ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ Empty ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء أبريل 29, 2015 12:06 pm

    ﻗﺼﺔ "ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ:
    ﺳﻤﻊ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ أﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ جبير ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﻓأﻣﺮ ﺑإحضاره.
    ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻣﺎ ﺍﺳﻤﻚ؟
    ﺳﻌﻴﺪ: ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ .
    ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﺑﻞ ﺃﻧﺖ ﺷﻘﻲ ﺑﻦ ﻛﺴﻴﺮ .
    ﺳﻌﻴﺪ: ﺑﻞ ﺃﻣﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺎﺳﻤﻲ ﻣﻨﻚ .
    ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﺷﻘﻴﺖَ ﺃﻧﺖ، ﻭﺷﻘﻴﺖْ ﺃﻣﻚ.
    ﺳﻌﻴﺪ: ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﻏﻴﺮﻙ.
    ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻷﺑﺪﻟﻨَّﻚ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ﻧﺎﺭًﺍ ﺗﻠﻈﻰ.
    ﺳﻌﻴﺪ: ﻟﻮ ﻋﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻴﺪﻙ ﻻﺗﺨﺬﺗﻚ ﺇﻟﻬًﺎ .
    ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻓﻤﺎ ﻗﻮﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺤﻤﺪ.
    ﺳﻌﻴﺪ: ﻧﺒﻲ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ، ﻭﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﻬﺪﻯ.
    ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻓﻤﺎ ﻗﻮﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ، ﺃﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﻡ ﻓﻲ
    ﺍﻟﻨﺎﺭ؟
    ﺳﻌﻴﺪ: ﻟﻮ ﺩﺧﻠﺘﻬﺎ؛ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻟﻌﺮﻓﺖ.
    ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻓﻤﺎ ﻗﻮﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ؟
    ﺳﻌﻴﺪ: ﻟﺴﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻮﻛﻴﻞ.
    ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻓﺄﻳﻬﻢ ﺃﻋﺠﺐ ﺇﻟﻴﻚ؟
    ﺳﻌﻴﺪ: ﺃﺭﺿﺎﻫﻢ ﻟﺨﺎﻟﻘﻲ.
    ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻓﺄﻳﻬﻢ ﺃﺭﺿﻰ ﻟﻠﺨﺎﻟﻖ؟
    ﺳﻌﻴﺪ: ﻋﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻩ .
    ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﺃﺑﻴﺖَ ﺃﻥ ﺗَﺼْﺪُﻗَﻨِﻲ.
    ﺳﻌﻴﺪ: ﺇﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﻛﺬﺑﻚ .
    ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﻀﺤﻚ؟
    ﺳﻌﻴﺪ: ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻮِ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ..ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻀﺤﻚ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﺧﻠﻖ ﻣﻦ ﻃﻴﻦ ﻭﺍﻟﻄﻴﻦ
    ﺗﺄﻛﻠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ.
    ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻭﻳﻠﻚ ﻳﺎ ﺳﻌﻴﺪ !
    ﺳﻌﻴﺪ: ﺍﻟﻮﻳﻞ ﻟﻤﻦ ﺯﺣﺰﺡ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ، ﻭﺃﺩﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ.
    ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﺃﻱ ﻗﺘﻠﺔ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻗﺘﻠﻚ؟
    ﺳﻌﻴﺪ: ﺍﺧﺘﺮ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻳﺎ ﺣﺠﺎﺝ، ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺘﻠﻨﻲ ﻗﺘﻠﺔ ﺇﻻ ﻗﺘﻠﺘﻚ ﻗﺘﻠﺔ مثلها
    ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ.
    ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﺃﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﻔﻮ ﻋﻨﻚ؟
    ﺳﻌﻴﺪ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻓﻼ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﻟﻚ، ﻭﻻ ﻋُﺬﺭ.
    ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﺍﺫﻫﺒﻮﺍ ﺑﻪ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮﻩ .
    ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻟﻴﻘﺘﻠﻮﻩ، ﺑﻜﻲ ﺍﺑﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ، ﻓﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ
    ﺳﻌﻴﺪ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻣﺎ ﻳﺒﻜﻴﻚ؟ ﻣﺎ ﺑﻘﺎﺀ ﺃﺑﻴﻚ ﺑﻌﺪ ﺳﺒﻊ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ ﺳﻨﺔ؟، ﻭﺑﻜﻲ
    ﺃﻳﻀًﺎ ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺳﻌﻴﺪ: ﻣﺎ ﻳﺒﻜﻴﻚ؟
    ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﻟﻤﺎ ﺃﺻﺎﺑﻚ.
    ﺳﻌﻴﺪ: ﻓﻼ ﺗﺒﻚ، ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ، ﺛﻢ ﺗﻼ : " ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﻣﻦ
    ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﺒﺮﺃﻫﺎ "
    [ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ 22: ] ، ﺛﻢ ﺿﺤﻚ ﺳﻌﻴﺪ، ﻓﺘﻌﺠﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ،ﻭﺃﺧﺒﺮﻭﺍ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ، ﻓﺄﻣﺮ
    ﺑﺮﺩِّﻩ، ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ: ﻣﺎ ﺃﺿﺤﻜﻚ؟
    ﺳﻌﻴﺪ: ﻋﺠﺒﺖ ﻣﻦ ﺟﺮﺃﺗﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺣﻠﻤﻪ ﻋﻨﻚ.
    ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﺍﻗﺘﻠﻮﻩ.
    ﺳﻌﻴﺪ: "وﺟﻬﺖ ﻭﺟﻬﻲ ﻟﻠﺬﻱ ﻓﻄﺮ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺣﻨﻴﻔًﺎ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻣﻦ
    ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ" [ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ: 79] .
    ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻭﺟﻬﻮﻩ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ .
    ﺳﻌﻴﺪ: "ﻓﺄﻳﻨﻤﺎ ﺗﻮﻟﻮﺍ ﻓﺜﻢ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ " [ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: 115] .
    ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻛﺒﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ.
    ﺳﻌﻴﺪ: " ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻠﻘﻨﺎﻛﻢ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻧﻌﻴﺪﻛﻢ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻧﺨﺮﺟﻜﻢ ﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ " [ﻃﻪ:55]
    ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﺍﺫﺑﺤﻮﻩ.
    ﺳﻌﻴﺪ: ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﺄﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪًﺍ
    ﻋﺒﺪﻩ وﺭﺳﻮﻟﻪ، ﺧﺬﻫﺎ ﻣﻨﻲ ﻳﺎ ﺣﺠﺎﺝ ﺣﺘﻰ ﺗﻠﻘﺎﻧﻲ ﺑﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﺛﻢ ﺩﻋﺎ
    ﺳﻌﻴﺪ ﺭﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﺗﺴﻠﻄﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻳﻘﺘﻠﻪ ﺑﻌﺪﻱ .
    ﻭﻣﺎﺕ ﺳﻌﻴﺪ ﺷﻬﻴﺪًﺍ ﺳﻨﺔ 95ﻫـ، ﻭﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺳﺒﻊ ﻭﺧﻤﺴﻮﻥ ﺳﻨﺔ،
    ﻣﺎﺕ ﻭﻟﺴﺎﻧﻪ ﺭﻃﺐ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ.
    اللهم اغفر لسعيد بن جبير، وأدخله أعالي الجنان،وارزقه رضاك ، يارحيم ، يارحمن، يارب العالمين.

    -----------------

    إضافة:

    عرفت بعد ذلك أن القصة ضعيفة

    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=327664
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ Empty رد: ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء أبريل 29, 2015 12:59 pm

    مقتل سعيد بن جبير رحمه الله

    قال ابن جرير: وفي هذه السنة قتل الحجاج بن يوسف سعيد بن جبير، وكان سبب ذلك أن الحجاج كان قد جعله على نفقات الجند حين بعثه مع ابن الأشعث إلى قتال رتبيل ملك الترك، فلما خلعه ابن الأشعث خلعه معه سعيد بن جبير، فلما ظفر الحجاج بابن الأشعث وأصحابه هرب سعيد بن جبير إلى أصبهان، فكتب الحجاج إلى نائبها أن يبعثه إليه، فلما سمع بذلك سعيد هرب منها، ثم كان يعتمر في كل سنة ويحج، ثم إنه لجأ إلى مكة فأقام بها إلى أن وليها خالد بن عبد الله القسري، فأشار من أشار على سعيد بالهرب منها، فقال سعيد: والله لقد استحييت من الله مما أفر ولا مفر من قدره؟ وتولى على المدينة عثمان بن حيان بدل عمر بن عبد العزيز، فجعل يبعث من بالمدينة من أصحاب ابن الأشعث من العراق إلى الحجاج في القيود، فتعلم منه خالد بن الوليد القسري، فعين من عنده من مكة سعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح، ومجاهد بن جبر وعمرو بن دينار وطلق ابن حبيب، ويقال إن الحجاج أرسل إلى الوليد يخبره أن بمكة أقواما من أهل الشقاق، فبعث خالد بهؤلاء إليه ثم عفا عن عطاء وعمرو بن دينار لأنهما من أهل مكة وبعث بأولئك الثلاثة، فأما طلق فمات في الطريق قبل أن يصل، وأما مجاهد فحبس فما زال في السجن حتى مات الحجاج، وأما سعيد ابن جبير فلما أوقف بين يدي الحجاج قال له: يا سعيد ألم أشركك في أمانتي؟ ألم أستعملك؟ ألم أفعل؟ ألم أفعل؟ كل ذلك يقول: نعم حتى ظن من عنده أنه سيخلي سبيله حتى قال له: فما حملك على الخروج علي وخلعت بيعة أمير المؤمنين، فقال سعيد: إن ابن الأشعث أخذ مني البيعة على ذلك وعزم علي، فغضب عند ذلك الحجاج غضبا شديدا، وانتفخ حتى سقط طرف ردائه عن منكبه، وقال له ويحك ألم أقدم مكة فقتلت ابن الزبير وأخذت بيعة أهلها وأخذت بيعتك لأمير المؤمنين عبد الملك؟ قال: بلى، قال: ثم قدمت الكوفة واليا على العراق فجددت لأمير المؤمنين البيعة فأخذت بيعتك له ثانية، قال: بلى ! قال فتنكث بيعتين لأمير المؤمنين وتفي بواحدة للحائك ابن الحائك؟ يا حرسي اضرب عنقه. قال: فضربت عنقه فبدر رأسه عليه لا طئة صغيرة بيضاء، وقد ذكر الواقدي نحو هذا، وقال له: أما أعطيتك مائة ألف؟ أما فعلت أما فعلت.
    قال ابن جرير: فحدثت عن أبي غسان مالك بن إسماعيل، قال: سمعت خلف بن خليفة، يذكر عن رجل قال لما قتل الحجاج سعيد بن جبير فندر رأسه هلل ثلاثا مرة يفصح بها، وفي الثنتين يقول: مثل ذلك لا يفصح بها.
    وذكر أبو بكر الباهلي قال: سمعت أنس بن أبي شيخ يقول: لما أتي الحجاج بسعيد بن جبير قال: لعن ابن النصرانية - يعني خالد القسري وكان هو الذي أرسل به من مكة - أما كنت أعرف مكانه، بلى والله والبيت الذي هو فيه بمكة، ثم أقبل عليه فقال: يا سعيد ما أخرجك علي؟ فقال: أصلح الله الأمير أنا امرؤ من المسلمين يخطئ مرة ويصيب أخرى، فطابت نفس الحجاج وانطلق وجهه، ورجا الحجاج أن يتخلص من أمره ثم عاوده في شيء، فقال سعيد: إنما كانت بيعة في عنقي، فغضب عند ذلك الحجاج فكان ما كان من قتله.
    وذكر عتاب بن بشر، عن سالم الأفطس، قال: أتي الحجاج بسعيد بن جبير وهو يريد الركوب وقد وضع إحدى رجليه في الغرز، فقال: والله لا أركب حتى تتبوأ مقعدك من النار، اضربوا عنقه، فضربت عنقه. قال: والتبس الحجاج في عقله مكانه فجعل يقول: قيودنا قيودنا فظنوا أنه يريد القيود التي على سعيد فقطعوا رجليه من أنصاف ساقيه وأخذوا القيود.
    وقال محمد بن أبي حاتم، ثنا عبد الملك بن عبد الله، عن هلال بن خباب، قال: جيء بسعيد بن جبير إلى الحجاج فقال: كتبت إلى مصعب بن الزبير؟ فقال: بلى كتبت إلى مصعب، قال: لا والله لأقتلنك، قال: إني إذا لسعيد كما سمتني أمي، قال: فقتله فلم يلبث الحجاج بعده إلا أربعين يوما، وكان إذا نام يراه في المنام يأخذ بمجامع ثوبه ويقول: يا عدو الله فيم قتلتني؟ فيقول الحجاج: مالي ولسعيد بن جبير، مالي ولسعيد بن جبير؟
    قال ابن خلكان: كان سعيد بن جبير بن هشام الأسدي مولى بني والبة كوفيا أحد الأعلام من التابعين، وكان أسود اللون، وكان لا يكتب على الفتيا فلما عمي ابن عباس كتب، فغضب ابن عباس من ذلك وذكر مقتله كنحو ما تقدم، وذكر أنه كان في شعبان، وأن الحجاج مات بعده في رمضان، وقيل قبل بستة أشهر، وذكر عن الإمام أحمد أنه قال: قتل سعيد بن جبير وما على وجه الأرض أحد إلا وهو محتاج - أو قال مفتقر - إلى علمه ويقال: إن الحجاج لم يسلط بعده على أحد، وسيأتي في ترجمة الحجاج أيضا شيء من هذا، قال ابن جرير: وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لأنه مات فيها عامة فقهاء المدينة، مات في أولها علي بن الحسين بن زين العابدين، ثم عروة بن الزبير، ثم سعيد بن المسيب وأبو بكر عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وسعيد بن جبير من أهل مكة، وقد ذكرنا تراجم هؤلاء في كتابنا التكميل، وسنذكر طرفا صالحا هاهنا إن شاء الله تعالى.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ Empty رد: ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء أبريل 29, 2015 1:01 pm

    سعيد بن جبير نسبه وقبيلته
    هو سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالبي مولاهم الكوفي، أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله ووالبة هو ابن الحارث بن ثعلبة، عده أصحاب السير من الطبقة الثالثة من التابعين. وقد روى له البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي- ابن ماجه.

    سعيد بن جبير .. بلد المعيشة والرحلات
    ذكره أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان فقال: دخل أصبهان وأقام بها مدة، ثم ارتحل منها إلى العراق وسكن قرية سنبلان.

    صحابة تعلم على أيديهم سعيد بن جبير
    واتت الفرصة لسعيد بن جبير فتعلم على يد عدد من الصحابة ويروي عنهم، فأخذ عن حبر الأمة عبد الله بن عباس وروى عنه وأكثر، وكان أحد تلامذته، وسمع من عبد الله بن مغفل وعائشة أم المؤمنين وعدي بن حاتم وأبي موسى الأشعري وأبي هريرة وأبي مسعود البدري وعن ابن عمر وابن الزبير والضحاك بن قيس وأنس بن مالك وأبي سعيد الخدري.

    من ملامح شخصية سعيد بن جبيرعبادة سعيد بن جبير
    مما عرف عن سعيد بن جبير أنه كان عابدًا قوامًا، فعن أصبغ بن زيد قال كان لسعيد بن جبير ديك كان يقوم من الليل بصياحة فلم يصح ليلة من الليالي حتى أصبح فلم يصل سعيد تلك الليلة فشق عليه فقال: ما له قطع الله صوته فما سمع له صوت بعد فقالت له أمه: يا بني لا تدع على شيء بعدها. وقال القاسم بن أبي أيوب سمعت سعيدًا يردد هذه الآية في الصلاة بضعا وعشرين مرة "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله". ويقول هلال بن خباب: خرجت مع سعيد بن جبير في رجب فأحرم من الكوفة بعمرة ثم رجع من عمرته، ثم أحرم بالحج في النصف من ذي القعدة وكان يحرم في كل سنة مرتين مرة للحج ومرة للعمرة.

    حب سعيد بن جبير للقرآن
    كان لسعيد شأن وحال مع القرآن فروي أنه كان يختم القرآن في كل ليلتين. وكان سعيد بن جبير يجيء فيما بين المغرب والعشاء فيقرأ القرآن في رمضان، وعن الصعب بن عثمان قال: قال سعيد بن جبير: ما مضت علي ليلتان منذ قتل الحسين إلا أقرأ فيها القرآن إلا مريضًا أو مسافرًا.

    خوف وورع سعيد بن جبير
    مما أثر عن سعيد بن جبير خوفه وخشيته وكان ذكر الموت لا يفارقه فيقول: لو فارق ذكر الموت قلبي لخشيت أن يفسد علي قلبي. وعنه قال: إنما الدنيا جمع من جمع الآخرة.

    سعيد بن جبير وتمنيه للشهادة
    ولما علم من فضل الشهادة تمناها وثبت للقتل ولم يكترث ولا عامل عدوه بالتقية المباحة له رحمه الله تعالى، فعن داود بن أبي هند قال: لما أًخذ الحجاج سعيد بن جبير قال: ما أراني إلا مقتولاً وسأخبركم: إني كنت أنا وصاحبان لي دعونا حين وجدنا حلاوة الدعاء ثم سألنا الله الشهادة فكلا صاحبي رزقها وأنا أنتظرها قال: فكأنه رأى أن الإجابة عند حلاوة الدعاء.

    علم سعيد بن جبير
    كان سعيد بن جبير وعاء من أوعية العلم فعن خصيف قال: كان أعلمهم بالقرآن مجاهد وأعلمهم بالحج عطاء وأعلمهم بالحلال والحرام طاووس وأعلمهم بالطلاق سعيد بن المسيب وأجمعهم لهذه العلوم سعيد بن جبير. ويقول ميمون بن مهران: لقد مات سعيد بن جبير وما على ظهر الأرض رجل إلا يحتاج إلى سعيد.

    وكان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه يقول: أليس فيكم ابن أم الدهماء يعني سعيد بن جبير.

    وعن سعيد بن جبير قال: جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن فريضة فقال: ائت سعيد بن جبير فإنه أعلم بالحساب مني وهو يفرض منها ما أفرض.

    أثر الصحابة في سعيد بن جبير
    لقد كان للصحابة أثر كبير في تعليم سعيد بن جبير فهم الذين أرشدوه إلى الخير وأمروه بأن يُحدث وهم حاضرون كما فعل معه ابن عباس فعن مجاهد قال: قال ابن عباس لسعيد بن جبير: حدث فقال: أحدث وأنت ها هنا قال: أوليس من نعمة الله عليك أن تحدث وأنا شاهد فإن أصبت فذاك وإن أخطأت علمتك. وعن سعيد بن جبير قال: رآني أبو مسعود البدري في يوم عيد ولي ذؤابة فقال: يا غلام أو يا غليم، إنه لا صلاة في مثل هذا اليوم قبل صلاة الإمام فصل بعدها ركعتين وأطل القراءة.

    أثر سعيد بن جبير في الآخرين
    ما كانت تأتي فرصة للدعوة أو للنصح أمام سعيد بن جبير إلا اغتنمها، فكان يراسل إخوانه وفي ذلك يقول عمرو بن ذر: كتب سعيد بن جبير إلى أبي كتابًا أوصاه بتقوى الله وقال: إن بقاء المسلم كل يوم غنيمة فذكر الفرائض والصلوات وما يرزقه الله من ذكره.

    وعن هلال بن خباب أنه قال: خرجنا مع سعيد بن جبير في جنازة فكان يحدثنا في الطريق ويذكرنا حتى بلغ، فلما جلس لم يزل يحدثنا حتى قمنا فرجعنا وكان كثير الذكر لله. وكان يقول: وددت الناس أخذوا ما عندي فإنه مما يهمني. وكان لا يدع أحدًا يغتاب عنده أحدًا إلا يقول إن أردت ذلك ففي وجهه.

    من كلمات سعيد بن جبير
    قال سعيد بن جبير: التوكل على الله جماع الإيمان.

    وقال: إن الخشية أن تخشى الله حتى تحول خشيتك بينك وبين معصيتك فلتلك الخشية، والذكر طاعة الله فمن أطاع الله فقد ذكره ومن لم يطعه فليس بذاكر وإن أكثر التسبيح وتلاوة القرآن.

    وقال: أظهر اليأس مما في أيدي الناس فإنه عناء، وإياك وما يعتذر منه فإنه لا يعتذر من خير.

    وفاة سعييد بن جبير
    يروي عون بن أبي شداد ما وقع بين سعيد والحجاج فيقول: بلغني أن الحجاج لما ذكر له سعيد بن جبير أرسل إليه قائدًا يسمى المتلمس بن أحوص في عشرين من أهل الشام، فبينما هم يطلبونه إذا هم براهب في صومعته فسألوه عنه فقال: صفوه لي فوصفوه فدلهم عليه فانطلقوا فوجدوه ساجدًا يناجي بأعلى صوته فدنوا وسلموا، فرفع رأسه فأتم بقية صلاته ثم رد عليهم السلام فقالوا: إنا رسل الحجاج إليك فأجبه، قال: ولا بد من الإجابة، قالوا: لابد فحمد الله وأثنى عليه وقام معهم حتى انتهى إلى دير الراهب فقال الراهب: يا معشر الفرسان، أصبتم صاحبكم قالوا: نعم فقال: اصعدوا فإن اللبوة والأسد يأويان حول الدير ففعلوا، وأبى سعيد أن يدخل فقالوا: ما نراك إلا وأنت تريد الهرب منا قال: لا ولكن لا أدخل منزل مشرك أبدًا قالوا: فإنا لا ندعك فإن السباع تقتلك قال: لا ضير إن معي ربي يصرفها عني ويجعلها حرسًا تحرسني قالوا: فأنت من الأنبياء؟ قال: ما أنا من الأنبياء، ولكن عبد من عبيد الله مذنب قال الراهب: فليعطني ما أثق به على طمأنينة فعرضوا على سعيد أن يعطي الراهب ما يريد قال: إني أعطي العظيم الذي لا شريك له لا أبرح مكاني حتى أصبح إن شاء الله، فرضي الراهب بذلك فقال لهم: اصعدوا وأوتروا القسي لتنفروا السباع عن هذا العبد الصالح فإنه كره الدخول في الصومعة لمكانكم، فلما صعدوا وأوتروا القسي إذا هم بلبوة قد أقبلت فلما دنت من سعيد تحككت به وتمسحت به، ثم ربضت قريبا منه وأقبل الأسد يصنع كذلك فلما رأى الراهب ذلك وأصبحوا نزل إليه فسأله عن شرائع دينه وسنن رسوله ففسر له سعيد ذلك كله فأسلم، وأقبل القوم على سعيد يعتذرون إليه ويقبلون يديه ورجليه، ويأخذون التراب الذي وطئه فيقولون: يا سعيد حلفنا الحجاج بالطلاق والعتاق إن نحن رأيناك لا ندعك حتى نشخصك إليه، فمرنا بما شئت قال: امضوا لأمركم فإني لائذ بخالقي ولا راد لقضائه فساروا حتى بلغو واسطًا فقال سعيد: قد تحرمت بكم وصحبتكم ولست أشك أن أجلي قد حضر فدعوني الليلة آخذ أهبة الموت واستعد لمنكر ونكير، وأذكر عذاب القبر، فإذا أصبحتم فالميعاد بيننا المكان الذي تريدون فقال: بعضهم لا تريدون أثرًا بعد عين وقال بعضهم: قد بلغتم أمنكم واستوجبتم جوائز الأمير فلا تعجزوا عنه وقال بعضهم: يعطيكم ما أعطى الراهب، ويلكم أما لكم عبرة بالأسد ونظروا إلى سعيد قد دمعت عيناه، وشعث رأسه، واغبر لونه، ولم يأكل ولم يشرب ولم يضحك منذ يوم لقوه وصحبوه، فقالوا: يا خير أهل الأرض، ليتنا لم نعرفك ولم نسرح إليك، الويل لنا ويلاً طويلاً، كيف ابتلينا بك؟ اعذرنا عند خالقنا يوم الحشر الأكبر، فإنه القاضي الأكبر، والعادل الذي لا يجور، قال: ما أعذرني لكم، وأرضاني لما سبق من علم الله في، فلما فرغوا من البكاء والمجاوبة قال: كفيله أسألك بالله لما زودتنا من دعائك وكلامك فإنا لن نلقى مثلك أبدًا ففعل ذلك، فخلوا سبيله فغسل رأسه ومدرعته وكساءه وهم محتفون الليل كله، ينادون بالويل واللهف، فلما انشق عمود الصبح جاءهم سعيد فقرع الباب، فنزلوا وبكوا معه وذهبوا به إلى الحجاج وآخر معه فدخلا فقال الحجاج: أتيتموني بسعيد بن جبير قالوا: نعم وعاينا منا العجب، فصرف بوجهه عنهم فقال: أدخلوه علي فخرج المتلمس فقال: لسعيد أستودعك الله وأقرأ عليك السلام فأدخل عليه:

    فقال: ما اسمك؟

    قال: سعيد بن جبير؟

    قال: أنت شقي بن كسير.

    قال: بل أمي كانت أعلم باسمي منك قال: شقيت أنت وشقيت أمك.

    قال: الغيب يعلمه غيرك.

    قال: لأبدلنك بالدنيا نار تلظى.

    قال: لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلهًا.

    قال: فما قولك في محمد .

    قال: نبي الرحمة إمام الهدى.

    قال: فما قولك في علي في الجنة هو أم في النار؟

    قال: لو دخلتها فرأيت أهلها عرفت.

    قال: فما قولك في الخلفاء؟

    قال: لست عليهم بوكيل.

    قال: فأيهم أعجب إليك؟

    قال: أرضاهم لخالقي.

    قال: فأيهم أرضى للخالق.

    قال: علم ذلك عنده.

    قال: أبيت أن تصدقني.

    قال: إني لم أحب أن أكذبك.

    قال: فما بالك لم تضحك.

    قال: وكيف يضحك مخلوق خلق من الطين والطين تأكله النار؟

    قال: فما بالنا نضحك؟

    قال: لم تستو القلوب.

    قال: ثم أمر الحجاج باللؤلؤ والياقوت والزبرجد وجمعه بن يدي سعيد.

    فقال: إن كنت جمعته لتفتدي به من فزع يوم القيامة فصالح، وإلا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت، ولا خير في شيء جُمع للدنيا إلا ما طاب وزكا.

    ثم دعا الحجاج بالعود والناي فلما ضرب بالعود ونفخ في الناي بكى.

    فقال: الحجاج ما يبكيك هو اللهو؟

    قال: بل هو الحزن أما النفخ فذكرني يوم نفخ الصور، وأما العود فشجرة قطعت من غير حق، وأما الأوتار فأمعاء شاة يبعث بها معك يوم القيامة.

    فقال: الحجاج ويلك يا سعيد.

    قال: الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار.

    قال: اختر أي قتلة تريد أن أقتلك؟

    قال: اختر لنفسك يا حجاج فوالله ما تقتلني قتله إلا قتلتك قتلة في الآخرة؟

    قال: فتريد أن أعفوا عنك؟

    قال: إن كان العفو فمن الله، وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر؟

    قال: اذهبوا به فاقتلوه.

    فلما خرج من الباب ضحك فأخبر الحجاج بذلك فأمر برده.

    فقال: ما أضحكك؟

    قال: عجبت من جرأتك على الله، وحلمه عنك فأمر بالنطع فبسط فقال: اقتلوه.

    فقال: "وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض".

    قال: شدوا به لغير القبلة.

    قال:" فأينما تولوا فثم وجه الله".

    قال: "منها خلقناكم وفيها نعيدكم".

    قال: اذبحوه.

    قال: إني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، خذها مني حتى تلقاني يوم القيامة، ثم دعا الله سعيد وقال: اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي فذبح على النطع.

    وفاة سعيد بن جبير
    كان قتل سعيد بن جبير سنة أربع وتسعين وكان يومئذ بن تسع وأربعين سنة.

    المصادر: رواة التهذيبيين - وفيات الأعيان - سير أعلام النبلاء - الطبقات الكبرى.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ Empty رد: ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء أبريل 29, 2015 1:03 pm

    http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.php?art=5316&id=114&sid=659&ssid=678&sssid=679
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ Empty رد: ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء أبريل 29, 2015 1:04 pm

    سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ( ع )

    ابْنُ هِشَامٍ ، الْإِمَامُ الْحَافِظُ الْمُقْرِئُ الْمُفَسِّرُ الشَّهِيدُ ، أَبُو مُحَمَّدٍ ، وَيُقَالُ : أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ الْوَالِبِيُّ ، مَوْلَاهُمُ الْكُوفِيُّ ، أَحَدُ الْأَعْلَامِ .

    [ ص: 322 ] رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَأَكْثَرَ وَجَوَّدَ ، وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ ، وَعَائِشَةَ ، وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فِي سُنَنِ النَّسَائِيِّ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَأَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ - وَهُوَ مُرْسَلٌ - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ ، وَالضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ ، وَأَنَسٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ .

    وَرَوَى عَنِ التَّابِعِينَ ، مِثْلِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ . وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ .

    قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ . قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ وَطَائِفَةٌ .

    وَحَدَّثَ عَنْهُ أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ ، وَآدَمُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَالِدُ يَحْيَى ، وَأَشْعَثُ بْنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ ، وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وَبُكَيْرُ بْنُ شِهَابٍ ، وَثَابِتُ بْنُ عَجْلَانَ ، وَأَبُو الْمِقْدَامِ ثَابِتُ بْنُ هُرْمُزَ ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ ، وَأَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِيِ ثَابِتٍ ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ ، وَحَسَّانُ بْنُ أَبِي الْأَشْرَسِ ، وَحُصَيْنٌ ، وَالْحَكَمُ ، وَحَمَّادٌ ، وَخُصَيْفٌ الْجَزَرِيُّ ، وَزِرٌّ الْهَمْدَانِيُّ ، وَزَيْدٌ الْعَمِّيُّ ، وَسَالِمٌ الْأَفْطَسُ ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ ، وَسُلَيْمَانُ الْأَحْوَلُ ، وَسُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ ، وَأَبُو سِنَانٍ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ ، وَطَارِقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ ، وَأَبُو سِنَانٍ طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ ، وَأَبُو حَرِيزٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُسَيْنٍ ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ ، [ ص: 323 ] وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى بْنِ أَبِي لَيْلَى ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَامِرٍ الثَّعْلَبِيُّ ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ الْبَصْرِيُّ ، وَابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَعِيدٍ ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ ، وَعُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ ، وَعُثْمَانُ بْنُ قَيْسٍ ، وَعَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ ، وَعَزْرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ ، وَعَلِيُّ بْنُ بَذِيمَةَ ، وَعَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ، وَعَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ الْبَصْرِيُّ ، وَعَمْرُو بْنُ عَمْرٍو الْمَدَنِيُّ ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ ، وَعَمْرُو بْنُ هَرَمٍ ، وَفَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ ، وَفُضَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيُّ ، وَالْقَاسِمُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، وَالْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ ، وَكَثِيرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ ، وَكُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ ، وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ ، وَمُجَاهِدٌ رَفِيقُهُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ ، وَالزُّهْرِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ ، وَمَسْعُودُ بْنُ مَالِكٍ ، وَمُسْلِمٌ الْبَطِينُ ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ ، وَمَنْصُورُ بْنُ حَيَّانَ ، وَمَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ ، وَالْمُنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو ، وَمُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ ، وَأَبُو شِهَابٍ الْحِنَاطُ الْأَكْبَرُ مُوسَى بْنُ نَافِعٍ ، وَمَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، وَهِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ ، وَوَبَرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَوَهْبُ بْنُ مَأْنُوسٍ ، وَأَبُو هُبَيْرَةَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ ، وَيَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو الْمُعَلَّى الْعَطَّارُ ، وَيَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ ، وَيَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ ، وَأَبُو حَصِينٍ الْأَسَدِيُّ ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ ، وَأَبُو الصَّهْبَاءِ الْكُوفِيُّ ، وَأَبُو عَوْنٍ الثَّقَفِيُّ ، وَأَبُو هَاشِمٍ الرُّمَّانِيُّ ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ .

    رَوَى ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، عَنْ أَصْبَغَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : كَانَ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ دِيكٌ ، كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ بِصِيَاحِهِ ، فَلَمْ يَصِحْ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي حَتَّى أَصْبَحَ ، فَلَمْ يُصَلِّ سَعِيدٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ، فَشَقَّ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا لَهُ قَطَعَ اللَّهُ صَوْتَهُ ؟ فَمَا سُمِعَ لَهُ صَوْتٌ بَعْدُ . فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ : يَا بُنَيَّ ، لَا تَدْعُ عَلَى شَيْءٍ بَعْدَهَا .

    [ ص: 324 ] قَالَ أَبُو الشَّيْخِ : قَدِمَ سَعِيدٌ أَصْبَهَانَ زَمَنَ الْحَجَّاجِ ، وَأَخَذُوا عَنْهُ .

    وَعَنْ عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ : كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بِأَصْبَهَانَ لَا يُحَدِّثُ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ فَجَعَلَ يُحَدِّثُ ، فَقُلْنَا لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ : انْشُرْ بَزَّكَ حَيْثُ تُعْرَفُ .

    قَالَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ : كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بِفَارِسَ ، وَكَانَ يَتَحَزَّنُ ، يَقُولُ : لَيْسَ أَحَدٌ يَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ . وَكَانَ يُبْكِينَا ، ثُمَّ عَسَى أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى نَضْحَكَ .

    شُعْبَةُ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ : كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بِأَصْبَهَانَ ، وَكَانَ غُلَامٌ مَجُوسِيٌّ يَخْدِمُهُ ، وَكَانَ يَأْتِيهِ بِالْمُصْحَفِ فِي غِلَافِهِ .

    قَالَ الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ : سَمِعْتُ سَعِيدًا يُرَدِّدُ هَذِهِ الْآيَةَ فِي الصَّلَاةِ بِضْعًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ .

    أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْخَيْرِ ، عَنِ اللَّبَّانِ ، أَنْبَأَنَا الْحَدَّادُ ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ ، قَالَ : دَخَلَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ الْكَعْبَةَ فَقَرَأَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ .

    الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ وِقَاءِ بْنِ إِيَاسٍ ، قَالَ : كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِيمَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعَشَاءِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَكَانُوا يُؤَخِّرُونَ الْعِشَاءَ .

    [ ص: 325 ] قُلْتُ : هَذَا خِلَافُ السُّنَّةِ ، وَقَدْ صَحَّ النَّهْيُ عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي أَقَلِّ مِنْ ثَلَاثٍ .

    يَزِيدُ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، أَنَّهُ كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ .

    يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ : كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا أَتَاهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ يَسْتَفْتُونَهُ ، يَقُولُ : أَلَيْسَ فِيكُمُ ابْنُ أُمِّ الدَّهْمَاءِ ؟ يَعْنِي سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ .

    قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَقَدْ مَاتَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَمَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ إِلَّا وَهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى عِلْمِهِ .

    وَقَالَ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ جِمَاعُ الْإِيمَانِ .

    وَكَانَ يَدْعُو : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صِدْقَ التَّوَكُّلِ عَلَيْكَ ، وَحُسْنَ الظَّنِّ بِكَ .

    أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ ، قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي رَجَبٍ ، فَأَحْرَمَ مِنَ الْكُوفَةِ بِعُمْرَةٍ ، ثُمَّ رَجَعَ مِنْ عُمْرَتِهِ ، ثُمَّ أَحْرَمَ بِالْحَجِّ فِي النِّصْفِ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ ، وَكَانَ يُحْرِمُ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّتَيْنِ ، مَرَّةً لِلْحَجِّ ، وَمَرَّةً لِلْعُمْرَةِ .

    [ ص: 326 ] ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : إِنِ الْخَشْيَةَ أَنْ تَخْشَى اللَّهَ حَتَّى تَحُولَ خَشِيتُكَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ ، فَتِلْكَ الْخَشْيَةُ ، وَالذِّكْرُ طَاعَةُ اللَّهِ ، فَمَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فَقَدْ ذَكَرَهُ ، وَمَنْ لَمْ يُطِعْهُ فَلَيْسَ بِذَاكِرٍ وَإِنْ أَكْثَرَ التَّسْبِيحَ وَتِلَاوَةَ الْقُرْآنِ .

    وَرُوِيَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ : قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : لَأَنْ أَنْشُرَ عِلْمِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَذْهَبَ بِهِ إِلَى قَبْرِي .

    قَالَ هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ : قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : مَا عَلَامَةُ هَلَاكِ النَّاسِ ؟ قَالَ : إِذَا ذَهَبَ عُلَمَاؤُهُمْ .

    وَقَالَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ : كَتَبَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ إِلَى أَبِي كِتَابًا أَوْصَاهُ بِتَقْوَى اللَّهِ وَقَالَ : إِنْ بَقَاءَ الْمُسْلِمِ كُلَّ يَوْمٍ غَنِيمَةٌ ، فَذَكَرَ الْفَرَائِضَ وَالصَّلَوَاتِ وَمَا يَرْزُقُهُ اللَّهُ مِنْ ذِكْرِهِ .

    أَحْمَدُ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ أَبِي حَرِيزٍ ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ : لَا تُطْفِئُوا سُرُجَكُمْ لَيَالِيَ الْعَشْرِ . تُعْجِبُهُ الْعِبَادَةُ وَيَقُولُ : أَيْقَظُوا خَدَمَكُمْ يَتَسَحَّرُونَ لِصَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ .

    عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ : أَنْبَأَنَا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ : خَرَجْنَا مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي [ ص: 327 ] جِنَازَةٍ ، فَكَانَ يُحَدِّثُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيُذَكِّرُنَا ، حَتَّى بَلَغَ ، فَلَمَّا جَلَسَ ، لَمْ يَزَلْ يُحَدِّثُنَا حَتَّى قُمْنَا ، فَرَجَعْنَا ، وَكَانَ كَثِيرَ الذِّكْرِ لِلَّهِ .

    وَعَنْ سَعِيدٍ ، قَالَ : وَدِدْتُ النَّاسَ أَخَذُوا مَا عِنْدِي ; فَإِنَّهُ مِمَّا يُهِمُّنِي .

    أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ بِمَكَّةَ ، فَقُلْتُ : إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَادِمٌ - يَعْنِي خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ - وَلَا آمَنُهُ عَلَيْكَ ، فَأَطِعْنِي وَاخْرُجْ . فَقَالَ : وَاللَّهِ لَقَدْ فَرَرْتُ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنَ اللَّهِ . قُلْتُ : إِنِّي لَأَرَاكَ كَمَا سَمَّتْكَ أُمُّكَ سَعِيدًا . فَقَدِمَ خَالِدٌ مَكَّةَ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَأَخَذَهُ .

    أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ شِبْلٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ بِرْذَوَيْهِ قَالَ : كُنْتُ مَعَ وَهْبٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ يَوْمَ عَرَفَةَ بِنَخِيلِ ابْنِ عَامِرٍ ، فَقَالَ لَهُ وَهْبٌ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، كَمْ لَكَ مُنْذُ خِفْتَ مِنَ الْحَجَّاجِ ؟ قَالَ : خَرَجْتُ عَنِ امْرَأَتِي وَهِيَ حَامِلٌ ، فَجَاءَنِي الَّذِي فِي بَطْنِهَا وَقَدْ خَرَجَ وَجْهُهُ . فَقَالَ وَهْبٌ : إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ كَانَ إِذَا أَصَابَ أَحَدُهُمْ بَلَاءً عَدَّهُ رَخَاءً ، وَإِذَا أَصَابَهُ رَخَاءٌ عَدَّهُ بَلَاءً .

    [ ص: 328 ] قَالَ سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ لِمَا أُتِيَ الْحَجَّاجُ بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : أَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، قَالَ : أَنْتَ شَقِيُّ بْنُ كُسَيْرٍ ، لَأَقْتُلَنَّكَ . قَالَ : فَإِذًا أَنَا كَمَا سَمَّتْنِي أُمِّي ، ثُمَّ قَالَ : دَعُونِي أُصِلِّ رَكْعَتَيْنِ . قَالَ : وَجِّهُوهُ إِلَى قِبْلَةِ النَّصَارَى . قَالَ : فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ وَقَالَ : إِنِّي أَسْتَعِيذُ مِنْكَ بِمَا عَاذَتْ بِهِ مَرْيَمُ . قَالَ : وَمَا عَاذَتْ بِهِ ؟ قَالَ : قَالَتُ : إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا .

    رَوَاهَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ سَالِمٍ . ثُمَّ قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ : لَمْ يَقْتُلْ بَعْدَ سَعِيدٍ إِلَّا رَجُلًا وَاحِدًا .

    وَعَنْ عُتْبَةَ مَوْلَى الْحَجَّاجِ ، قَالَ : حَضَرْتُ سَعِيدًا حِينَ أُتِيَ بِهِ الْحَجَّاجُ بِوَاسِطٍ ، فَجَعَلَ الْحَجَّاجُ يَقُولُ : أَلَمْ أَفْعَلْ بِكَ ؟ ! أَلَمْ أَفْعَلْ بِكَ ؟ ! فَيَقُولُ : بَلَى . قَالَ : فَمَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ مِنْ خُرُوجِكَ عَلَيْنَا ؟ قَالَ : بَيْعَةٌ كَانَتْ عَلَيَّ - يَعْنِي لِابْنِ الْأَشْعَثِ - فَغَضِبَ الْحَجَّاجُ وَصَفَّقَ بِيَدَيْهِ ، وَقَالَ : فَبَيْعَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ كَانَتْ أَسْبَقُ وَأَوْلَى . وَأَمَرَ بِهِ ، فَضُرِبَتُ عُنُقُهُ .

    وَقِيلَ : لَوْ لَمْ يُوَاجِهْهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بِهَذَا ، لَاسْتَحْيَاهُ كَمَا عَفَا عَنِ الشَّعْبِيِّ لَمَّا لَاطَفَهُ فِي الِاعْتِذَارِ .

    حَامِدُ بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ : حَدَّثَنَا حَفَصٌ أَبُو مُقَاتِلٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي شَدَّادٍ : بَلَّغَنِي أَنَّ الْحَجَّاجَ لَمَّا ذُكِرَ لَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ أَرْسَلَ إِلَيْهِ قَائِدًا يُسَمَّى الْمُتَلَمِّسُ بْنُ أَحْوَصَ فِي عِشْرِينَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ . فَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَهُ إِذَا هُمْ بِرَاهِبٍ فِي صَوْمَعَتِهِ ، فَسَأَلُوهُ عَنْهُ فَقَالَ : صِفُوهُ لِي ، فَوَصَفُوهُ فَدَلَّهُمْ عَلَيْهِ ، فَانْطَلَقُوا فَوَجَدُوهُ سَاجِدًا يُنَاجِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ ، فَدَنَوْا وَسَلَّمُوا ، [ ص: 329 ] فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، فَأَتَمَّ بَقِيَّةَ صِلَاتِهِ ، ثُمَّ رَدَّ السَّلَامَ ، فَقَالُوا : إِنَّا رُسُلُ الْحَجَّاجِ إِلَيْكَ ، فَأَجِبْهُ ، قَالَ : وَلَا بُدَّ مِنَ الْإِجَابَةِ ؟ قَالُوا : لَا بُدَّ . فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَامَ مَعَهُمْ حَتَّى انْتَهَى إِلَى دَيْرِ الرَّاهِبِ ، فَقَالَ الرَّاهِبُ : يَا مَعْشَرَ الْفُرْسَانِ أَصَبْتُمْ صَاحِبَكُمْ ؟ قَالُوا : نَعَمْ . فَقَالَ : اصْعَدُوا ، فَإِنَّ اللَّبُؤَةَ وَالْأَسَدَ يَأْوِيَانِ حَوْلَ الدَّيْرِ . فَفَعَلُوا وَأَبَى سَعِيدٌ أَنْ يَدْخُلَ . فَقَالُوا : مَا نَرَاكَ إِلَّا وَأَنْتَ تُرِيدُ الْهَرَبَ مِنَّا ، قَالَ : لَا ، وَلَكِنْ لَا أَدْخُلُ مَنْزِلَ مُشْرِكٍ أَبَدًا ، قَالُوا : فَإِنَّا لَا نَدَعُكَ ، فَإِنَّ السِّبَاعَ تَقْتُلُكَ ، قَالَ : لَا ضَيْرَ ، إِنَّ مَعِي رَبِّي يَصْرِفُهَا عَنِّي وَيَجْعَلُهَا حَرَسًا تَحْرُسُنِي ، قَالُوا : فَأَنْتَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ؟ قَالَ : مَا أَنَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَلَكِنْ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِ اللَّهِ مُذْنِبٌ . قَالَ الرَّاهِبُ : فَلْيُعْطِنِي مَا أَثِقُ بِهِ عَلَى طُمَأْنِينَةٍ . فَعَرَضُوا عَلَى سَعِيدٍ أَنْ يُعْطِيَ الرَّاهِبَ مَا يُرِيدُ ، قَالَ : إِنِّي أُعْطِي الْعَظِيمَ الَّذِي لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَا أَبْرَحُ مَكَانِي حَتَّى أُصْبِحَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . فَرْضِيَ الرَّاهِبُ بِذَلِكَ ، فَقَالَ لَهُمُ : اصْعَدُوا وَأَوْتِرُوا الْقِسِيَّ لِتُنَفِّرُوا السِّبَاعَ عَنْ هَذَا الْعَبْدِ الصَّالِحِ ; فَإِنَّهُ كَرِهَ الدُّخُولَ فِي الصَّوْمَعَةِ لِمَكَانِكُمْ . فَلَمَّا صَعِدُوا وَأَوْتَرُوا الْقِسِيَّ ، إِذَا هُمْ بِلَبُؤَةٍ قَدْ أَقْبَلَتْ ، فَلَمَّا دَنَتْ مِنْ سَعِيدٍ ، تَحَكَّكَتْ بِهِ وَتَمَسَّحَتْ بِهِ ، ثُمَّ رَبَضَتْ قَرِيبًا مِنْهُ . وَأَقْبَلَ الْأَسَدُ يَصْنَعُ كَذَلِكَ . فَلَمَّا رَأَى الرَّاهِبُ ذَلِكَ وَأَصْبَحُوا ، نَزَلَ إِلَيْهِ ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَرَائِعِ دِينِهِ ، وَسُنَنِ رَسُولِهِ ، فَفَسَّرَ لَهُ سَعِيدٌ ذَلِكَ كُلَّهُ ، فَأَسْلَمَ . وَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَى سَعِيدٍ يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ وَيُقَبِّلُونَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ ، وَيَأْخُذُونَ التُّرَابَ الَّذِي وَطِئَهُ فَيَقُولُونَ : يَا سَعِيدُ ، حَلَّفَنَا الْحَجَّاجُ بِالطَّلَاقِ وَالْعَتَاقِ ، إِنْ نَحْنُ رَأَيْنَاكَ لَا نَدْعُكَ حَتَّى نُشْخِصَكَ إِلَيْهِ ، فَمُرْنَا بِمَا شِئْتَ ، قَالَ : امْضُوا لِأَمْرِكُمْ ، فَإِنِّي لَائِذٌ بِخَالِقِي وَلَا رَادَّ لِقَضَائِهِ ، فَسَارُوا حَتَّى بَلَغُوا وَاسِطًا فَقَالَ سَعِيدٌ : قَدْ تَحَرَّمْتُ بِكُمْ وَصَحِبْتُكُمْ ، وَلَسْتُ أَشُكُّ أَنَّ أَجْلِي قَدْ حَضَرَ فَدَعُونِي اللَّيْلَةَ آخُذُ أُهْبَةَ الْمَوْتِ ، وَأَسْتَعِدُّ لِمُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ ، وَأَذْكُرُ عَذَابَ الْقَبْرِ ، فَإِذَا أَصْبَحْتُمْ [ ص: 330 ] فَالْمِيعَادُ بَيْنَنَا الْمَكَانُ الَّذِي تُرِيدُونَ . فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَا تُرِيدُونَ أَثَرًا بَعْدَ عَيْنٍ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَدْ بَلَغْتُمْ أَمْنَكُمْ وَاسْتَوْجَبْتُمْ جَوَائِزَ الْأَمِيرِ ، فَلَا تَعْجَزُوا عَنْهُ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : يُعْطِيكُمْ مَا أَعْطَى الرَّاهِبَ ، وَيَلْكُمُ أَمَا لَكُمْ عِبْرَةٌ بِالْأَسَدِ ؟ ! وَنَظَرُوا إِلَى سَعِيدٍ قَدْ دَمِعَتْ عَيْنَاهُ ، وَشَعِثَ رَأَسُهُ ، وَاغْبَرَّ لَوْنُهُ ، وَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ وَلَمْ يَضْحَكْ مُنْذُ يَوْمِ لَقَوْهُ وَصَحِبُوهُ ، فَقَالُوا : يَا خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ ، لَيْتَنَا لَمْ نَعْرِفْكَ ، وَلَمْ نُسَرَّحْ إِلَيْكَ ، الْوَيْلُ لَنَا وَيْلًا طَوِيلًا ، كَيْفَ ابْتُلِينَا بِكَ ! اعْذُرْنَا عِنْدَ خَالِقِنَا يَوْمَ الْحَشْرِ الْأَكْبَرِ ، فَإِنَّهُ الْقَاضِي الْأَكْبَرُ ، وَالْعَدْلُ الَّذِي لَا يَجُورُ . قَالَ : مَا أَعْذَرَنِي لَكُمْ وَأَرْضَانِي لِمَا سَبَقَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ فِيَّ . فَلَمَّا فَرَغُوا مِنَ الْبُكَاءِ وَالْمُجَاوَبَةِ ، قَالَ كَفِيلُهُ : أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ لَمَا زَوَّدْتَنَا مِنْ دُعَائِكَ وَكَلَامِكَ ، فَإِنَّا لَنْ نَلْقَى مِثْلَكَ أَبَدًا . فَفَعَلَ ذَلِكَ ، فَخَلَّوْا سَبِيلَهُ ، فَغَسَلَ رَأْسَهُ وَمِدْرَعَتَهُ وَكِسَاءَهُ وَهُمْ مُحْتَفُونَ اللَّيْلَ كُلَّهُ ، يُنَادُونَ بِالْوَيْلِ وَاللَّهَفِ . فَلَمَّا انْشَقَّ عَمُودُ الصُّبْحِ ، جَاءَهُمْ سَعِيدٌ فَقَرَعَ الْبَابَ ، فَنَزَلُوا وَبَكَوْا مَعَهُ ، وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى الْحَجَّاجِ ، وَآخَرَ مَعَهُ ، فَدَخَلَا ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ : أَتَيْتُمُونِي بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ؟ قَالُوا نَعَمْ ، وَعَايَنَّا مِنْهُ الْعَجَبَ . فَصَرَفَ بِوَجْهِهِ عَنْهُمْ . فَقَالَ : أَدْخِلُوهُ عَلَيَّ . فَخَرَجَ الْمُتَلَمِّسُ فَقَالَ لِسَعِيدٍ أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ ، وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ . فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ . فَقَالَ : مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، قَالَ : أَنْتَ شَقِيُّ بْنُ كُسَيْرٍ . قَالَ : بَلْ أُمِّي كَانَتْ أَعْلَمُ بِاسْمِي مِنْكَ . قَالَ : شَقِيتَ أَنْتَ وَشَقِيَتْ أُمُّكَ . قَالَ : الْغَيْبُ يَعْلَمُهُ غَيْرُكَ . قَالَ : لَأُبْدِلَنَّكَ بِالدُّنْيَا نَارًا تَلَظَّى . قَالَ : لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ ذَلِكَ [ ص: 331 ] بِيَدِكَ لَاتَّخَذْتُكَ إِلَهًا . قَالَ : فَمَا قَوْلُكَ فِي مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَبِيُّ الرَّحْمَةِ ، إِمَامُ الْهُدَى . قَالَ : فَمَا قَوْلُكَ فِي عَلِيٍّ ، فِي الْجَنَّةِ هُوَ أَمْ فِي النَّارِ ؟ قَالَ : لَوْ دَخَلْتُهَا ، فَرَأَيْتُ أَهْلَهَا عَرَفْتُ . قَالَ : فَمَا قَوْلُكَ فِي الْخُلَفَاءِ ؟ قَالَ : لَسْتُ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ . قَالَ : فَأَيُّهُمْ أَعْجَبُ إِلَيْكَ ؟ قَالَ : أَرْضَاهُمْ لِخَالِقِي . قَالَ : فَأَيُّهُمْ أَرْضَى لِلْخَالِقِ ؟ قَالَ : عِلْمُ ذَلِكَ عِنْدَهُ . قَالَ : أَبَيْتَ أَنْ تَصْدُقَنِي . قَالَ : إِنِّي لَمْ أُحِبَّ أَنْ أَكْذِبَكَ . قَالَ : فَمَا بَالُكَ لَمْ تَضْحَكْ ؟ قَالَ : لَمْ تَسْتَوِ الْقُلُوبُ .

    قَالَ : ثُمَّ أَمَرَ الْحَجَّاجُ بِاللُّؤْلُؤِ وَالْيَاقُوتِ وَالزَّبَرْجَدِ فَجَمَعَهُ بَيْنَ يَدَيْ سَعِيدٍ ، فَقَالَ : إِنْ كُنْتَ جَمَعْتَهُ لِتَفْتَدِيَ بِهِ مِنْ فَزَعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَصَالِحٌ ، وَإِلَّا فَفَزْعَةٌ وَاحِدَةٌ تُذْهِلُ كُلَّ مُرْضِعَةً عَمَّا أَرْضَعَتْ ، وَلَا خَيْرَ فِي شَيْءٍ جُمَعِ لِلدُّنْيَا ، إِلَّا مَا طَابَ وَزَكَا . ثُمَّ دَعَا الْحَجَّاجُ بِالْعُودِ وَالنَّايِ ، فَلَمَّا ضُرِبَ بِالْعُودِ وَنُفِخَ فِي النَّايِ بَكَى ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ : مَا يُبْكِيكَ ؟ هُوَ اللَّهْوُ . قَالَ : بَلْ هُوَ الْحُزْنُ ، أَمَّا النَّفْخُ ، فَذَكَّرَنِي يَوْمَ نَفْخِ الصُّورِ ، وَأَمَّا الْعُودُ ، فَشَجَرَةٌ قُطِعَتْ مِنْ غَيْرِ حَقٍّ ، وَأَمَّا الْأَوْتَارُ فَأَمْعَاءُ شَاةٍ يُبْعَثُ بِهَا مَعَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .

    فَقَالَ الْحَجَّاجُ : وَيْلَكَ يَا سَعِيدُ . قَالَ : الْوَيْلُ لِمَنْ زُحْزِحَ عَنِ الْجَنَّةِ وَأُدْخِلَ النَّارَ . قَالَ : اخْتَرْ أَيَّ قِتْلَةٍ تُرِيدُ أَنْ أَقْتُلَكَ ، قَالَ : اخْتَرْ لِنَفْسِكَ يَا حَجَّاجُ ، فَوَاللَّهِ مَا تَقْتُلُنِي قِتْلَةً إِلَّا قَتَلْتُكَ قِتْلَةً فِي الْآخِرَةِ . قَالَ : فَتُرِيدُ أَنْ أَعْفُوَ عَنْكَ ؟ قَالَ : إِنْ كَانَ الْعَفُوُ ، فَمِنَ اللَّهِ ، وَأَمَّا أَنْتَ فَلَا بَرَاءَةَ لَكَ وَلَا عُذْرَ . قَالَ : اذْهَبُوا بِهِ فَاقْتُلُوهُ . فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ الْبَابِ ، ضَحِكَ ، فَأُخْبِرَ الْحَجَّاجُ بِذَلِكَ ، فَأَمَرَ بِرَدِّهِ ، فَقَالَ : مَا أَضْحَكَكَ ؟ قَالَ : عَجِبْتُ مِنْ جُرْأَتِكَ عَلَى اللَّهِ وَحِلْمِهِ عَنْكَ ! فَأَمَرَ بِالنِّطْعِ فَبُسِطَ ، فَقَالَ : اقْتُلُوهُ . فَقَالَ : إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَالَ : شُدُّوا بِهِ لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ . قَالَ : فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ قَالَ : كُبُّوهُ لِوَجْهِهِ . قَالَ : مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ قَالَ : اذْبَحُوهُ قَالَ : إِنِّي أَشْهَدُ وَأُحَاجُّ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ [ ص: 332 ] وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، خُذْهَا مِنِّي حَتَّى تَلْقَانِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ . ثُمَّ دَعَا سَعِيدٌ اللَّهَ وَقَالَ : اللَّهُمَّ لَا تُسَلِّطْهُ عَلَى أَحَدٍ يَقْتُلُهُ بَعْدِي . فَذُبِحَ عَلَى النِّطْعِ .

    وَبَلَغَنَا أَنَّ الْحَجَّاجَ عَاشَ بَعْدَهُ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً ، وَقَعَتْ فِي بَطْنِهِ الْأَكِلَةُ فَدَعَا بِالطَّبِيبِ لِيَنْظُرَ إِلَيْهِ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ ، ثُمَّ دَعَا بِلَحْمٍ مُنْتِنٍ ، فَعَلَّقَهُ فِي خَيْطٍ ثُمَّ أَرْسَلَهُ فِي حَلْقِهِ ، فَتَرَكَهُ سَاعَةً ثُمَّ اسْتَخْرَجَهُ وَقَدْ لَزِقَ بِهِ مِنَ الدَّمِ ، فَعَلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ بِنَاجٍ .

    هَذِهِ حِكَايَةٌ مُنْكَرَةٌ ، غَيْرُ صَحِيحَةٍ . رَوَاهَا أَبُو نُعَيْمٍ فِي " الْحِلْيَةِ " ، فَقَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا خَالِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ ، أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ كِتَابَةً ، حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى .

    هَارُونُ الْحَمَّالُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ كَاتِبِ الْحَجَّاجِ قَالَ مَالِكٌ - هُوَ أَخٌ لِأَبِي سَلَمَةَ الَّذِي كَانَ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ - قَالَ : كُنْتُ أَكْتُبُ لِلْحَجَّاجِ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ يَسْتَخِفُّنِي وَيَسْتَحْسِنُ كِتَابَتِي ، وَأَدْخُلُ عَلَيْهِ بِغَيْرِ إِذْنٍ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ يَوْمًا بَعْدَمَا قَتَلَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهُ ، لَهَا أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ مِمَّا يَلِي ظَهْرَهُ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : مَا لِي وَلِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، فَخَرَجْتُ رُوَيْدًا وَعَلِمْتُ أَنَّهُ إِنْ عَلِمَ بِي قَتَلَنِي ، فَلَمْ يَنْشَبْ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى مَاتَ .

    أَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ، قَالَ : دَعَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ حِينَ دُعِيَ لِلْقَتْلِ فَجَعَلَ ابْنُهُ يَبْكِي ، فَقَالَ : مَا [ ص: 333 ] يُبْكِيكَ ؟ مَا بَقَاءُ أَبِيكَ بَعْدَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً ؟

    ابْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ ، عَنْ سَعِيدٍ ، قَالَ : قَحَطَ النَّاسُ فِي زَمَانِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ثَلَاثَ سِنِينَ ، فَقَالَ الْمَلِكُ : لَيُرْسِلَنَّ عَلَيْنَا السَّمَاءَ أَوْ لَنُؤْذِيَنَّهُ ، قَالُوا : كَيْفَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ تُؤْذِيَهُ ، وَهُوَ فِي السَّمَاءِ وَأَنْتَ فِي الْأَرْضِ ؟ قَالَ : أَقْتُلُ أَوْلِيَاءَهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ فَيَكُونُ ذَلِكَ أَذًى لَهُ . قَالَ : فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ السَّمَاءَ .

    وَرَوَى أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ الْأَعْرَجِ ، قَالَ : كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَبْكِي بِاللَّيْلِ حَتَّى عَمُشَ .

    وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَؤُمُّنَا ، يُرَجِّعُ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ .

    وَرَوَى الثَّوْرِيُّ ، عَنْ حَمَّادٍ ، قَالَ : قَالَ سَعِيدٌ : قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَتَيْنِ فِي الْكَعْبَةِ .

    جَرِيرٌ الضَّبِّيُّ ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : كَانَ يُقَالُ : سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ جِهْبِذُ الْعُلَمَاءِ .

    ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ ، فَأَقْسَمَتْ عَلَيَّ أُمِّي أَنْ أَسْتَرْقِيَ ، فَأَعْطَيْتُ الرَّاقِي يَدِيَ الَّتِي لَمْ تُلْدَغْ ، وَكَرِهْتُ أَنْ أُحَنِّثَهَا .

    [ ص: 334 ] جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ : قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : مَا رَأَيْتُ أَرْعَى لِحُرْمَةٍ هَذَا الْبَيْتِ ، وَلَا أَحْرَصَ عَلَيْهِ ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، لَقَدْ رَأَيْتُ جَارِيَةً ذَاتَ لَيْلَةٍ تَعَلَّقَتْ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ تَدْعُو وَتَضْرَعُ وَتَبْكِي حَتَّى مَاتَتْ .

    http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?ID=567&bk_no=60&flag=1

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 1:25 pm