ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    دروس ثورة العشرين وأهميتها بالنسبة للمقاومة العراقية

    تاج العروبة (الفوهرر)
    تاج العروبة (الفوهرر)
    فيلسوف ثمار الأوراق
    فيلسوف ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 598
    العمر : 40
    الموقع : العراق
    العمل/الترفيه : خريج كليه الاداب - قسم الفلسفة
    المزاج : الارادة مفتاح النصر
    نقاط : 104
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    دروس ثورة العشرين وأهميتها بالنسبة للمقاومة العراقية Empty دروس ثورة العشرين وأهميتها بالنسبة للمقاومة العراقية

    مُساهمة من طرف تاج العروبة (الفوهرر) الإثنين سبتمبر 29, 2008 4:34 am

    دروس ثورة العشرين وأهميتها بالنسبة للمقاومة العراقية



    حين اندلعت ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني، حاول مندبوه وعملائه تشويه اهدافها النبيلة. فرئيس الادارة البريطانية وصف الثورة، بانها كانت تمردا عشوائيا من جانب عشائر فوضوية بتحريض من وكلاء الهاشميين والعلماء المتعصبين، بينما وصفها الحاكم السياسي بانها تمرد على الضرائب وسياسة الارض الجائرة، في حين وصفها عملاء الاحتلال البريطاني من العراقيين بانها حركة انفصالية من قبل الشيعة للسيطرة على البلاد.وليس غريبا ان يصف المحتل الامريكي وعملائه المقاومة العراقية بانها عمل ارهابي اراد منه السنة في العراق استعادة السلطة والسيطرة على البلاد. لكن وقائع الماضي والحاضر دحضت هذه الاكاذيب والافتراءات. دعونا من الحديث عن حاضرنا المتمثل بالمقاومة العراقية، كونها لم تعد بحاجة الى ادلة وبراهين تثبت كونها حرب تحرير شعبية هدفها تحرير العراق ،،فهي لازالت تقدم الدليل تلو الاخر لاثبات هذه الحقيقة. وننحو للحديث عن ماضينا، وفي هذا الصدد فقد اكدت وقائع التاريخ واحداثه بان ثورة العشرين المجيدة جاءت كتتويج لمقاومة الشعب العراقي على اختلاف فئاته وطبقاته للقوات البريطانية المحتلة، وفي هذا الإطار يؤكد الدكتور علي الوردي، "أن ثورة العشرين كانت تعبيراعن الافعال والتضامن الشعبي وهو بالتأكيد تعبير عن تأريخ من مشاعرالانتماء، كان العراقيون جميعا بمختلف فئاتهم وطبقاتهم يهتفون يحيا الوطن، وهذا يجسد انتماء مشتركا إلى مجتمع واحد". اي بعبارة اشمل واكثر دقة فان الثورة كانت نتاج تظافرالفعل الشعبي مع جهود القادة الوطنيين ذوي الاتجاه القومي من مدنيين وعسكريين في بغداد وبقية المدن العراقية الرئيسية وزعماء العشائر الوطنيين في منطقة الفرات الاوسط والانبار وتلعفر ورجال الدين من الشيعة والسنة لنيل الاستقلال التام وتشكيل الدولة العراقية المستقلة واقامة الدولة العربية الواحدة. اما ما قيل على لسان عدد من الكتاب الوطنيين الذين عزوا اندلاع الثورة الى اعتقال زعيم عشيرة الظوالم شعلان ابو الجون في الرمثية وتحريره من قبل مجموعة من اتباعة والى قيام الشيخ ضاري المحمود زعيم عشائر زوبع بقتل الجنرال لجمن في خان النقطة غرب ابي غريب والى فتاوى علماء الدين من الشيعة والسنة بالجهاد ضد المحتل البريطاني، فان ذلك يمثل جزء من الحقيقة، فهذه الاحداث في واقع الحال لم تمثل سوى الشرارة التي اشعلت نار الثورة او كما يقال الشعرة التي قصمت ظهر البعي،فقد بدات بواكير هذه الثورة المجيدة بانتفاضة النجف عام 1918 التي قتل فيها الحاكم العسكري الكابتن مارشال، وما اعقبها من مواجهات قادها الضباط العراقيون من سوريا ضد قوات الاحتلال البريطاني بالقرب من الحدود العراقية السورية وحرروا دير الزور بالقوة وشنوا العديد من الهجمات ضد القطعات الانكليزية في القائم وهيت وعانة، في حين قاد المدنيون انتفاضة تلعفر وسعوا الى تحرير الموصل بالقوة، ناهيك عن قيام الزعماء الوطنيون بعقد الاجتماعات في المساجد والدواوين والبيوتات في العديد من المدن العراقية الرئيسية وتواصل الاتصالات بينهم وبين رؤساء العشائر الوطنيين للتحضير للثورة ومنها تعزيز الوحدة الوطنية بين المسلمين انفسهم وبين المسلمين والمسيحيين وسائر الاديان الاخرى. وعلى هذا الاساس فان ثورة العشرين المجيدة تعد بكل المقاييس ثورة تحرير شعبية ووطنية ضد الاحتلال البريطاني وهي شبيهة في وجوه عدة بثورة الشعب العراقي الممثلة بمقاومته العراقية ضد الاحتلال الامريكي، على الرغم من اختلاف الظروف الذاتية والموضوعية، من سياسية واجتماعية وثقافية وعلمية وحضارية ، وحتى طبيعة العقل والناس بعامة، اضافة الى اختلاف النتائج، وهذا امر طبيعي فجميع الثورات والانتفاضات في العالم ضد المحتلين والغزاة بشكل عام لها أسباب حدوثها وظروف وقوعها ثم نتائجها.يضاف الى ذلك، وهنا بيت القصيد، الى ان هذه الثورة التحررية،وعلى الرغم من الفشل الذي اصاب الجانب العسكري منها، ومضي قرابة تسعين عاما على نهايتها،قد قدمت خدمات جليلة للمقاومة العراقية من خلال الحقائق العنيدة والتجارب التي مرت بها على ارض الواقع وليس في صفحات الكتب فحسب،الامر الذي اكد على صحة فهمهما لطبيعة الاحتلال الامريكي واهدافه القريبة والبعيدة وعلى ادراكها المبكر لابعاد الصراع مع المحتل والية انهائه باستخدام الكفاح المسلح منذ اليوم الاول لاحتلال بغداد باعتباره افضل وسيلة لانهاء الاحتلال، مما نتج عنه مزيدا من التفاف الشعب العراقي حولها كان اول هذه الخدمات اكتشاف قادة ثورة العشرين لحقيقة دامغة من ان انهاء الاحتلال البريطاني سلميا استنادا الى شعاراته البراقة ووعوده الوردية بأعتراف بريطانيا بدوله عربية مستقله اذا شارك العرب في الحرب ضد الدوله العثمانية، ليس سوى احلام يقظة، وادركوا بان هذا المحتل جاء ليبقى ولا سبيل الى خروجه ونيل الاستقلال والسيادة الا عبر الثورة المسلحة مهما كانت امكانية الشعب متواضعة. وكان ثانيها الايمان بقدرة الشعب العراقي على قتال المحتل باسلحة بدائية وتكبيده الخسائر الجسيمة في الارواح والمعدات، حيث رفض قادة الثورة منطق القوة العسكري واختلال توازنه لصالح المحتل البريطاني، وقد اثبت قادة الثورة والشعب العراقي رجالا ونساءا هذه الحقيقة على ارض الواقع فعلى سبيل المثال لا الحصر هزج بطل معارك الشامية الشيخ مرزوك العواد من عشيرة العوابد حين كانت الطائرات البريطانية تقصف منطقته وعشيرته والقت مناشير تدعوه للاستسلام "يالترعد بالجو هز غيري" الامر الذي شجع اتباعه على التصدي للطائرات المغيرة لضرب الشامية بالبنادق لتصل هذه الحالة في معركة الرارنجية باحد الفلاحين الى التسلل الى مكان الطوب وهو المدفع الذي كان يقصف الاهالي دون رحمة وقتل صاحبه بالمكوار وهو مجرد عصا غليظة في نهاية احد راسيها كتلة من القير الصلد ثم سيطرته على المدفع وهو يهزج الطوب احسن لو مكواري الذي اصبح فيما بعد شعار الثورة، ولم تكن النساء اقل شجاعة وصلابة فكن يفتخرن باستشهاد احد ابنائها والشاعرة افطيمه من عشيرة الظوالم خير مثالا على ذلك حين سالت اخوها عن ابنها فأجابها" لا جن هزيتي ولوليتي" ففهمت قصده بان ابنها قتل وضاع تعبها، فأجابته مفتخرة:"هزيت ولوليت لهذا ".اما المراة الاخرى التي شاءت الاقدار أن يلقى القبض على ابنها فسارعت الى جمع النسوه ووقفت في الطريق الذي سيمر من خلاله مصحوبا بالشرطه والجيش الى السجن واخذت تهتف "بس لا يتعذر موش انه" وكانت تريد بذلك أن تقول اخشى أن ينال منه سجانيه ويخلي مسوؤليته عن افعاله التي تتفاخر بها بين الناس ويقول لست انا وعندما سمع ابنها ذلك رد هاتفاً"يمه حطوني ابحلقه وكلت انه"ويريد بذلك أنهم وضعوه في فوهة المدفع ولم يضعف او يتنصل عما قام به. اما اهالي الفلوجة والرمادي وبغداد فقد هزجو بعد مقتل الجنرال البريطاني لجمن هز لندن ضاري وبجاها اي ابكاها حزنا على مقتل جنرالها العتيد.اما ثالثها فقد تمثل في ابتكار قادة الثورة الوسائل لتعزيز الوحدة الوطنية ودورها في تحرير الوطن من رجس الاحتلال، فعلى سبيل المثال لا الحصر وحسب تقرير الادارة البريطانية فانه :"عندما كان المسيحيون البغداديون يمارسون بعض طقوسهم الدينية قام وفد من المحمديين يتالف من جعفر ابو التمن والداود وال البزركان وغيرهم بجمع فريق من شباب السنة والشيعة الذين اخذوا يرمون الورود والماء العطر على الموكب اثناء مروره ويهتفون عاش مجد سيدنا المسيح عاش اخواننا المسيحيون عاشت الوحدة العراقية عاشت الوحدة الوطنية وقد رد المسيحيون بمن فيهم القساوسة عاش اخواننا المحمديون عاش العرب ودخل المسلمون الى الكنيسة وبقوا الى نهاية الموكب"، بعدها باسبوعين وعلى وجه التحديد في 18 يونيو / حزيران،اي قبل اندلاع الثورة المجيدة بعدة ايام، توجه المطارنة السريان والكلدان اللاتين والارمن الى الكاظمية لتهنئة العلماء ومنهم السيد محمد الصدر بمناسبة عيد الفطرالمبارك.وكان قبلها قد حدثت مثل هذه المبادرات المتبادلة في مناطق عدة كان ابرزها تلك التي حدثت في مناسبتين مختلفتين الاولى في ذكرى استشهاد الحسين والاخرى في ذكرى المولد النبوي.ترى اذا كانت المقاومة العراقية قد استلهمت تجارب الشعوب واستفادت من خبرات انتفاضاتها وثوراتها ضد المحتلين، اليس من المفترض استلهامها تجربة ثورة العشرين وهي من جلدها ولحمها؟
    الوقائع والاحداث تشير الى الاجابة بنعم، فهي اي المقاومة العراقية قد شخصت المحتل الامريكي كونه لا يختلف عن المحتل البريطاني واي محتل اخر وان تعددت اهدافه وجنسياته واصراره على البقاء وان لا طريق لانهاء الاحتلال وتحرير العراق سوى المقاومة المسلحة باعتبارها ارقى اشكال النضال والكفاح، فجنبت نفسها السير في طريق المساومات او تقديم العروض للمحتل الامريكي بالانسحاب طواعية وبدات العمل المسلح منذ اليوم الاول لدخول قوات الاحتلال العاصمة العراقية بغداد، وهي امنت كليا وترسخت قناعاتها بقدرة الشعب العراقي على تقديم التضحيات مهما كانت وبضرورة الدفاع عن الوطن وتحريره من رجس الاحتلال بصرف النظر عن نتائج هذه المعركة المشرفة وهي فهمت بشكل اكثر عمقا من ان اختلال التوازن العسكري لصالح المحتل لا يشكل الضمانة لاستمرار قوته وبالتالي القدرة على الحاق الهزيمة به في نهاية المطاف.اذا كانت ثورة العشرين قد لعبت دورا حاسما، رغم فشلها العسكري، في تغير مسار سياسة المحتل تجاه العراق جراء الخسائر البشرية التي تكبدها المحتل البريطاني وجراء اثقال كاهل خزانة الدولة البريطانية التي كانت تعاني من ثقل نفقات الحرب العالمية الاولى فتخلت عن حكم العراق عسكريا وتاليف حكومة محلية والاكتفاء ببعض القواعد العسكرية البائسة لتنتهي عند قاعدتين اكثر بؤسا في الشعبية والحبانية ، فان المقاومة العراقية ستحقق استقلال العراق كاملا غير منقوص جراء الفارق الكبير بين امكانات المقاومة العراقية وامكانات ثوار العشرين حيث ضعف مستوى الخبرات العسكرية للثوار،على الرغم مما قدموه من التضحيات، وصنوف البطولة وضعف القيادة السياسية،من حيث تنظيمها وتركيبها مما حال دون أن تلعب دورها القيادي بشكل صحيح .ناهيك عن ضعف التنسيق بين المناطق المختلفة، وكل ذلك ادى إلى إجهاض الثورة عسكريا، وحال دون تحقيق هدفها الرئيسي في تحقيق الاستقلال الناجز.
    ان شعبا ماضيه ثورة العشرين المجيدة وحاضره المقاومة العراقية الباسلة لن تهزمه قوات الاحتلال الامريكي فقدره ان ينتصر والتحرير قادم لا محال طال الزمن ام قصر. منقول

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 3:08 am