ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    دنشواي كما لم تعرفها من قبل !! // بقلم الشيخ. أسامة حافظ

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    دنشواي كما لم تعرفها من قبل !! // بقلم الشيخ. أسامة حافظ Empty دنشواي كما لم تعرفها من قبل !! // بقلم الشيخ. أسامة حافظ

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس نوفمبر 19, 2009 1:36 am

    في نوبة وحدة وطنية طلب أحمد عرابي من الخديوي توفيق أن يمنح بطرس غالي رتبة الباشاوية سنه1880.. فاستجاب له فصار ينادى ببطرس باشا غالى بعد أن كان بطرس هكذا – حاف – وصار أول مسيحي ينال الباشاوية ، هذا هو رئيس محكمة دنشواي وكان في ذلك الوقت قد عينوه وزيرا للحقانية – العدل – وكان معه على المنصة من المصريين احمد فتحي زغلول أخو سعد زغلول – الذي صار بعد ذلك زعيما للأمة – وكان رئيسا للمحكمة الابتدائية ومعهما ثلاثة من الإنجليز ، أما ما نسميهم الآن النيابة – ممثل الحكومة – فكان المحامى الشهير إبراهيم الهلباوي.

    - وكانت هذه المحكمة مشكلة بموجب قانون غريب فرضه الاحتلال على مصر قبل سنوات للنظر في الجرائم التي يكون جنود الإحتلال طرفا فيها بحيث لا يلتزم القضاة فيها بأى قانون مكتوب ولا يسمح فيها بنقض ولا باستئناف يسمونه قانون "المحكمة المخصوصة " .

    - أما المحامون فلم يكونوا على المستوى اللائق بمثل هذه القضية لا من الناحية الوطنية – ولا مؤاخذة – ولا من الناحية الفنية ، فقد وسد أمر الدفاع عن المتهمين إلى أحمد لطفى السيد – الذى أسموه بعد ذلك أستاذ الجيل – ومحمد يوسف و عثمان يوسف واسماعيل عاصم وهؤلاء الأربعة فقط هم الذين تكفلوا بالدفاع عن المتهمين الاثنين والخمسين .

    - ورغم أن الجنود المجني عليهم لم يتعرفوا على أكثر المتهمين ، ورغم أن الطبيب الشرعي أكد أن الموت كان بسبب ضربة شمس وأن إصابة القتيل بريئة من دمه وحياته – جرى الضابط القتيل ثمانية كيلو مترات بإصابته هذه فى جو شهر يونيو القائظ - وبمثل هذا القول قال الطبيب الذى رافق القتيل ووقع الكشف عليه قبل وفاته وكلا الطبيبين كانا إنجليزيين ، ورغم أن الجنود قتلوا رجلا مسكينا لا ذنب له – سيد أحمد سعيد – ولم تحقق المحكمة فى مقتله ولم تلق له بالا ، ورغم أن الجنود أطلقوا النار على الأهالى فأحرقوا الجرن وأصابوا أربعة منهم امرأة – شهد بذلك الأمباشى المصاحب للجنود وقامت المحكمة بطرده وحكم عليه بالسجن سنتين والجلد نظير إصراره على شهادته - .

    - ورغم أن الأهالي كان فى مكنتهم أن يفتكوا بهؤلاء الجنود وفد كانوا حشدا كبيرا ومعهم الحصى والحجارة ولكنهم لم يفعلوا .

    - ورغم أن الإنجليز كانوا قد اعتادوا من قبل الذهاب إلى دنشواى لصيد الحمام وكانوا يستقبلون أفضل إستقبال .

    - رغم كل ذلك إلا أن ممثل الإتهام – الهلباوى – أصر على أن الحادث كان مرتبا له من قبل – سبق الاصرار والترصد – وان للحادث زعماء وعامة وان القتل كان عمدا وان الوفاة كانت بسبب تلك الإصابة لوجود ما وصفه بالسببية باعتبارها ساعدت ضربة الشمس فى إحداث الوفاة .

    - بل والأعجب أن الهلباوى ذهب إلى أن الشريعة الإسلامية – أى والله قال الشريعة – تحكم على أمثالهم بالقتل لوجود العمدية واستمر فى مرافعته أربع ساعات كاملة يناقش شهادة الشهود ويفند تقرير الطبيب الشرعى ويردد هذا الهراء مطالبا المحكمة بالحكم بأشد الأحكام على المتهمين ومنها الإعدام .

    - أما السادة المحامون المنوط بهم الدفاع فكانوا كما قلنا مجرد – سد خانة – فقد كانوا أضعف وأتفه من أن يتصدوا لمثل هذه القضية الخطيرة لا من ناحيتها الوطنية ولا من ناحيتها الفنية فقد أقاموا دفاعهم على أنهم ارتكبوا الجريمة فعلا مع إنتفاء الإصرار والترصد وإنما – كما قالوا – الظروف السيئة هى التى دفعتهم لذلك فقد كان ضعف بصيرتهم وضحالة ثقافتهم هى التى أوقعتهم فى هذه الجريمة نتيجة عدم إحسانهم للتصرف تجاه ما حدث .. وقالوا كلاما كثيرا فى هذا المعنى وانتهوا إلى أن فوضوا أمرهم للمحكمة وطالبوها باستعمال الرأفة معهم باعتبارهم مذنبين .

    - والحقيقة أن الدفاع كان أقرب لإلصاق التهمة بهم وليس إلى نفيها .

    - وهكذا انعقدت جلسة المحكمة بعد أربعة عشر يوما من الحدث هى فترة التعرف على المتهمين والتحقيق معهم والمحاكمة بكل اجراءاتها –استغرقت المحاكمة ثلاثة أيام مرة واحدة سمعوا فيها الشهود وترافع كل من الاتهام والدفاع .. ودرست المحكمة القضية - لتصدر المحكمة بعد ذلك حكمها بإدانة المتهمين واصفة إياهم بأنهم " لم يتركوا بعملهم الفظيع هذا محلا ً للشفقة " وكانت الأحكام بالإعدام لأربعة " حسن محفوظ .. ويوسف حسين .. والسيد عيسى .. ومحمد درويش زهران " على أن يتم الإعدام شنقاً فى قرية دنشواى وأمام أهلها .

    - وبالأشغال الشاقة المؤبدة على اثنين أحدهما محمد عبد النبى زوج أم محمد التى أصابها الطلق النارى .. ثم بالأشغال خمس عشرة سنه على واحد .. وبالأشغال سبع سنوات على ستة .. ثم بالسجن مع الشغل سنة واحدة على ثلاثة .. وقضت بجلد خمسة من المتهمين لكل منهم خمسين جلدة وبراءة الباقين .

    - وفى اليوم التالى مباشرة نصبت المشنقة فى دنشواى فى نفس مكان الحادث وإلى جوارها نصبت العروسة – آلة الجلد – ونصبت ثلاث خيام واحدة للمغسل المكلف بتجهيز الموتى .. وواحدة للمجلودين .. وواحدة للمشنوقين .

    - وجئ بهم فى أغلالهم ووسط حراسة مدججة بالسلاح .. وعلى مرأى من أهالى دنشواى – الذين حشدوهم لمشاهدة هذا المنظر البشع – ووضعوهم فى الخيام .. ثم وفى نفس الساعة والدقيقة التى وقعت فيها الحادثة تقدم حسن محفوظ إلى المشنقة – وكان بيته على بعد خمسين مترا ً من المشنقة – وكان أبناؤه وأحفاده ونساؤه يقفون على سطح المنزل ليشهدوا شنق كبير عائلتهم الذى كان قد شارف على السبعين .

    - ويذكر شهود العيان أنه تقدم إلى المشنقة بثبات .. وأنه اعتدل قبل التنفيذ ليلقى نظرة على أهل القرية المحتشدين .. فضج الناس بالعويل فرفع يده إلى السماء واستنزل اللعنات على عمدة القرية وبعض مشايخها .

    - ثم وفى انتطار سكون جسد المشنوق تم تنفيذ حكم الجلد فى اثنين من المجلودين .. ثم سار التنفيذ على هذا النمط شنق واحد وجلد اثنين حيث تبعه درويش الذى كان كما قالوا ضجرا .. وطلب من الجلادين أن يعجلوا التنفيذ .. وقد نجا رجل واحد من الجلد إذ أصابته نوبات متكررة من الصرع جعلت شنق درويش لم يتبعه جلد أحد ، وهكذا نجا سيد سليمان خير الله من الجلد .

    - واستكمالا ً لهذا المشهد البشع يذكر الكاتب الساخرالشهير جورج برنارد شو كيف أن السير ادوارد جراى وزير الخارجية وقف فى مجلس العموم البريطانى – بعد أن تلقى البرقية حول الأحكام – ليهيب بالمجلس فى تأثر ألا ينتقدوا هذه الأحكام اويستنكروها على أساس أن عبد النبى ومحفوظ ودرويش والباقين كانوا طليعة مؤامرة إسلامية هائلة – كذا – أعدت ضد العالم المسيحى باسم النبى محمد لطرد المسيحيين من أسيا وأفريقيا .

    - وهكذا كوفئ بطرس باشا بتعيينه بعد ذلك رئيسا للنظار .. أما فتحي زغلول فكوفئ بتعيينه وكيلا ً لوزارة الحقانية – وكان يحلم بالوزارة ولكنه لم ينلها ، أما الهلباوى فأعطى أجره 300 جنيها، ولكن القصة لم تنته بعد .. ولا زال هناك بصيص من النور بعد هذه الموجة المظلمة .. موعده المقال القادم إن شاء الله.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    دنشواي كما لم تعرفها من قبل !! // بقلم الشيخ. أسامة حافظ Empty رد: دنشواي كما لم تعرفها من قبل !! // بقلم الشيخ. أسامة حافظ

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس نوفمبر 19, 2009 1:39 am

    يوم شنق زهران كان يوم صعب وقفاته

    أمه بتبكى عليه فوق السطح وأخواته

    لو كان له أب ساعة الشنق لم فاته

    صبرك علينا يا ظالم بكرة راح تندم

    أمانة يا دنشواي إن عاد الزمن تاني

    شاوري على الظلم وابكي دم من تاني

    شاهد وخصم وحكم إيه راح يكون تاني

    هذه مقاطع من موال شعبي عن حادثة دنشواي والتي صارت جزءً من تراثنا الشعبي يغنيها على الربابة .. وصار زهران بطلا ً شعبيا ً مثل عنترة وبيبرس والزير سالم وأدهم الشرقاوي .. وهو معنى كبير يبين كيف أيقظت تلك الحادثة الوعي القومي الذي كان قد أخمد نتيجة الإحباط الذي منى به الشعب بعد هزيمة العرابيين واحتلال البلاد.

    ونستطيع أن نسند الجزء الأساسي فى هذه اليقظة ودون تكلف للزعيم خالد الذكر مصطفى كامل باشا .

    لقد كان رحمه الله فى فرنسا يعانى من مرض السل الذي مات به.. وكانت حالته الصحية شديدة التدهور.. ولكن هذه الحادثة أيقظته من رقدته وبعثت فيه الحياة من جديد فاستيقظ ليشعل العالم الغربي ناراً حول الاحتلال وممارساته فى مصر وحول اللورد كرومر ممثله طوال حوالي 25 سنة فنشر أول ما نشر فى جريدة لوفيجار والفرنسية مقالا بعنوان "إلى الأمة الإنجليزية والعالم المتمدن".

    ثم سافر إلى إنجلترا نفسها وانطلق يكتب فى صحفها ويخطب فى محافلها خطبا ومقالات نارية جذبت لدعوته كثيرا ً من ساسة إنجلترا ومفكريها.. وعلى رأسهم الكاتب المسرحي الساخر الشهير جورج برناردشو الذي شاركه حملته ضد الاحتلال بمصر ونشر مقالا ً بعنوان "هذا يوم عار على بريطانيا العظمى" وكتبت لوفيجار وتطالب بريطانيا بالاعتذار للشعب المصري.

    التقى مصطفى كامل بالسير كامبل باترمان رئيس الوزراء الإنجليزي والذي عرض عليه تشكيل الوزارة بمصر مكان مصطفى باشا فهمي ولكنه رفض.. وعاد مصطفى كامل واستمر فى ضغطه حتى تم عزل اللورد كرومر أو استقال.. وأقيلت وزارة مصطفى باشا فهمي رجل الإنجليز بعد حكم استمر 13 سنة.. وأصدر الخديوي قراراً بالعفو عن باقي ضحايا دنشواي.. وأعلن مصطفى كامل عن اكتتاب لبناء مدرسة مكان مشنقة دنشواي ولكن البناء لم يكتمل لوفاة الراحل العظيم .

    أما التفاعل الشعبي مع الحدث فقد كان تفاعلا ً عظيما ً فوق التوقع .. فقد كتب الشيخ على يوسف فى جريدة المؤيد سلسلة مقالات يهاجم فيها اللورد كرومر تحت عنوان "فى قصر الدوبارة بعد يوم الأربعاء" وكذا كتب قاسم أمين وغيرهم من الكتاب.

    وانبرى الشعراء لتصوير هذا الحدث والهجوم على فاعلية وعلى رأسهم حافظ إبراهيم الذي كتب أكثر من قصيدة نسوق منها قوله :

    قتيل الشمس أورثنا حياة

    وأيقظ هاجع القوم الرقود

    فليت كرومر قد بات فينا

    يطوق بالسلاسل كل جيد

    لننزع هذه الأكفان عنا

    نبعث فى العوالم من جديد

    وقال:

    أحسنوا القيل أن ضنتم بعفو

    أنفوسا أصبتم أم جمادا

    ليت شعري أتلك محاكم التفتيــش

    عادت أم عهد نيرون عادا

    أما شوقي فقد كتب قصيدته التي مطلعها:

    يا دنشواي على رباك سلام

    ذهبت بأنس ربوعك الأيام

    يا ليت شعري فى البروج حمائم

    أم فى البروج منية وحمام

    نيرون لو أدركت عصر كرومر

    لعرفت كيف تنفذ الأحكام

    نوحي حمائم دنشواي وروعي

    شعبا بوادي النيل ليس ينام

    كيف الأرامل فيك بعد رجالها

    وبأي حال أصبح الأيتام

    عشرون بيتا أقفرت وانتابها

    بعد البشاشة وحشة وظلام

    السوط يعمل والمشانق أربع

    متوحدات والجنود قيام

    والمسشار إلى الفظائع ناظر

    تدمى جلود حوله وعظام

    أما جلادوا دنشواي فإن أول من ناله من آثارها هو اللورد كرومر إذ تم إقالته .. ثم لما اكتتب سعد وشلة نازلي فاضل لجمع تبرعات لاحتفال يودعونه فيه شيعة شعراء مصر وكتابها بأشد هجوم كان أبرزه قصيدة شوقي التى فيها :

    يا مالكا رق الرقاب ببأسه

    هلا اتخذت إلى القلوب سبيلا

    لما رحلت عن البلاد تشهدت

    فكأنك الداء العياء رحيلا

    أما بطرس غالى - باشا – فقد عينوه مكافأة له رئيسا ً للوزراء بعد إسقاط نظارة مصطفى فهمي .. ولكنه لم يمض به الزمان طويلا ً حتى اغتاله الوردانى وكان أهم سبب ساقه مبررا للاغتيال أنه كان رئيسا ً لمحكمة دنشواي .. فكانت هذه المحاكمة هي سبب نهايته الأليمة.

    أما أحمد فتحي زغلول فقد عينوه وكيلا ً لوزارة الحقانية.. ولما هم أصدقاؤه أن يحتفلوا معه بهذه الترقية فى فندق شبرد وطلبوا من أحمد شوقي أن يشاركهم فى هذا الاحتفال ببعض أشعاره أرسل إليهم شوقي مظروفا ً مغلقا ً وطلب فتحه وقراءة ما فيه ساعة الاحتفال – وكان شوقي لا يقرأ قصائده بنفسه وإنما تقرأ له – فلما فتحوا المظروف فوجئوا بأبيات شوقي الرائعة :



    إذا ما جمعتم أمركم وهممتموا

    بتقديم شئ للوكيل ثمين

    خذوا حبل مشنوق بغير جريرة

    وسروال مجلود وقيد سجين

    ولا تعرضوا شعري عليه فحسبه

    من الشعر حكم خطه بيمين

    ولا تقرأوه فى شبرد بل اقرأوا

    على ملأ من دنشواي حزين



    ولكن القدر لم يمهل الرجل طويلا ً إذ مات بعد صراع مع المرض .. بقى الهلباوي والذي خلع عليه الشيخ على يوسف لقب جلاد دنشواي وعاش طويلا ً بعد الحدث ليعانى من وصمة مشاركته فى هذه المحكمة سنوات زادت عن الثلاثين .. ورغم محاولاته الحثيثة لمحو وصمة هذا الحدث عن عرضه وتاريخه .. فشارك فى كل موقف وطني يحتاج لوقفاته وأبلى بلاءًً حسنا ً فى كثير من القضايا الوطنية وعلى رأسها قضية مقتل بطرس غالى .. ورغم أن كثيراً ممن هاجموه بالأمس عادوا يلجئون إليه ويدعونه لمشاركتهم كفاحهم الوطني .. وعلى رأسهم حافظ إبراهيم الذي كتب فيه قصيدته الشهيرة التي فيها :

    لا جرى النيل فى نواحيك يا مصر

    ولا جادك الحيا حيث جادا

    أنت أنبت ذلك النبت يا مصر

    فأضحى عليك شوكا ً قتادا

    أنت جلادنا فلا تنس أنا

    لبسنا على يديك الحدادا

    إلا أنهم لجئوا إليه فى كثير من قضايا الوطنيين إذ كان محاميا ً لا يشق له غبار .. حتى أنه بعد جهاده فى إنشاء نقابة المحاميين فاز برئاسة النقابة بأغلبية 307 صوت من 330 .. كل هذا إلا أنه فى احتفال لحزب الأحرار الدستوريين بعد أكثر من ثلاثين سنة ألقى خطابا ً فى الحفل أثار حماسة الناس .. وهتفوا جميعا ًُ له .. وأثناء الاحتفال فوجئ الناس برجل من آخر الصف يهتف "يسقط جلاد دنشواي" فهتف الناس جميعا ً خلفه.. لم ينس الناس جريمته رغم مرور ثلاثين سنة من محاولة إزالة أثارها .

    وفى المحنة تظهر المنحة .. وفى حلكة الظلام يظهر بصيص النور وحادثة دنشواي رغم ما كان فيها من ذل وقهر .. كانت موقظة لوعى قد غاب خلف أستار الإحباط والهزيمة .. وكانت سطورا ً مضيئة سطرت فى تاريخ الكفاح الوطني فى مصر .

    ولا زال متحف دنشواي المقام فى هذه القرية النائية مكان المشانق والعروسة والسياط يرسم على حوائط الزمن مشهد زهران ومصطفى كامل وقادة مجاهدي مصر بأحرف من نور .. تماما ً كما يرسم بطرس غالى وأحمد فتحي زغلول والهلباوي بحروف وخطوط المذلة والعار .



      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 12:05 am