ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    اللص والكلاب دواعي التأليف بقلم: رمضان بن إبراهيم

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    اللص والكلاب دواعي التأليف بقلم: رمضان بن إبراهيم Empty اللص والكلاب دواعي التأليف بقلم: رمضان بن إبراهيم

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد يونيو 14, 2009 5:14 am

    اللص والكلاب


    دواعي التأليف

    اللص والكلاب"رواية مستوحاة من واقعة حقيقية بطلها " محمود أمين سليمان " الذي شغل الرأي العام لعدة شهور في أوائل عام 1961 وقد لوحظ اهتمام الناس بهذا المجرم وعطف الكثيرين منهم عليه، فقد خرج " محمود أمين سليمان "عن القانون لينتقم من زوجته السابقة ومحاميه، لأنهما خاناه وانتهكا شرفه وحرماه من ماله وطفلته، وكان هذا سببا هاما من أسباب تعاطف الناس معه، ولتحقيق انتقامه، ارتكب العديد من الجرائم في حق الشرطة وبعض أفراد المجتمع، فأثارت هذه الواقعة اهتمام الكاتب واستلهم منها مادته الأدبية تجمع بين ما هو واقعي وما هو تخيلي فكانت رواية "اللص والكلاب".

    الشخصيةالشخصيات الرئيسية

    رؤوف علوان :هو تجسيد للخيانة ورمز لها ولكل ما يحيط بها من معاني الانتهازية والتسلق والتنكر للمبادئ.

    سعيد مهران :شبه مثقف، تلميذ رؤوف علوان، يدخل السجن نتيجة خيانات متعددة:

    وشاية عليش، وخيانة زوجته نبوية له مع عليش قبل دخوله السجن، وخيانته ثانية بتواطئها مع عليش للوشاية به، وخيانته ثالثة عندما طلقته وهو في السجن وتزوجت من عليش.
    الشيخ الجندي :شيخ ناسك متعبد في صومعته يلتمس سعيد مهران عنده حلا لمشاكله، فلا يجد منه الا عبارات صوفية مبهمة.
    نور :مومس يتعرف عليها سعيد مهران بعد سلسلة من الجرائم ويتبادلان الحب وتقوم بإيوائه في بيتها عند مطاردة الشرطة له.

    الحدثالاحداث المهمة التي تصنع القصة

    سعيد مهران يسرق ساعة زميله. رؤوف علوان يستغل ظروف سعيد المادية والنفسية ويدخله عالم اللصوصية من بابها الواسع.

    سعيد مهران يدخل السجن لما قبض عليه متلبسا، ويقضي فيه أربع سنوات فقط لحسن سلوكه داخل السجن.

    سعيد مهران يخرج من السجن فتبدأ مأساته الحقيقية، يجد زوجته قد طلقته وهو في سجنه، وتزوجت من أخلص صديق له في عصابته. ويجد ابنته الصغيرة سناء تنكره وتفر منه، وهناك يكتشف كل الخونة والخيانات.

    رؤوف علوان أصبح صحفيا مرموقا وثريا، تنكر لسعيد مهران وشهر به واستعمله مادة اشهارية دسمة.

    الشيخ الجندي، الشيخ الناسك المتعبد في صومعته، لايقدم حلا لمشاكل سعيد مهران لما لجأ اليه، فيستمر سعيد في غيه.

    ٍ سعيد مهران تستقبله نورالمومس عندما يتخلى عنه كل الناس ويصبح طريد للشرطة.

    الشخصيات الفرعية المؤثرة

    نبوية الزوجة التي هيأ لها زوجها سعيد اسباب الخيانة حيث لم يعطها من اهتمامه وحبه ما يغنيها عن البحث عن بديل، كما سمح للأجانب وغير المحارم الاختلاء بزوجته.

    عليش الخائن الذي ليس له عهد ولا ذمة ولا حياء.

    سناء البنت البريئة الضحية التي تربت في بيئة خيانة بامتياز.

    الاحداث الفرعية المؤثرة

    وشاية عليش للشرطة التي أدت الى القبض على سعيد.

    الصيدلاني يبلغ الشرطة أنه رأى المجرم الذي تبحث عنه الشرطة، وهذا ساعد الشرطة على تحديد المنطقة التي يتواجد فيها سعيد.

    سناء لا تتعرف على ابيها وتفر منه.

    المعلم طرزان يزود سعيداً بمسدس.

    عليش يستفز سعيداً بمواجهته له معتمدا على المخبرين.

    فرار عليش ونبوية.

    عدم تمكن سعيد الوصول الى اعدائه وقتل ابرياء عوضا عنهم.

    العقدة أو الحدث الاكبر

    صور الكاتب العقدة، وأخذ يزيد في روافدها ويجعلها تزداد تعقيدًا، فسعيد مهران يريد الانتقام، ويشعر أن الدنيا تحيط به، ولكنه يخترق كل الحواجز حتى يصل إلى عُقر دار الخائن ليهدأ الحدث الروائي، ثم ما يلبث أن يعرف، أنه قتل رجلاً بريئًا سكن بدلاً من عليش، فيزداد الحدث تعقيدًا، ثم يضاعف التخطيط، وتزداد حدة الرغبة في الانتقام، ليعوض فشله السابق، فيحاول قتل رؤوف علوان، ويتربص له ويطلق الرصاص، ثم يكتشف أنه قتل رجلاً بريئًا آخر، فيزداد الأمر تعقيدًا ثم يستمر هذا الحال حتى يغذيه الكاتب من زاوية أخرى، وهي اختفاء نور، ليفقد المأوى، ثم يفقد صوابه، ثم يزداد الحدث بهذه النهاية غاية التعقيد، ثم تحدث مطاردة تعطي الحدث حركية تخرجه عن الرتابة وتملؤه حيوية وإثارة، وتظل المطاردة حتى يستسلم في النهاية، ولكن لأي شيء؟.. إنه استسلام قد يكون لليأس، وقد يكون لواقع الحياة المرير، وقد يكون للبوليس. لقد ترك الكاتب الرواية مفعمة بالحدث، فيضفي السكون التام بعد الحركة الدائبة.

    الفكرة الاساسية للنص

    اعتمدت رواية (اللص والكلاب) لنجيب محفوظ على فكرة الانتقام من الذين اغتنوا على حساب الآخرين، وزيفوا المبادئ، وداسوا على القيم الأصيلة، اعتمادا محوريا في تطوير أحداثها، وطيبعة العلاقة القائمة بين شخصياتها؛ إلا أن المحاولات كانت كلها عابثة تصيب الأبرياء وينجو منها الأعداء.

    وسعى نجيب محفوظ إلى تمرير الرسائل الرافضة لفكرة الانتقام بصوت العقل على لسان الشخصيات الثانوية والفرعية، مثل المخبر الذي قال أثناء اللقاء الأول لسعيد مهران مع عليش في بيته بعد خروجه من السجن: (دع القرار للقاضي، كلمة واحدة لا ثاني لها، وهي المحكمة، نعم المحكمة، ابحث أولا عن طريق مستقيم تأكل منه لقمتك)، وعلى الرغم من ذلك لم تثنه هذه النصيحة أو تلك عن فكرة الانتقام.

    الافكار الفرعية المساندة في تكوين النص

    صور نجيب محفوظ في خضم هذه الاحداث أنه من يلتجأ ألى الاسلام بحكم فطرته لا يجد حلا لاي من مشاكله. وهذا موقف راعي المسجد.

    الطبقة الغير مثقفة تجنح دائما الى الانتقام والى دعم فكرة الانتقام، وهذا ما وجده سعيد عند المعلم طرزان حيث زوده بمسدس.

    الطبقة المثقفة تحسن التعامل مع الاحداث، وكان هذا موقف الصيدلاني.

    كيف كانت بداية النص؟ هل كانت بداية موفقة؟

    بداية القصة كانت موفقة حيث أن نجيب محفوظ مهد بابراز البيئة التي تربى فيها سعيد، حيث وجد وازع الخير الذي تمثل في صاحب الساعة التي سرقها سعيد ومن كان حول صاحب الساعة، ووازع الشر الذي تمثل في رؤوف علوان.

    كيف كانت نهاية النص؟ هل كانت نهاية موفقة؟

    نهاية سعيد مهران ، وبعكس ما اراد، كانت نهاية حزينة جدا لانه لم ينجح في التخلص من اعدائه الخونة الكلاب ، الا انه قتل شخصين بريئين بدم بارد ، وكذلك فقد نوره التي احبته وكانت نوره التي هدته وانقدته وآوته بعد ان شعر بحبها له ، ولم يستطع الحصول على ابنته التي انكرته ولم تعرفه ، وفي النهاية وبعد مطاردته من قبل الشرطة سلم سعيد مهران نفسه عندما وجد نفسه محاصرا داخل المقبرة ولم يجد حلا اخرا .




    التعليق على قصة النص...

    نبدأ أولا بالشخصيات، فقد اختار نجيب محفوظ أسماء الرواية بطريقته الخاصة، فهو يختار عكس الشخصية ويطلق عليها الاسم، فشخصية رؤوف علوان مشتقة من أسماء الله الحسنى الرؤوف والعلي وهو المرشد الروحي الذي أرشده الى الفلسفة المادية بدلا من التوجه الديني، وقد رأينا أنه شخص بعكس اسمه فهو عديم الرأفة وحقير, أما سعيد فهو يمثل دور التعيس، أما نبوية فهي من يتخلق بأخلاق النبي الا أنها امرأة خائنة، خانت زوجها قبل دخول السجن وبعده، أما نور فهو نور خافت زائف لانها بغي.

    لقد بدا سعيد مهران ثائرا على الخيانة الشخصية متمثلة في عليش ونبوية ومن ثم ما لبث بفضل خيانة رؤوف علوان لمبادئه أن تحولت الى ثورة عامة ذات طابع اجتماعي، ثورة على الخيانة بشكل عام وعلى الفساد بصوره المختلفة، وعلى المجتمع الذي يسمح بقيام هذه الخيانات ويحميها، واذا كانت ثورته لم تحقق شيئا من الاصلاح العام، بل لم تحقق له حتى أغراضه الشخصية، فان موقفه الايجابي الثائر واحساسه بتعاطف الناس معه ورغبته في التصال بهم و الاندماج معهم يجعل منه بطلا ثوريا.

    كما صور الكاتب الاسلام على انه ليس له دور في حياة الناس، ويوجد فقط داخل المسجد وقد بدا رواده متصوفون سكارى لا يشعرون حتى بمن بمر بجانبهم. أما شيخهم هو الاخر سلبي فيما يتعلق بحياة الناس ويدعوهم الى الانزواء والخنوع والاستسلام بدلا من مواجهة اظلم والدفاع عن المستضعفين, وهذا ما حصل لسعيد عندما لجأ الى الشيخ علي
    وقد وفق المؤلف بصورة خاصة في استخدامه لكلمة الكلاب بمعناه المادي المعروف وبمعنى الخونة والانتهازيين في معظم الاحيان, فباستطاعتنا أن نسمي الرواية " الثائر والخونة" بدلا من اللص والكلاب.

    http://pulpit.alwatanvoice.com/content-165849.html

    :15665:

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 12:33 am