفي النار خبث الحديد " .

    2- ما جاء في العدل بين الصبيان : أحاديث وأقوال عن موسى ، عن فضيل بن عياض ، عن ليث ، عن الحسن قال : إذا قوطع المعلم على الأجرة ، فلم يعدل بينهم - يعني الصبيان – كتب من الظلمة .

    3- باب ما يكره محوه من ذكر الله تعالى ، وما ينبغي أن يفعل ذلك :

    · وحدثنا عن موسى عن جويبر بن منصور قال : كان إبراهيم النخعي يقول : من المروءة أن يرى في ثوب الرجل وشفته مداد ، قال : وفي هذا دليل أنه لا بأس أن يلمطه يعني يلعقه .

    4- ما جاء في الأدب ، وما يجوز من ذلك ، وما لا يجوز :

    · قال محمد : وإنما ذلك ، لأنه يضربهم إذا غضب ، وليس على منافعهم ، ولا بأس أن يضربهم على منافعهم ولا يجاوز بالأدب ثلاثاً ، إلا أن يأذن الأب في أكثر من ذلك إذا آذى أحداً . ويؤدبهم على اللعب
    والبطالة ، ولا يجاوز بالأدب عشرة ، وأما على قراءة القرآن فلا يجاوز أدبه ثلاثاً .

    5- ما جاء في الختم ، وما يجب ذلك للمعلم .

    · وسألته متى تحب الختمة فقال : إذا قاربها وجاوز الثلثين ، فسألته عن ختمة النصف ، فقال : لا أرى ذلك يلزم. قال سحنون : (( ولايلزم ختمه غير القرآن كله لا نصفه ، ولاربع إلا أن يتطوعوا بذلك )) .



    6- ما جاء في القضاء بعطية العيد .

    · لايحل للمعلم أن يكلف الصبيان فوق أجرته شيئا من هدية وغير ذلك ، ولايسألهم في ذلك ، فإن أهدوا إليه على ذلك فهو حرام ، إلا أن يهدوا من غير مسألة ، إلا أن تكون المسألة منه على وجه المعروف ، فإن لم
    يفعلوا فلا يضربهم في ذلك .

    7 - ماينبغى أن يخلى الصبيان فيه .

    · قلت له : فكم ترى أن يأذن لهم في الأعياد : (( الفطر يوما واحدا ، ولا بأس أن يأذن لهم ثلاثة أيام ، والأضحى ثلاثة أيام . ولابأس أن يأذن لهم خمسة أيام )) .

    قال : (( وأحب للمعلم أن يولى أحدا من الصبيان الضرب ، ولا يجعل لهم عريفا منهم ، إلا أن يكون الصبي الذي قد ختم ، وعرف القرآن )) .

    8- ما يجب على المعلم من لزوم الصبيان :

    · وينبغي عليه ، أن يعلمهم إعراب القرآن ، وذلك لازم له ، والشكل ، والهجاء ، والخط الحسن ، والقراءة الحسنة ، والتوقيف والترتيل ، يلزم ذلك ، ولا بأس أن يعلمهم الشعر ، وليس ذلك بواجب عليه .

    9 - ما جاء في إجازة المعلم ، ومتى تجب.

    · قال محمد : وكتب شجرة بن عيسى ، إلى سحنون يسأله عن المعلم ، يستأخر علىصبيان يعلمهم ، فيمرض حد البيان ، أويريد أبوه أن يخرج به إلى سفر أو غيره . فقال : إذا استؤجر سنة معلومة ، فقد لزمت آباؤهم الإجارة ، وخرجوا أو أقاموا .

    10-ما جاء في إجازة المصحف، وكتب الفقه ، وما سابهها .

    · روى بعض أهل الأندلس أنه لابأس بالإجازة على تعليم الفقه ، والفرائض ، والشعر ، والنحو ، و هو مثل القرآن ، فقال : ((كره مالك ذلك وأصحابنا ، وكيف يشبه القرآن له غاية ينتهي وما ذكرت ليس له غاية
    ينتهي إليها )) .

    هذا دستور وضعه ابن سحنون ، ينظم عملية التعلم منهجاً وطريقة أداء ، لا تقارن بما وصلت إليه التربية الآن بعد حصيلة من التجارب شرقية وغربية ، وإنما نقارنه بما كانت عليه تربية إسلامية وليدة في قرنيها الثاني والثالث الهجريين ، أو بما كانت عليه تربية غربية لا نرى لها أثراً بارزاً في حياة الناس حينئذٍ .

    سنرى أنه فكر حر مبتكر ، لا يتجافى مع منطق التربية الدينية ، التي تمده بمفاهيمه السليمة التي منها :

    · تكافؤ الفرص بين المتعلمين فيما يتعلمون ، وفيما يدفعون من أجر . قال رسول الله :" أيما مؤدب ولي ثلاثة صبية من هذه الأمة ، فلم يعاملهم بالسوية ، فقيرهم مع غنيهم ، وغنيهم مع فقيرهم حشر يوم القيامة مع الخائنين " وعن الحسن قال : " إذا قوطع المعلم على الأجرة فلم يعدل بينهم كتب من الظلمة "

    · العقوبة : لا بأس أن يضربهم على منافعهم ، ولا يجاوز بالأدب ثلاثاً ، إلا أن يأذن الأب في أكثر من ذلك

    · نفقة التعليم : إذا شرط المعلم أجراً معلوماً كل شهر ، أو كل سنة ، احترم شرطه ، فإذا لم يكن ، فما أعطى قبل ، وما لم يعط لم يسأل شيئاً .

    · تحديد العطلة : يوم أو ثلاثة في عيدي الفطر والأضحى .

    · من يقوم بالتعليم : المعلم ، أو العريف بشروط ، أو يستعين بمن يعينه ، إذا كان في مثل كفايته .

    · طريقة الأداء : الكتاب من الضحى إلى ما قبيل العصر ، لا ينتقل التلميذ من سورة إلى سورة حتى يحفظها بإعرابها وكتابتها ، ولا يرسل المعلم التلاميذ في حوائجه ، ولا يعلم البنون مع البنات .

    · العناية بالناحية التطبيقية : يعلمهم الوضوء والصلاة ، وعدد ركوعها وسجودها ، والتكبير ، وكيف الجلوس ، والإحرام ، والسلام ، وما يلزمهم في الصلاة ، والتشهد ، والقنوت في الصبح وصلاة الاستسقاء ، والخسوف ، والسجدة .

    · الـمـنـهـج :

    1 - تعليم القرآن وإعرابه : حدثني موسى بن معاوية الصادحي ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن تميم بن سلمة ، عن حذيفة قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " من قرأ القرآن بإعرابه فله أجر شهيد " . ولعل الإعراب هنا ، هو ضبط الحروف ، وإخراجها من مخارجها . وينبغي أن يعلمهم إعراب القرآن ، وذلك لازم له ، والشكل ، والهجاء ، والخط الحسن ، والقراءة الحسنة والتوقيف ، والترتيل .

    2 - لا بأس أن يتعلموا الشعر مما لا يكون فيه فحش من كلام العرب ، وأخيارهم .

    3 - يعلمهم الخطب إن أرادوا .

    إن ابن سحنون ، يوجه اهتمامه أولاً لحفظ القرآن ، وتجويد قراءته وفهمه ، لتنطلق الألسنة وتتسع المدارك ، ويجب أن يغرس في نفس الصبي من الصغر ، محبة الله ، ليقبل على طاعته ، والخوف منه ، فيتجنب ما نهى عنه ، ويكون إذا شب مثلاً طيباً في الأخلاق .

    ويظهر أن ابن سحنون ما كان يرى أن يدرس التاريخ ، أو يدرس الجغرافيا ، والعلوم الرياضية في المرحلة الأولى من العمر ، ليكون التفرغ كاملاً للقرآن ، والدين ، والخلق ، فيكون الأساس سليماً ، ويسهل بعد ذلك تعليم العلوم المختلفة .

    ([1]) محمد أحمد جاد صبح . التربية الإسلامية [ دراسة مقارنة ] . القاهرة ، مكتبة الكليات الأزهرية ، 1987، ص 395 .

    http://www.zahra1.com/BHOOTH/ROWWAD_ebn-sa7non.htm
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فن تربية الأولاد عند المسلمين الأوائل (موضوع مهم جدا) Empty رد: فن تربية الأولاد عند المسلمين الأوائل (موضوع مهم جدا)

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء يونيو 29, 2011 3:05 pm

    قال عمرو بن عتبة يوصي مؤدب ولده:
    "يا أبا عبد الصمد ليكن أول إصلاحك بنيَّ إصلاحك نفسك؛ فإن عيوبهم معقودة بعيبك، فالحسن عندهم ما فعلت والقبيح ما تركت، علمهم كتاب الله ولا تملهم منه فيكرهوه ولا تدعهم منه فيهجروه، روِّهم من الشعر أعفَّه ومن الكلام أشرفه، ولا تخرجهم من علم إلى علم حتى يحكموه، فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للفهم، تهددهم بي وأدبهم دوني وكن كالطبيب الذي لا يعجل بالدواء قبل معرفة الداء، وجنبهم محادثة النساء وروّهم سير الحكماء، ولا تتكل على عذر مني فقد اتكلت على كفاية منك واستزدني بزيادة منهم أزدك" .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 9:21 am